هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت
صحيفة عبرية الضوء على الأسباب التي تقف خلف سلوك الرئيس الأمريكي جو بايدن "السخي
والمتسامح" مع الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوان الأخير الذي استمر على قطاع غزة 11 يوما،
وقتل فيه المئات من الأطفال والنساء ودمر المئات من البيوت على رأس ساكنيها.
وذكرت
صحيفة "يديعوت أحرنوت" في مقال لمعلقها العسكري أليكس فيشمان، أن "الكل
على ثقة، أن الاتفاق النووي مع إيران الذي ألغي في 2018، سيوقع مجددا، وكل العقوبات
المركزية على إيران سترفع، تماما مثلما هي المطالب الإسرائيلية المتعلقة بمنظومة إنتاج
صواريخ "أرض-أرض" الإيرانية، لن تكون جزءا من هذه الصفقة".
وأضافت:
"فضلا عن ذلك، طهران وواشنطن ليس فقط ستعودان بالضبط إلى ذاك الاتفاق الذي ألغاه
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بل إن إيران ستحقق بضعة فضائل أخرى لم تكن لها في
الماضي، مثل إمكانية تفعيل أجهزة الطرد المركزي "IR4"".
ونبهت
الصحيفة إلى أنه "عندما سيوقع الاتفاق، قد يسمع انتقاد إسرائيلي، ولكنه سيقال
بنبرات منخفضة ومؤدبة، وبالتأكيد ليس بنبرات حماسية على نمط بلفور (مقر إقامة رئيس
حكومة الاحتلال)، ففي الـ 11 يوما من العدوان في غزة، نجح الثعلب القديم الذي يجلس
اليوم في البيت الأبيض (جو بايدن) بإقناع إسرائيل، أن لديها صديقا حقيقيا في واشنطن".
وتابعت:
"سبع مكالمات هاتفية أجراها بايدن مع نتنياهو، منحته في القيادة الأمنية الإسرائيلية
لقب الإنسان، وتحدث الجميع هناك (في إسرائيل) عن السلوك السخي والمتسامح للرئيس، يا
له من إحباط، ففي مثل هذا الوضع ليس ثمة من نهاجمه في موضوع الاتفاق النووي".
ونوهت
"يديعوت" إلى أن "بايدن امتلك كل الأسباب كي ينقلب علينا، فهو لم يفكر
أبدا من الاقتراب من الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية في السنة القريبة القادمة، ولكنه أفرغ جدول أعماله في الأسبوعين الأخيرين كي يعنى بالمواجهة العسكرية في غزة، وكل هذا
يحصل كي يتاح لإسرائيل تنفيذ خطوات عسكرية وبعد ذلك الوصول إلى تهدئة، قبل أن تخرج
الأزمة عن السيطرة".
وأفادت
أن "بايدن قام بخطوات أخرى لم يخطط لها؛ فقد تحدث أيضا مع محمود عباس (رئيس السلطة)
ومع المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تنظر الإدارة الأمريكية له كخارق لحقوق الإنسان،
علما أنه لم يظهر في قائمة اتصالات بايدن حتى الأزمة الحالية".
وبعد
اتصال بايدن بالسيسي، صرح الأخير "بشكل غير مسبوق عن مساعدة بحجم نصف مليار دولار
لترميم غزة، علما بأن مصر التي ابتعدت (بزمن السيسي) عن كل ذرة مسؤولية عن قطاع غزة
ولعبت دور الوسيط في المنطقة، مستعدة اليوم في عهد بايدن لاقتسام المسؤولية عما يجري
هناك مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية".
ولفتت
الصحيفة إلى أن "الإدارة الأمريكية توصلت إلى الاستنتاج، أن على تل أبيب وواشنطن
الاستثمار في تعزيز السلطة الفلسطينية"، مؤكدة أن سعي الاحتلال إلى استغلال فصل
غزة عن الضفة وتعزيز ذلك، "أنبت ثمارا فجة".
وتابعت:
"كانت هذه سياسة عفنة، كادت تؤدي لصعود حماس إلى الحكم في رام الله، أما اليوم،
بهدوء، بحث أمريكي، ودون أن تنطلق من بلفور (مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال) تغريدة،
يتغير المفهوم".
وأكدت
"يديعوت" أن "إدارة بايدن لا تخرج من العراق ولا من سوريا، وتسمح لإسرائيل
بمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا وتشجع استمرار التقرب (التطبيع) الإسرائيلي من الدول
العربية، وفي هذا الإطار، لا تغير الإدارة عن عمد سياستها في مسألة البوليساريو كي
لا تمس بتقرب المغرب من إسرائيل".
ونبهت
إلى أن "الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في سد الثغرات في مجال السلاح الذي استخدم
في أيام القتال في غزة، وسيتعين على إسرائيل أن تكيف نفسها مع المصالح الأمريكية العالمية،
ويتعين عليها أيضا أن تتعلم كيف تثق بالرئيس بايدن؛ ففي الاختبار الأول أثبت دون ضجيج
وصخب، بأن لنا صديقا في البيت الأبيض، وليس مهما من يكون هنا رئيس الوزراء".
اقرأ أيضا: محكمة للاحتلال "ترجئ" البت بتهجير مقدسيين من سلوان (شاهد)