هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رصدت "عربي21" شهادات مؤلمة أدلى بها نشطاء عبر منصة "كلوب هاوس" للتواصل الاجتماعي، لما عايشوه خلال مجزرتي "رابعة" و"النهضة" في مصر، خلال انقلاب عام 2013 العسكري.
وتحدث النشطاء عن مشاهد مروّعة، وعن ممارسات عناصر الانقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد، الراحل محمد مرسي.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه وسائل إعلام النظام في مصر لنقل روايتها للأحداث، من خلال "الدراما الرمضانية"، وهو ما أثار سخطا واسعا.
أحمد عبد الباسط
كان في وقت المجزرتين متحدثا باسم جامعات ضد الانقلاب
نقل مشاهد مؤلمة عاينها في المجزرة، وقال إنه يتذكر أن أحد الشباب تلقى طلقة برأسه أمامه، مشيرا إلى أن أحد أقاربه، وكان قرب المنصة في رابعة، تلقى طلقة في قدمه، لكنه نجا.
وقال: "حصلت مجزرة ثانية في النهضة، وكانت أبشع من الأولى بتقديري، وشهدت جثثا محترقة متفحمة".
وأضاف: "سنة كاملة وأنا تأتيني حالة نفسية بكل مرة أمر فيها بهذه المنطقة، بسبب صور الجثث المحترقة في ذهني التي أحرقتها قوات الأمن بعد تنفيذها عمليات القتل".
ويوم المجزرة في رابعة، "حاولنا بعد حدوثها نقل المصابين والجثث، وكان الأطباء يركضون ليلحقوا الإصابات البليغة في الرأس والأماكن الحيوية، ويتركون الإصابات في القدم واليد".
وبعدها بيومين في النهضة، "وقع إجرام كبير، واحتجزت في رمسيس بعد خروجنا بمظاهرة من مسجد وذهبنا لكوبري (جسر) 6 أكتوبر.. وضربنا البلطجية هناك.. وعندما ذهبنا لرمسيس كان المكان مغلقا من القوات الأمنية وتسلمنا تسليم أهالي للبلطجية".
وتابع: "كان الدكتور صلاح سلطان بالقرب منا.. طوال الليل احتجزنا البلطجية في كراج (مرآب)".
وقال: "حضرت مجازر أخرى في جامعة القاهرة، تسعة طلبة قتلوا أمامي منهم علي من كلية العلوم، صديقي الذي قتله رصاص الأمن".
اقرأ أيضا: زوجة البلتاجي تنشر صورة لابنتها القتيلة في رابعة (صورة)
وعن مسلسل "الاختيار 2"، الذي يستعرض رواية النظام، قال عبد الباسط إنه "لن يغير حقيقة ما جرى، ولن يحذف ما في أذهان المصريين، وسيأتي يوم تنجلي فيه الحقائق بالكامل، ويعترف الجميع بها تماما".
وأضاف: "سيأتي يوم سنشهد فيه مسلسلات عن حقيقة ما حدث مقابل الرواية الكاذبة والمدلسة لما حصل".
هشام عمار
ناشط شارك في الحراك المناهض للانقلاب
قال عمار في شهادته: "هناك شاب لن أنسى ما حصل معه، كان في العشرينيات، دخل علينا ورأسه مفتوح ودماغه ظاهر، وكان فيه روح سبحان الله".
وأضاف: "وكان في يده مصحف وأمسكت بيده الثانية، وجلست بجانبه لأكثر من ساعة، وكنت غير قادر على تركه رغم موته".
وتابع: "نسيت نفسي ونسيت أهلي وكل ما حولي لساعات طويلة من هول الموقف وأنا ما زلت ممسكا يده".
وقال عمار: "ما حدث للذين عايشوا مجزرتي رابعة والنهضة من هول ما شهدوه فعلا يحتاجون علاجا نفسيا، بسبب المشاهد المروعة التي شاهدناها من جثث وإصابات أليمة وقتلى متفحمين وظلم وقهر".
عمرو صلاح الدين
صحفي
تحدث عن منافسة بين الشرطة في رابعة بقتل المتظاهرين وسمعهم وهم "يلعبون" ويتراهنون على إصابة عدد من المواطنين.
وأضاف أن أحد عناصر الأمن الذين قاموا بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين رصده وهو يصور المشهد، وقام بتهديده وقال له إنهم في "حالة حرب"، ويجب أن لا يصور القوات الأمنية بل الطرف الآخر، وإن قام بتوجيه عدسة الكاميرا له سيقوم بقتله وضم جثته إلى ضحاياه الآخرين.
وعن أثر المسلسل في بعض المشاهدين، قال إن بعضا من مؤيدي الانقلاب "حتى لو وضعت الجثث أمام باب منزلهم لن يتغير رأيهم".
اقرأ أيضا: أفلام وثائقية تروي الأحداث الحقيقية لمجزرة رابعة (شاهد)
وقال إنه شاهد في رابعة "مؤيدي الانقلاب العسكري وهم يتبولون على دماء الشهداء ويتفلون على الخيم".
وتابع: "لن يتغير بهم شيء".
جدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية، أمنيستي، سبق أن اتهمت النظام المصري بالإصرار على "محو أي ذكر لمذبحة" رابعة العدوية والنهضة، وترك مقترفيها دون عقاب أو مساءلة.
وقالت المنظمة، في تقرير عام 2017: "لم يحاسب أحدٌ على أحداث 14 آب/ أغسطس 2013 التي تعرف على نطاق واسع بمذبحة رابعة، ولم تبد سلطات الادعاء، التي كان من واجبها تقديم المسؤولين عن مأساة 2013 إلى العدالة، أي استعداد للتحقيق في تلك الجرائم وإحالة المسؤولين عنها إلى المحاكمة".
ولم تجر سلطات الانقلاب أي تحقيق بشأن سقوط مئات الضحايا خلال فض الاعتصامين اللذين كانا يحتجان على انقلاب الثالث من تموز/ يوليو، بينما تحاكم معارضين شاركوا في الاعتصامين بتهم بينها "القتل" و"العنف".
وقدرت "أمنيستي" عدد القتلى بنحو 900 شخص، فيما تقول منظمات مصرية إن العدد قد يصل إلى ألفين.