هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقى التفجير الذي ضرب مدخل مدينة سبها، جنوب ليبيا، تنديدا محليا ودوليا واسعين، فيما أعلن المجلس الرئاسي فتح تحقيق عاجل لكشف المتورطين.
وأدانت المكونات السياسية والشعبية المختلفة في ليبيا التفجير، في حين قالت الولايات المتحدة، إن هناك قوى مصممة على تقويض الاستقرار والوحدة في ليبيا، مؤكدة وقوفها إلى جانب الملتزمين ببناء مستقبل أكثر سلاما وازدهارا.
— U.S. Embassy - Libya (@USAEmbassyLibya) June 7, 2021
والأحد، قُتل كل من رئيس الإدارة العامة للبحث الجنائي في سبها، النقيب إبراهيم عبد النبي، والضابط عباس الشريف، فيما أصيب أحمد الجهيمي، أحد عناصر الإدارة، في تفجير انتحاري بمركبة مفخخة.
وعلى إثر الهجوم، قرر المجلس الرئاسي تشكيل لجنة يرأسها وزير الداخلية، بهدف جمع المعلومات، وكشف المتورطين، وملاحقتهم، وتقديمهم إلى العدالة، وتوفير الدعم اللازم والاحتياجات العاجلة للأجهزة الأمنية بالجنوب، ووضع الآليات والخطط لمكافحة الإرهاب في كافة مناطق ليبيا.
ورغم أن تنظيم الدولة تبنى الهجوم الأحد، وقال إن أحد عناصره نفذ التفجير، بحسب بيان وصورة نشرتهما وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية للتنظيم، إلا أن أصابع الاتهام وجهت للواء المتقاعد خليفة حفتر، باعتباره مسؤولا عن إحداث حالة "خلل أمني" في الجنوب الذي يسيطر عليه، وأصبح مرتعا للمرتزقة الفاغنر والجنجويد.
الخبير العسكري عادل عبد الكافي، قال إن عناصر تنظيم الدولة يستغلون حالة الخلل والفراغ الأمني في الجنوب؛ لتنفيذ مخططاتهم وعملياتهم الإرهابية.
ولفت في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن الخلل في الجنوب يتمثل في وجود مرتزقة يحتلون مواقع هامة، مثل قاعدة الجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ، حيث أصبحت المنطقة الجنوبية مرتعا لمرتزقة الفاغنر والجنجويد، والتشاديين.
وشدد على أن هؤلاء المرتزقة يتبعون قوات حفتر، وتسببوا في نشر الفوضى في الجنوب، ما شكل بيئة خصبة لتحرك عناصر داعش هناك.
المحلل السياسي عبد السلام الراجحي، قال إن هناك إجماعا من قبل الخبراء الأمنيين، سواء محليين أو أميين، على أن العدوان على العاصمة طرابلس كان فرصة لتنظيم الدولة من أجل أن يستعيد بناء قوته وتنظيم خلاياه.
ولفت في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن الحرب على طرابلس شكلت فرصة للتنظيم لإعادة ترتيب أوراقه، خاصة مع انشغال الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة في طرابلس في صد العدوان.
اقرأ أيضا: مقتل ضابطين ليبيين بهجوم انتحاري بسبها (شاهد)
وكشف الراجحي أن تنظيم الدولة اشترى أسلحة ثقيلة من قوات حفتر، في أعقاب هزيمتها على تخوم العاصمة، إذ إن عناصره عادوا إلى مدن الجنوب التي قدموا منها، وقاموا بعقد صفقات ضخمة لبيع أسلحة نوعية لعناصر تنظيم الدولة، منها صواريخ مضادة للدروع وذخائر وألغام.
واستطرد: "الانسحاب غير المنظم لعناصر حفتر بعد هزيمتهم في محيط العاصمة طرابلس، وهروبهم بسيارات محملة بالأسلحة، ساهم في عقد صفقات بين هذه القوات وعناصر كانت مجهولة في بادئ الأمر، في الجفرة ومناطق أخرى من الجنوب، لكن تبين لاحقا أنها تابعة لتنظيم الدولة".
وحول الدوافع من وراء شن هذا الهجوم، رأى الراجحي أن "التنظيم يقول إنه ما زال باقيا في الساحة، ويستطيع أن يهاجم بعد أن جرت هزيمته في سرت، وفقد الزخم".
وشدد على أن التنظيم "يحاول إعادة استقطاب عناصر في صفوفه في الجنوب ذات الطابع الصحراوي، التي يسيطر عليه حفتر وأحاله إلى مرتع للنشاط غير القانوني، حيث تنتعش فيه تجارة المخدرات وتهريب البشر وتهريب السلاح، وهي الحلقة الأضعف التي يستطيع التنظيم العمل فيها بحرية، في ظل حالة الفراغ الأمني التي أحدثتها قوات حفتر".