صحافة دولية

FT: هل يعود "التيار المتشدد" للرئاسة بإيران عبر بوابة القضاء؟

يتوقع أن يترشح رئيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران- إيرنا
يتوقع أن يترشح رئيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران- إيرنا

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز"، تقريرا لمراسلتها نجمة بزورجمهر، قالت فيه، إن المعسكر الإيراني المتشدد وجد في رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، الأمل الذي يستطيع توحيد البلاد والقضاء على الفساد.


وقالت إنه عمل بقوة خلال عامين كرئيس للقضاء، لجلب أبناء النخبة الفاسدين إلى العدالة، وهي معركة منحته شعبية بين السكان الذين يقلقهم الفساد.

 

وفي تعليقات له هذا الشهر، ركز قليلا على الإصلاحات القضائية، وأكثر على السياسات الاقتصادية والسياسة الخارجية، وهي إشارة واضحة إلى أنه عقد العزم ليكون الرئيس المقبل أو المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أو كليهما. 

 

اقرأ أيضا: ابنة رفسنجاني: انتخابات الرئاسة المقبلة لن تغير أوضاع إيران

ويرى رئيسي، 60 عاما، أن المفاوضات مع القوى العالمية لرفع العقوبات الأمريكية عن إيران عبثية، حيث قال: "يقوم بعض السياسيين بعقد لقاءات لمعرفة ما يمكنهم الحصول عليه من الغربيين. ولو عقدوا جلسات في الداخل حول كيفية زيادة الإنتاج وإزالة المعوقات، لتم حل الكثير منها الآن".

 

وتأتي التعليقات قبل الانتخابات الحاسمة في 18 حزيران/ يونيو، ومع قرب رحيل الرئيس الإصلاحي الحالي حسن روحاني، بعد فترتين في الرئاسة، ويتوقع المحافظون استثمار انهيار الاتفاقية النووية الموقعة في 2015، وبالتالي الانتصار. 


وبدأت الحكومة الحالية محادثات مع القوى الغربية في فيينا. وخرجت الولايات المتحدة من الاتفاقية التي وافقت فيها إيران على تقييد برنامجها النووي والسماح للمفتشين الدوليين بالرقابة الدورية عليه، مقابل رفع العقوبات عنها.

 

لكن دونالد ترامب رفض الاتفاقية وخرج منها عام 2018، ثم أعاد العقوبات وبدأ سياسة من الضغوط على النظام الإيراني كي يجبره على اتفاقية جديدة أو يقود لتغييره.  


وعبر جوزيف بايدن عن رغبة بالعودة إلى الاتفاقية، وكذا إيران. لكن الإصلاحيين يزعمون أن المحافظين سيحاولون عرقلة المحادثات، من أجل زيادة شعبيتهم في الانتخابات.

 

وقال محافظ: "إيران بلد ثوري، ولا يمكن للإصلاحيين القول إننا فشلنا مرة وأعطونا فرصة ثانية لعقد محادثات مع الولايات المتحدة، وعندما تفشل في المحادثات فستخسر الانتخابات الرئاسية أيضا".


وفي الوقت الذي لن تسمح فيه المؤسسات التي يسيطر عليها المحافظون، وتقوم بالمصادقة على المرشحين، بمنح إصلاحيين مثل وزير الخارجية محمد جواد ظريف الضوء الأخضر ليرشح نفسه، إلا أن مرشحا محافظا مثل رئيسي، سيوافق على ترشيحه، بسبب شعبيته.

 

وقضى رئيسي حياته في القضاء، حيث عمل مسؤولا عن مزار في مشهد. 

 

ويرى البرلماني المحافظ أحمد أميرعبادي فرحاني، أن على رئيسي الترشح من أجل "بناء إجماع" بين الجماعات السياسية المحافظة، وتشكيل حكومة "قوية وغير فاسدة" و"كسر الجمود".

 

ومن المرشحين من التيار المتشدد داخل المحافظين، محمد باقر غاليباف، رئيس البرلمان وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق. وبحسب فرحاني فرئيسي هو القادر على تشكيل حكومة و"وضع القضاء على المسار الصحيح الذي سيواصله خلفه، وإدارة الحكومة أهم الآن".


ودعت غالبية النواب المحافظين في البرلمان في رسالة يوم الأحد رئيسي، لترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة. والوضع كما تقول الصحيفة مختلف عن 2017 عندما خسر رئيسي في عملية انتخابات تميزت بالتشهير.


وأعاد رئيسي الذي ارتبط في الثمانينيات بإعدام المعارضين، تشكيل صورته وقدم نفسه كشعبوي، حيث تحدث مع الناس العاديين حول القضايا في المحاكم وسافر إلى المناطق المحرومة حتى في أثناء وباء فيروس كورونا.

 

وبسبب إصلاحاته، تراجعت نسبة الأحكام بالسجن بنسبة 11%، وتضاعفت إعلانات العفو خلال العام الماضي الذي انتهى في آذار/ مارس مقارنة مع العام الذي سبقه.

 

ومع أن إيران تأتي بالمرتبة الثانية بعد الصين من ناحية الإعدامات، إلا أن تنفيذ الأحكام علنا أصبح نادرا بحسب منظمة "أمنستي إنترناشونال".

 

وأصدر رئيسي قرارات تتعلق بالعفو عن 100.000 سجين.

 

وبحسب وثيقة من 69 صفحة "وثيقة تطوير القضاء" والتي نشرت العام الماضي، قال فيها رئيسي إن هناك أولويتين على إيران القتال من أجلهما: محاربة الفساد وزيادة كفاءة النظام.

 

وأكدت الوثيقة على تطوير التكنولوجيا وتخفيف القيود على الممارسة الديمقراطية، واقترح منح الناس الحرية لتنظيم تظاهرات سلمية وحريات إعلامية وعقد المحاكمات السياسية علنا.

 

ولكن ترشيح رئيسي نفسه يحمل مخاطر، وهي أن فوزه في الرئاسة بنسبة متدنية تعني خسارة فرصته ليحل محل آية الله علي خامنئي، 82 عاما لو مات أثناء فترته الرئاسية الثانية.

 

ويرى آخرون أن علاقة رئيسي مع النخبة السياسية والعسكرية مثل الحرس الجمهوري تضعه في موقع قوي. وسيقرر مجلس الخبراء من يحق له الترشح في الانتخابات.

 

ومع أن الحرس الثوري لا سلطة له على هذا المجلس، إلا أنه سيحاول التأثير على الاختيارات، والتأكد من نقل السلطة بطريقة سلمية. ولأن الكثير من الناخبين الإصلاحيين يخططون لمقاطعة الانتخابات، وحرص المرشد على مشاركة عالية فقد ركز المحافظون على الناخبين الفقراء وأسعار المواد الغذائية.

 

وقال سعيد ليلاز، المحلل السياسي والاقتصادي الإصلاحي: "يعتبر اليمين في إيران أكثر مادية في العالم. ويتحدثون دائما عن اللحم والدجاج والبيض، وذهبت الأيام عندما كانت الجمهورية الإسلامية تتحدث عن الحفاظ على القيم الأيديولوجية".

 

وفي هذا السياق، فرئيسي لديه جاذبية بين الكثير من السكان الإيرانيين.

 

وقالت خديجة، 35 عاما، وتعمل منظفة: "قد أصوت لرئيسي، ويقول زوجي إنه قد ينفعنا أكثر ويسافر إلى الولايات الفقيرة لحل مشاكلها".

 

وقال عامل في محل فواكه وخضروات: "ليست لدي نية للتصويت، ولكن لو رشح رئيسي نفسه فعندها سأفكر، يبدو أن رئيسي أفضل من السياسيين الآخرين وكافح الفساد".

التعليقات (0)