هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف الأكاديمي التركي والمستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية، جاهد طوز، عن عقد اجتماع جديد على مستوى مساعدي وزيري خارجية تركيا ومصر في أنقرة خلال 10 أيام لبحث الوصول إلى مرحلة متقدمة في المفاوضات الجارية بين البلدين.
وأوضح، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أنه "عقب هذا الاجتماع المرتقب ستكون هناك زيارة لوزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، إلى القاهرة. ووفق المعلومات قد تحدث تلك الزيارة نهاية الشهر المقبل"، مستدركا بأن تلك الخطوة تتوقف على نتائج الاجتماع الذي سينعقد في أنقرة.
كما أشار المستشار السابق في رئاسة الوزراء التركية إلى أن "تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر لن يصل إلى مستوى الرئاسة، لأن موقف تركيا من الانقلابات العسكرية واضح ولن يتغير".
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "ضيف عربي21":
إلى أين وصل التقارب التركي- المصري حتى الآن؟
نحن اليوم نتحدث عن وصول تلك العلاقات لمرحلتها الثانية؛ فقد انتهت المرحلة الأولى التي تمثلت في التواصل الأمني والمخابراتي ثم وصلنا إلى المرحلة الدبلوماسية، خاصة عقب تشكيل اللجنة المشتركة في تركيا وأيضا في مصر، وهذه اللجنة تضم وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات وجهات أخرى، وجرت اجتماعات تمهيدية بين البلدين، وكانت هناك تصريحات واتصالات إيجابية متبادلة، وستستمر الاجتماعات على مستوى نواب وزيري الخارجية في مصر وتركيا، بالإضافة إلى اجتماعات أخرى بين بعض المسؤولين في المؤسسات المختلفة، إلى أن نصل لخطوة مقابلة وزيري الخارجية، وعقب انتهاء المرحلة الثانية ستكون هناك إجراءات فعلية وعملية لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وأتوقع أن يكتمل تطبيع العلاقات في المرحلة الثالثة التي سيكون من بينها بالتأكيد عودة السفراء بشكل متبادل، وغيرها من الإجراءات الأخرى، إلا أنها لن تصل إلى مستوى الرئاسة، لأن موقف تركيا من الانقلابات العسكرية واضح وسيظل كما هو دون تغيير، وبالتالي أرى أن مستوى العلاقات هذا سيكون كافيا لإنهاء الأزمات في المنطقة وفي ظل الظروف الراهنة، خاصة أن المصالح المشتركة بين أنقرة والقاهرة كبيرة جدا، وهناك تفاهم بشأنها.
ما هي الأمور التي تم الاتفاق عليها بين تركيا ومصر حتى الآن؟ وما هي الأمور المُختلف عليها؟
أتصور أنه لا يمكن التحدث الآن عن الملفات التي تم الاتفاق عليها؛ فهناك تفاهمات في الوقت الحالي وليست اتفاقات محسومة، وهناك رغبة مشروطة في تطبيع العلاقات لدى الطرفين؛ فعلى سبيل المثال هناك مطالب مصرية بتسليم بعض قادة الإخوان الموجودين في تركيا، وهذه قضية غير قابلة للنقاش من الأساس، رغم تفهمنا لحساسيتها بالنسبة لمصر، في المقابل ترى تركيا أن هناك عشرات من قادة وعناصر جماعة فتح الله غولن متواجدون في القاهرة، وهناك أيضا مقر أكبر صحيفة تابعة لغولن، وهي مجلة حراء، بخلاف العديد من المواقع الإخبارية التابعة للمعارضة التركية، رغم ذلك لا يمثل هذا الأمر أولوية الآن بالنسبة لتركيا، وقد تتم مناقشته لاحقا عقب نجاح المفاوضات، ولذلك ليس من المناسب عرقلة أو إجهاض المفاوضات بسبب قضية الإخوان أو جماعة فتح الله غولن.
ما هي النتائج التي توصل إليها الاجتماع السابق بين الوفدين المصري والتركي الذي عُقد في القاهرة مطلع الشهر الماضي؟ وما الذي سيعقبه مستقبلا؟
تم في هذا الاجتماع، الذي كان على مستوى مساعدي وزيري خارجية تركيا ومصر، تحديد العناوين الأساسية في المفاوضات بين الجانبين، وأعتقد أنه خلال أسبوع أو 10 أيام على الأكثر سيكون هناك اجتماع جديد بين الوفدين في تركيا لبحث الوصول إلى مرحلة متقدمة. وقد تمت تسمية هذه اللقاءات الأولية بالاستكشافية تمهيدا للقاءات الاستشارية، والتي سيعقبها لقاءات القرارات التنفيذية.
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن اجتماع وزيري خارجية تركيا ومصر، وإعادة السفراء بشكل متبادل سيحدث خلال الفترة المقبلة.. فهل هناك مواعيد محددة لهذه الأمور؟
من المحتمل أن يحدث ذلك قبل نهاية العام الجاري انطلاقا من التفاهمات المشتركة بين الطرفين، لكني أتوقع أن يأخذ هذا الأمر بعض الوقت، لأن الجانب المصري –حسب معلوماتي- لا يزال مُصرّا على أمور لا يمكن لتركيا القبول بها، وإذا ما استمرت القاهرة في الإصرار على تلك الأمور فقد يتسبّب ذلك في انتكاسة في هذه المفاوضات الجارية التي نأمل أن تمضي على قدم وساق دون عراقيل ودون أن تستغرق وقتا طويلا.
وما هي توقعاتك في هذا الصدد.. هل ستنجح المفاوضات بين الجانبين أم ستحدث انتكاسة؟
هناك حاجة كبيرة لتطبيع العلاقات بين البلدين في ظل الاحتياج المتبادل لبعضهما البعض، وهما دولتان قويتان في المنطقة ولهما دور مركزي في جميع ملفات المنطقة، والنظام المصري يعاني من أزمات داخلية وخارجية كبيرة، على رأسها سد النهضة والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ولذلك هو بحاجة إلى دولة كبيرة مثل تركيا لمساعدته بشكل أو بآخر في مواجهة تلك الأزمات، وأنا أتوقع أن تنجح المفاوضات وتمضي قدما إلى الأمام.
هناك معلومات تفيد بأن وزير الخارجية التركي سيكون في القاهرة خلال الشهر المقبل.. ما مدى دقة تلك المعلومات؟
هذا يتوقف على نتائج الاجتماع المرتقب في تركيا، والذي سيحدث قريبا، كما أوضحت، وعقب هذا الاجتماع ستكون هناك زيارة لوزير خارجية تركيا إلى القاهرة، ووفق المعلومات قد يحدث ذلك بالفعل نهاية الشهر المقبل بعد الانتقال من الجولة الاستكشافية إلى الجولة الاستشارية، وبالتالي سيتم تأكيد وحسم هذا الأمر خلال الأيام المقبلة.
لماذا تبدو تركيا أكثر حرصا وتمسكا وسعيا للمصالحة مع مصر بينما تبدو القاهرة غير حريصة على تلك المصالحة بنفس درجة الحرص التركي؟
لا ينبغي اختزال محاولات تطبيع العلاقات بين البلدين في هذه المحاولة الجارية الآن؛ فلا بد من النظر لهذه القضية منذ صيف عام 2013 وحتى الآن، والدولة المصرية حاولت وسعت كثيرا بشكل غير مُعلن خلال هذه الفترة لتطبيع علاقاتها مع تركيا، وبعض الجهات الدولية طلبت من تركيا سابقا تطبيع علاقاتها مع مصر، كما أن الفريق المصري خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019 حاول جاهدا أن يجلس الرئيس أردوغان على طاولة واحدة مع السيسي، لكن الرئيس أردوغان رفض ذلك وقرر حينها مغادرة حفل العشاء الذي أقيم في الأمم المتحدة بعد رؤيته السيسي حاضرا في القاعة.
وبالتالي فقد كانت جميع المبادرات والمحاولات الأولى لتطبيع العلاقات من طرف النظام المصري في حين كانت أنقرة رافضة تماما خلال تلك الفترة، إلا أنه في ظل المتغيرات التي تحدث بالمنطقة والعالم، والبراغماتية السياسية، بدأت المواقف تتغير، ودفعت كل الدول لانتهاج استراتيجيات جديدة.
هل يمكن لتركيا أن تلعب دور الوساطة في حل الأزمة بين النظام والمعارضة المصرية؟
من المبكر جدا الرد على مثل هذا السؤال، ومصر -حسب معلوماتي- مستعدة لتخفيف بعض إجراءاتها مع جماعة الإخوان، وخاصة في ملف المعتقلين، وهذا قد يكون ضمن مناقشات التطبيع بين القاهرة وأنقرة، ونتائج المفاوضات ستوضح مدى إمكانية أن تلعب تركيا دورا في الوساطة أم لا.