هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث عدة جنرالات إسرائيليين عبر وسائل إعلام عبرية عن الهجوم الذي شنه الاحتلال على منشأة "نطنز" النووية في إيران، محذرين من أن الأخيرة "قادرة بالفعل على إلحاق ضرر كبير بنا".
وقال خبير عسكري إسرائيلي إن "التقديرات الاستخبارية تشير إلى أن مهاجمة منشأة نطنز قد استغرق التخطيط لها عدة أشهر، وتم تصميمها بحيث يمكن تنفيذها بمجرد أن يقرر الموساد أن التوقيت مناسب، دون المبالغة في الضرر الناجم عن الانفجار، رغم أنه سيتطلب من الإيرانيين التفتيش عن سبب تعرضهم للأذى".
لكن التصميم المفترض للهجوم، بحسب "رون بن يشاي"، يشير إلى أن طهران ستتغلب على تبعاته "في غضون أشهر قليلة".
وأضاف "بن يشاي" في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "الضجيج الإعلامي المحيط بهجوم الموساد مبالغ فيه، رغم مبرراته، لكن الجديد في الهجوم هو كسر غموض إسرائيل، واستعدادها لتحمل مسؤولية العمليات السرية المنسوبة إليها، رغم أن الغموض وعدم تحمل المسؤولية عن عمليات الجيش الإسرائيلي والموساد سياسة تهدف لعدم المساس بكرامة أعدائنا، واستفزازهم للرد، خشية التحول إلى حرب كبرى".
وأكد أن "الموساد والجيش والشاباك يقومون في أحيان كثيرة بأعمال تخريبية، وإحباط، وتعطيل لقدرات أعدائنا، حتى في أوقات الهدوء، في حين أن إيران وسوريا وحماس هم من يعلنون الهجوم، لكن التكتم الإسرائيلي يهدف في بعض الأحيان إلى إخفاء مصادر المخابرات، ومنع الإدانة الدولية، وتعطيل العلاقات السياسية مع الدول الأخرى، وهذه إجراءات تهدف لتعزيز أمن إسرائيل، وإضعاف الأعداء، أو تعطيل نواياهم".
وأكد أنه "في حين أن رئيسي الحكومة والموساد قررا تغييرا جوهريا في سياسة الغموض، فإن الجيش ما زال صارما للغاية بشأن الغموض والسرية في ما يتعلق بعملياته في سوريا، الأمر الذي يطرح جملة من الأسئلة الأساسية، حول ما إذا قررت إسرائيل أخيرا التخلي عن سياسة الغموض التي استغرقت منها عقودا طويلة، وهل هناك مبرر أمني مادي لتغيير هذه السياسة".
وختم بالقول: "نحن أمام سياسة خطيرة، لأن كسر الغموض الإسرائيلي لم يحدث بعد مناقشات في المؤسسة العسكرية ومجلس الوزراء السياسي والأمني، ولكن وفقا لقرارات ونزوات رجل واحد، هو بنيامين نتنياهو، وبعض مقربيه، بما في ذلك رئيس الموساد يوسي كوهين، وكسر الغموض هذا يعطي رائحة كريهة، لأن تحمله المسؤولية غير المباشرة عن انفجار نطنز يعرض نتنياهو على أنه وزير حرب، ما يحمل إضعافا لصورة وزيري الحرب والخارجية".
وأكد أن "هذا التحول في السياسة الإسرائيلية المتمثل في كسر الغموض، يعني فتح الباب واسعا أمام صراعات رهيبة غير ضرورية بين الجيش الإسرائيلي والموساد وجهاز الاستخبارات العسكرية، وكل هذا لا يضيف جديدا إلى الأمن الإسرائيلي، بل يضعفه".
وفي السياق ذاته، قال يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لـ"مجلس الأمن القومي" لدى الاحتلال الإسرائيلي: "لا أستطيع أن أرى ما سيكسبه بنيامين نتنياهو من التباهي بالهجمات الأخيرة ضد إيران، لاسيما أن لديها القدرة على إحداث ضرر كبير لإسرائيل، ومن ذلك أن الإيرانيين يمكنهم اختطاف إسرائيليين، ولن تكون المرة الأولى، بل يمكنهم إيذاء المؤسسات اليهودية في الخارج، وهذه أيضا لن تكون المرة الأولى، فقط يكفي أن نفهم تفاصيل ما يحاولون فعله بالسفن المملوكة لإسرائيل".
وأضاف، في حوار مع صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "إيران قد ترفع مستوى ردودها على إسرائيل، بحيث تصل إلى أعلى مستوى، من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل".
وأشار النائب السابق لرئيس جهاز الموساد، رام بن باراك، إلى أن "الهجوم الإسرائيلي على السفينة الإيرانية ينبغي أن يبقى عملية سرية، دون داع لتحمل أي مسؤولية عنها، ولكن إذا سرب أحد ما أخبار الهجوم، فهذا خطير جدا، إنه خطأ فادح، لأن جزء كبيرا من نجاحاتنا هو القيام بحملة سرية، حتى قصف المفاعل النووي في سوريا لم نتحمل المسؤولية عنه إلا بعد عشر سنوات".
وأضاف بن باراك في حوار مع صحيفة "معاريف" أيضا، ترجمته "عربي21" أن "تطور المعركة البحرية بين إسرائيل وإيران تتمثل في أنهم إذا بدأوا بضرب سفننا، فيجب أن نرسل لهم إشارة بأنه يمكننا فعل الشيء نفسه، حتى يتوقفوا عن هجماتهم، لكن من الخطأ البدء في الحديث عنها، لأنه لا يخدم الغرض الأساسي من هجماتنا".
وفي السياق ذاته، أكد خبير إسرائيلي في الشؤون الإيرانية أن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية ليست الطريقة المناسبة التي سنؤثر بها على الاتفاق النووي، لأن إسرائيل لا تملك الكثير من النفوذ على الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، الساعية لإنجاز الاتفاق".
وأضاف "راز تسيمت" الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الذي ترجمته "عربي21"، أن "تصاعد المعركة البحرية بين إيران وإسرائيل يجعلها مرتبطة بالضرورة بالمحادثات النووية في فيينا، ومن المرجح أن يتم تعزيز هذا التقييم بعد استهداف منشأة نطنز النووية".