هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، من نجاح المستوطنين بتنفيذ اقتحامهم الكبير للمسجد الأقصى المبارك يوم الاثنين المقبل الموافق 28 رمضان الجاري.
وصدر العديد من الدعوات المتتالية من قبل الجمعيات والجماعات الاستيطانية الحاخامية المتطرفة، لتنفيذ أكبر وأوسع اقتحام للمسجد الأقصى يوم الاثنين 10 أيار/ مايو الجاري، بمناسبة ما يسمى "يوم القدس".
أكبر المخاطر
وعن مخطط الجماعات الاستيطانية اقتحام الأقصى في اليوم المشار إليه سابقا، فإن الأوقاف على لسان مدير شؤون المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي رغم زعمها أنها ستمنع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى من الثلاثاء الماضي وحتى إشعار آخر، رجحت أن "تستجيب شرطة الاحتلال لدعوات هؤلاء المتطرفين".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "ما قاموا بهذا العمل (مزاعم منع المتطرفين)، إلا لامتصاص غضب الشارع الفلسطيني، والكل يعلم أن معظم المعتكفين بعد ليلة القدر (السبت على الأحد) يغادرون المسجد الأقصى، والاقتحام يوم الاثنين".
ونبه الكسواني إلى أن "الاحتلال عادة ما يعلن عن منع الاقتحامات حتى بعد عيد الفطر، ولكن حديثه حتى إشعار آخر، يدلل على أن هناك أمرا ما، لذلك نتوقع أن يستجيب الاحتلال لضغوطات المتطرفين"، ومن ثم السماح لهم باقتحام الأقصى.
اقرأ أيضا: 70 ألفا يؤدون الجمعة الأخيرة بالأقصى رغم إجراءات الاحتلال
وعن أهم وأكبر المخاطر المترتبة على محاولات المستوطنين تنفيذ اقتحامهم المذكور، أوضح الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي وشؤون القدس، صالح لطفي، أنه "في ظل الواقع العربي والفلسطيني، هناك مجموعة من الدوافع والعوامل تدفع نحو التغول اليهودي في منطقة المسجد الأقصى وفي داخله".
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "ابتداء؛ هناك الضعف الفلسطيني الفلسطيني ومن ثم الضعف العربي الفلسطيني، وانتهاء بمحاولات إقصاء الأردن عن المشهد المتعلق بالأقصى".
تغير جذري
وأما السبب الثاني بحسب الباحث لطفي المقيم بالداخل المحتل عام 1948، أن "المؤسسة الإسرائيلية تعتقد أنه آن الأوان لتغير جذري داخل المسجد الأقصى، بمعنى، هناك قناعات بدأت تتجلى على السطح، أسميها؛ تغيير الجغرافيا الدينية في المسجد الأقصى؛ وليس فقط تقسيم الأقصى وساحاته وأبنيته وحجارته، ويعتقدون أن الفرصة قد آنت لتنفيذ ذلك".
ولفت إلى أن السبب الثالث يتعلق بتوجيه الأجيال اليهودية داخل المؤسسات اليهودية المختلفة، تحديدا نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك، وقال: "هناك عشرات الجمعيات والمؤسسات وعشرات الآلاف من الشباب (اليهودي المتدين) ممن يتصدرون المشهد، وتبين لنا مؤخرا دور هذه القطاعات اليهودية في المواجهات التي وقعت مع شبابنا الفلسطيني على خلفية إغلاق ساحة باب العمود في القدس".
وعن المطلوب لإفشال هذا الاقتحام، نبه إلى أن "المطلوب منا كفلسطينيين؛ إعمار المصلين للمسجد الأقصى، علما أنه بشكل متعمد تم اختيار يوم 28 رمضان لتنفيذ هذا الاقتحام، لأن المسجد يكون فارغا تقريبا من المصلين والمعتكفين بعد قيام ليلة القدر (27 رمضان)، ومن ثم هناك حاجة لوجود مكثف من قبل المصلين في الأقصى".
وأشار إلى أن رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، دعا صراحة إلى استمرار الاعتكاف إلى نهاية شهر رمضان المبارك، وهو "ما أقرته الأردن"، منوها أن "الاعتكاف حاليا يجري في الأقصى تقريبا دون تدخل الأوقاف، أو تحت رعاية الأوقاف وفقا لما يريده الشباب".
وأكد الباحث لطفي، أن "الوجود في المسجد الأقصى المبارك، ضرورة شرعية وضرورة سياسية".
تهويد الأقصى
من جانبه، أوضح الباحث السياسي والمحاضر الجامعي إبراهيم خطيب، أن "الاقتحامات الإسرائيلية المتتالية وزيادة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال السنوات الأخيرة، تشير إلى تثبيت سياسية إسرائيلية ممنهجة في هذا الاتجاه؛ بالعمل على تهويد المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هذا يترافق ما حالة تعيشها مدينة القدس، خاصة في حي الشيخ جراح، حيث محاولة السلطات الإسرائيلية إخلاء بيوت المقدسيين وتهجيرهم قسريا".
اقرأ أيضا: اعتقالات وإصابات بالشيخ جراح.. وتويتر يغلق حسابات متضامنين
وأكد خطيب، أن "كل هذا ضمن سياسية تسير في اتجاه تثبيت السيطرة الإسرائيلية على القدس، وتثبيت الاحتلال الإسرائيلي وإظهار سطوته هنا، وهذا يترافق مع صعود اليمين في إسرائيل وبروز اليمينية الفاشية، كما أن هذا يترافق مع توجه إسرائيلي لتثبيت البعد الديني القومي في قضية القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، إضافة لتثبيت الرؤية الصهيونية واليهودية الدينية المرتبطة بالأقصى وتقسيمة والحاجة لسيطرة اليهود عليه وفق رؤيتهم" المزعومة.
وقال: "نحن على أعتاب مرحلة تسير تباعا؛ خطوة بخطوة، نحو السيطرة على المسجد الأقصى، وفق رؤية دينية يعملون عليها لسنوات شملت على: زيادة عدد الاقتحامات، حظر الحركة الإسلامية بالداخل، محاولة منع الفلسطينيين وقيادتهم من دخول الأقصى، إخراج المرابطين والمرابطات خارج ما يسمى القانون الإسرائيلي، وكل ذلك لتكون هناك سيطرة إسرائيلية كبيرة في الأقصى؛ لما له من أهمية كبيرة ورمزية في سياق القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي".
وبحسب الباحث، "تترجم خطورة الأمر بثلاثة أمور؛ الأول: تتابع هذه الخطوات وزيادة وتيرتها بشكل متسارع في الفترة الأخيرة، الثاني: وجود رؤية وبرامج لتقسيم المسجد الأقصى، وما يسمى ببناء الهيكل ضمن أجندة هذه الفئات (الجمعيات الاستيطانية) التي تعمل على ذلك، والثالث: زيادة الدعم الرسمي الحكومي لهذه الفئات، ومنحها ظهرا لما تقوم به في القدس والأقصى المبارك".