سياسة تركية

ما المقترح الأمريكي لتركيا حول "أس400".. هل وافقت عليه؟

أردوغان سيلتقي بايدن على هامش قمة الناتو في 14 حزيران- وزارة الدفاع التركية
أردوغان سيلتقي بايدن على هامش قمة الناتو في 14 حزيران- وزارة الدفاع التركية

قدمت الولايات المتحدة عرضا إلى تركيا، لرفع العقوبات عنها بسبب منظومة "أس400" الروسية، مع قرب اللقاء الثنائي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن.

 

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان نظيره الأمريكي بايدن على هامش قمة "الناتو"، ببروكسل في 14 حزيران/ يونيو الجاري، وسبق ذلك وصول نائبة وزير الخارجية الأمريكية إلى أنقرة في زيارة هي الأولى لأرفع مسؤول أمريكي لتركيا في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة.

 

صحيفة "حرييت" التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، ذكرت أنه قبيل أيام من عقد الاجتماع، جرى وضع الإطار الرئيس لجدول الأعمال من كلا البلدين.

 

ولفتت إلى أن الجانب الأمريكي، قدم ملفات تتضمن مطالبهم، وفي المقابل، فهو لم يلب أي طلب من المطالب التركية.

 

وذكرت أن إدارة بايدن تتعامل مع روسيا أيضا بذات الموقف مع تركيا، مشيرة إلى أنها تستعد للمباحثات مع البلدين، ولكن على مبدأ واحد وهو "أنا الرئيس الوحيد" في العالم، وبرز ذلك بالعرض الذي قدم لأنقرة بشأن منظومة "أس400".

 

ونقلت الصحيفة تصريحات ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، والتي زارت أنقرة للتحضير للاجتماع بين بايدن وأردوغان، والتي قالت فيها: "الحصول على أس400 يخلق مشاكل داخل الناتو، وفدمنا لهم البدائل، وهم يعرفون بالضبط ما يجب القيام به، وآمل أن نتمكن من إيجاد طريق مشترك".

 

اقرأ أيضا: هل تعود العلاقات التركية الأمريكية إلى سابق عهدها؟
 

ولم توضح شيرمان ما تقصده بـ"البديل" الذي اقترحته بلادها على السلطات التركية.

 

وحول الطرح الأمريكي، لأنقرة، والذي قصدت به المسؤولة الأمريكية بـ"البدائل"، أوضحت "حرييت" أن الإدارة الأمريكية تريد التزاما مكتوبا من أنقرة بأنها لن تقوم بتفعيل "أس400".

 

وأوضحت أن الإدارة الأمريكية، تخطط لتقديم هذا "الالتزام الخطي" إلى الكونغرس لإنهاء العقوبات على تركيا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا للإدارة الأمريكية، فإن إقناع الكونغرس حول "أس400" مهم وضروري، وعليه فقد تضمن المقترح أن يتحقق خبراء عسكريون أمريكيون من عدم تنشيط المنظومة الروسية "أس400"، كما أن هذا الشرط يتضمن "التعهد الخطي".

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن أنقرة رفضت المقترح جملة وتفصيلا، واعتبرته "انتهاكا للسيادة" في المقام الأول.

 

الخبير الأمني، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب "المستقبل"، متين غورحان، كتب في مقال على موقع "مونيتور"، أشار فيه إلى أن أردوغان قد يعرض على بايدن صيغة جديدة، تتمثل في وضع منظومة "أس400" في قاعدة إنجرليك في تركيا، برقابة الجيش الأمريكي، دون أي تدخل روسي في استخدامها أو صيانتها.

  

صحيفة "حرييت" لفتت إلى أن تركيا، اقترحت عدم وضع مسألة "أس400" والتي لم ينتج عنها مباحثات مطولة أي نتائج مجدية، في اللقاء الثنائي بين بايدن وأردوغان.

 

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة من الواضح أنها أيضا لن تتخذ خطوات في عناوين مثل إنهاء التعاون مع منظمة العمال الكردستاني والفرع السوري لها، أو بدء العملية القضائية المتعلقة بمنظمة غولن.

 

وأكدت الصحيفة أن تركيا معنية فقط بالبحث في مجالات التعاون بين البلدين في اللقاء الثنائي المرتقب والذي قد ينتج عنه إما أزمة أو تقارب.

التعليقات (2)
سليمان كرال اوغلو
الثلاثاء، 08-06-2021 03:38 م
الست ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، تقول "الحصول - أي حصول تركيا- على أس400 يخلق مشاكل داخل الناتو" . حسناً ، لماذا لم يكن حصول اليونان على أس 300 الروسية قبل تركيا يخلق مشاكل داخل الناتو ؟ أين الصدق يا ست ؟ و هل اليونان مغفور ذنبها بينما تركيا مذنبة ؟ ما هذا الكيل بصواعين ؟
محلل سياسي متواضع
الثلاثاء، 08-06-2021 12:49 م
المعرفة ، بمدخلات و مخرجات السياسية الأمريكية ، تنبئ بأن جدول الأعمال الذي تضعه الدولة العميقة في أمريكا لأي لقاء بين من قامت بتوظيفه كرئيس مع أي رئيس بلد آخر لن يتضمن سوى المطالب الأمريكية و أنه لا مكان لمطالب البلد الآخر . بسبب الاستكبار و غرور القوة ، هي فقط تصدر أوامر و تعليمات مع تهديدات و ربما إغراءات "خادعة" لأنها تعتقد أنها السيد و ما سواها عبيد . في عالمنا العربي ، محادثات الأمريكان مع أي رئيس كانت غير مريحة و فيها إذلال له بل و لقد كان الواحد منهم يخرج من الاجتماع شبه منهار مرتعشاً من الخوف موافقاً على دفع أية جزية يطلبونها منه و مطيعاً لأي أمر أمريكي حتى و لو كان فيه أذى العباد و دمار البلاد . بالمناسبة ، أمريكا تتعامل مع رؤساء آخرين – مثل ما ورد في الخبر عن روسيا - بنفس طريقة تعاملها مع رؤساء العرب . قليلهم يصمد و أكثرهم جبناء يخضعون للإملاء ، لذلك ترى حتى في أوروبا من كان عميلاً تابعاً لأمريكا . ما زلت أتذكر نقاشاً قديماً في إذاعة البي بي سي البريطانية باللغة الانجليزية تحت عنوان (Is Tony Blair an American Dog or an American Poodle ? ) وترجمته (هل توني بلير كلب أمريكي أو جرو أمريكي ؟) مما جعل رئيس الوزراء هذا ، كما ذكرت الصحافة ، يفكر في رفع دعوى على الإذاعة لكنه تراجع عن ذلك لأنه خاف أن يخسر القضية . ما يجعل أمريكا "تتفرعن " على البشر هو ليس إمكانياتها الذاتية و لكن لكون أن لديها عبيد جبناء يمتلكون أموالاً تأخذ أمريكا منها ما تشاء بمجرد الإشارة ثم تقوم بتوظيفها في أي مشروع خاص لها لا ينال العبيد منه أية فائدة . هذا السلوك شيطاني بامتياز يوضحه قوله تعالى )واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا( . لقد فعل ترامب ذلك فنهبهم و حلبهم ثم الآن لا شيء . لذلك يقول بعض المحللين السياسيين البارعين في أوروبا ما معناه : "إياك أن تقوم بتصديق أي كلام من أي سياسي أمريكي على الفور لأن الكذب و التهويل هو ديدنهم و الصدق منهم خلاف الأصل ". يعدون و يتوعدون لكن ذلك باطل وخديعة. أنا أسأل من لديه ذاكرة جيدة : كم مشروع و مبادرة صدرت من أمريكا بشأن قضية فلسطين مثلاً و أين انتهت ؟ اكتفي بهذا القدر .

خبر عاجل