هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن حرب غزة دخلت مرحلة المراوحة، وإن استمرارها قد يحمل أخطارا حقيقية.
وأوضحت الصحيفة في مقال للخبير العسكري عاموس هرئيل، أن "إسرائيل كانت ستكون سعيدة بإنهاء القتال لأن العمليات العسكرية حققت معظم ما أرادت تحقيقه وهي غير معنية بالدخول البري إلى أراضي القطاع".
وأضاف أن "المجهول الأساسي هو حماس، لأنه من غير الواضح تماما ما إذا كان قادتها الذين يوجدون في حالة هروب من محاولات اغتيالهم من قبل إسرائيل، قد بلوروا موقفا موحدا حول مسألة إطلاق النار".
ويتابع بأن "حماس بدأت أيضا تطرح مطالب حول تغيير الترتيبات المتبعة في المسجد الأقصى، وهو ما لا يمكن لإسرائيل الاستجابة له".
وأضاف أن "هذا يمكن أن يعقد المفاوضات التي تجرى بوساطة مصر والولايات المتحدة. وهناك صعوبة أخرى تتعلق بالجهاد الإسلامي الذي اغتال الاحتلال أمس قائد اللواء الشمالي في سرايا القدس التابعة له، الأمر الذي سيحث الجهاد على اتباع أجندة منفصلة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار".
ولفت إلى أنه وبرغم النجاحات الظاهرة التي تمثلت باغتيال قادة من الصف الأول في حماس والجهاد، إلا أن "ذلك لا يغير الصورة الأساسية. إسرائيل خرجت (أو انجرت خلف حماس) إلى معركة هدفها هو الردع وليس الحسم. والأمل في أن عدة هجمات مفاجئة أخرى وعدة اغتيالات مؤلمة أخرى ستحسن بشكل جوهري ميزان الردع وتُطيل الفترة التي تريدها غزة لنفسها إلى حين المعركة القادمة، لا تلغي الأخطار التي تكتنف استمرار القتال".
ولفت إلى أن تماسك الدفاعات الإسرائيلية أمام هجمات المقاومة المكثفة لن يصمد، مضيفا أنه "عاجلا أم آجلا سيتشوش أمر ما، إما أن تسجل حماس إنجازا هجوميا مفاجئا يهز معنويات اسرائيل، أو يتم اختطاف جندي أو يرتكب الجيش خطأ يؤدي إلى قتل جماعي في أوساط المدنيين الفلسطينيين ويثير الانتقاد الدولي. مع ذلك، فإن عدد المدنيين الذين قتلوا في الهجمات يرتفع بشكل حاد. في بداية القصف كانت النسبة بين النشطاء القتلى والمدنيين القتلى أربعة نشطاء (مقاومين) مقابل مدني واحد. أما الآن، حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية التي تقوم بنشر قوائم القتلى من النساء والأولاد، فإن النسبة تقترب من 1: 1".
وقال إن "هذه المعطيات أصبحت تثير عدم الرضا في عدد من الدول الأوروبية، وفي وسائل الإعلام وفي الإدارة الامريكية والكونغرس. وبالصورة التي كانت متوقعة جدا تتسع معارضة العملية في أوساط أعضاء الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي".
اقرأ أيضا: إضراب يعم الضفة والقدس وأراضي الـ48.. ومواجهات (شاهد)
جبهة الضفة
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي إن الانتفاضة الحاصلة في مدن وقرى الضفة الغربية منذ عدة أيام، ستزيد من أعداد عمليات الطعن والدهس.
وأضاف أن من شأن هذا الزخم التوصل إلى تشكيل خلايا محلية تحاول تنفيذ عمليات بشكل منظم ضد قوات الاحتلال.
ولفت إلى أن هذ الأمر استدعى من جيش الاحتلال مضاعفة عدد كتائبه في الضفة الغربية إلى 24 كتيبة.
صعوبة أخرى تتعلق بالتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية. إذ إن رئيس السلطة، محمود عباس، يقبع تحت ضغط كبير إزاء التعاطف المتزايد مع حركة حماس في الضفة.
ويتابع "إذا حدثت موجة عمليات في الضفة فربما ستفضل أجهزة الأمن الخاضعة لها الوقوف في الجهة الأخرى ولن تتدخل".
وذكر أن "السلطة نقلت لإسرائيل رسائل تقول بأنه بعد أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع فإنها ستكون معنية ببوادر حسن نية تجاهها في القدس، لا سيما في الترتيبات حول الحرم، بهدف تحسين مكانتها هناك، وبالتالي تحسين وضعها في أوساط الجمهور الفلسطيني".
ولفت إلى أن "هذا الطلب أيضا هو جزء من المنافسة الداخلية مع حماس".