هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس سرا أن من بين أهداف
حصول الرئيس على اللقاح تشجيع المواطنين على اتخاذ الخطوة نفسها، لعلنا نكسب
معركتنا مع ڤيروس يحصد المواطنين الهنود حصدا هذه الأيام!
كان الله في عون الهند، التي
يبدو أن الفيروس كأنه تفرغ لها، مع أنه منذ البداية يتجول في أركان العالم ولا
يفرق بين إنسان وإنسان!.
وما قيل تلميحا في مشهد حصول الرئيس على
اللقاح قيل صراحة على لسان رئيس الحكومة عندما تلقى جرعته، فدعا المواطنين إلى
سرعة تسجيل أسمائهم ضمن النظام الذي وضعته وزارة الصحة، والذي لايزال يستقبل
القليل جدا من الأسماء رغم أن المواطن يسجل اسمه وهو في بيته، ولا يتكلف عناء
انتقال ولا عناء سفر في سبيل التسجيل.. فما السبب؟!.
هل السبب أن طريقة التسجيل التي وضعتها وزارة
الصحة وأعلنت عنها تعاني مشاكل كثيرة، وأن معايير الاختيار من بين الذين سجلوا
أنفسهم ليست واضحة؟!.. هذا سبب من بين الأسباب بالتأكيد.. وكنت قد نشرت رسالة في
هذا المكان قبل أيام جاءتني من مواطن كشف فيها بعض ما أتكلم عنه، وكانت رسالته
مجرد واحدة من رسائل تقول في مجملها إن الأداء في وزارة الصحة دون المستوى، وإنه في
حاجة إلى مراجعة شاملة وسريعة، وإن قضية الصحة عموما، وقضية الوباء خصوصا، أخطر من
تركهما في قبضة هذا النوع من الأداء، الذي لا يكاد يبالي بشكاوى الناس!.
وإذا كان إحجام المواطنين عن تسجيل الأسماء
راجعا إلى الخوف من نوايا معينة وراء اللقاح إجمالا، فهذه مشكلة عالمية وليست
مصرية فقط.. فمنذ بداية الحديث عن اللقاحات بأنواعها كان الشك فيما يمكن أن يكون
وراءها من أهداف خفية منتشرا في العالم كله، وكان ذلك يجري التعبير عنه علنا في
عواصم كثيرة، ولكن مع مرور الوقت اقتنع كثيرون بأن الأمر جد لا هزار فيه، وأن
الإسراع في الحصول على اللقاح هو الطريقة الأفضل في التعامل مع وباء لا يريد أن
يغادر!.
ومن بين الأسباب أن برنامج عمل التطعيم من
جانب الوزارة المعنية لايزال غير واضح، ولاتزال ملامحه غائمة غائبة، مع أن كل
المطلوب هو أن يُقال للمواطنين إن التطعيم بدأ في اليوم الفلاني، وإن عدد الذين
حصلوا على جرعاتهم حتى تاريخه هو كذا، وإن الهدف هو تطعيم عدد محدد من مواطنينا
خلال سقف زمني هو كذا، وإن مراحل الوصول إلى هذا السقف هي كيت وكيت!.
لسنا بدعا في هذا كله لأن العالم من حولنا
يفعله ويعلن عنه باستمرار، فأين وزارة الصحة مما يجري في الدنيا ونتابعه؟!.. صحِّ
النوم!!.
(عن صحيفة المصري اليوم)