صحافة إسرائيلية

تساؤل عن كيفية إقامة الصين علاقات مع تل أبيب وطهران معا

تطور العلاقات الصينية الإيرانية يتضمن اتجاهات سلبية في الأمن القومي لإسرائيل- جيتي
تطور العلاقات الصينية الإيرانية يتضمن اتجاهات سلبية في الأمن القومي لإسرائيل- جيتي

قال جنرال إسرائيلي إن "العلاقات الصينية الإيرانية هي نقطة التقاء بين شريك اقتصادي مهم لإسرائيل  وأخطر تهديد خارجي لأمنها القومي، وفي الوقت ذاته فإن الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بينهما تؤشر على مستقبل علاقات ثنائية عميقة طويلة الأمد، وتعكس تراجعا في العلاقات الصينية الأمريكية، لأن مساعدة بكين لطهران في كسر العزلة، وإعادة تأهيل اقتصادها، تتعارض مع أهداف إسرائيل".


وأضاف آساف أوريون في دراسة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ترجمتها "عربي21" أن "التعاون العسكري التكنولوجي والاستخباراتي بين طهران وبكين يفاقم التهديد العسكري لإسرائيل، وشركائها في الشرق الأوسط والمحيطين الهندي والهادئ، ويتطلب هذا الاتجاه تعديلات في السياسة الإسرائيلية، مع التركيز على تحسين إدارة المخاطر والحوار المخصص مع الشركاء الاستراتيجيين".


عمل أوريون في آخر مناصبه بالجيش رئيس القسم الاستراتيجي في هيئة الأركان، ووحدة 8200 وقسم المخابرات، والتعاون الاستخباراتي الدولي، ثم رئيساً لبرنامج البحث الإسرائيلي الصيني، ولاحقًا رئيساً لمجموعة البحث الدولية، وشارك في العديد من المشاريع والبرامج البحثية حول سوريا ولبنان والفلسطينيين، وقضايا المقاطعة ونزع الشرعية، وقوات حفظ السلام.


وأوضح أنه "بغض النظر عن تفاصيل هذه الاتفاقية الاستراتيجية التي تركز على استثمارات الصين الكبيرة في إيران مقابل إمدادات النفط للسنوات الـ25 القادمة، فإنها تضمن تعزيز تعاونهما العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي، ويشير لمخاطر محتملة على أمن إسرائيل، رغم أن الإدارة الأمريكية سبق لها أن طالبت إسرائيل بتهدئة علاقاتها مع الصين، والحد من تغلغلها الاقتصادي".

 

اقرأ أيضا : ما موقف واشنطن من "اتفاقية التعاون" بين بكين وطهران؟


وأكد أن تطور العلاقات الصينية الإيرانية يتضمن اتجاهات سلبية في الأمن القومي لإسرائيل، رغم أن الصين تتمتع بمخرجات أمنية أمريكية في الشرق الأوسط، وتستفيد من منافع إسرائيل الابتكارية، وتستثمر في اقتصادها، وهي بالتأكيد غير مهتمة بتدميرها، وقد تم توقيع اتفاقية بين إسرائيل والصين في 2017 بعنوان "شراكة شاملة للابتكار"، مما يؤكد مصالحهما المشتركة، دون تعريف العلاقة بأنها "استراتيجية".


وأشار إلى أنه "في مجال الأمن العسكري هناك اتجاه مقلق لإسرائيل، يتمحور حول زيادة التعاون العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي والأمني بين الصين وإيران، ونقل التكنولوجيا العسكرية الصينية التي تستخدمها إيران لتطوير وتصنيع أنظمة أسلحة، بعضها أصاب إسرائيل، وهذا ليس تهديدًا جديدًا، فقد أطلقت صواريخ صينية من حزب الله على إسرائيل خلال حرب لبنان الثانية، والصاروخ الذي اصطدم بالسفينة البحرية نموذج صيني أيضًا". 


وشرح قائلا إن "أوجه الخشية الإسرائيلية تتركز في تنامي وتكثيف التعاون العسكري بين الصين وإيران، وشملت التدريبات العسكرية، زيارات الموانئ، وجولات كبار المسؤولين البحريين والعسكريين والأمنيين، والتركيز على الصواريخ المضادة للسفن التي تهدد إسرائيل في البحرين المتوسط والأحمر، وأساطيل دول الخليج والولايات المتحدة في الشرق الأوسط".


وأشار إلى أن "التوتر الإسرائيلي من الاتفاق الصيني الإيراني ينبع من وجود مثلث رأسه الولايات المتحدة، وضلعاه الصين وإسرائيل، وهما شريكان اقتصاديان مهمان، ولذلك فإن العلاقات الصينية الإيرانية تضيف تحديًا معقدًا لإسرائيل، نظرًا لكونها قوة عالمية وإقليمية، وشريكا اقتصاديا مهما لها، لكن وصول تل أبيب إلى دوائر القيادة في بكين محدود للغاية، وعلاقاتها مع الصين أضيق من روسيا، وقدرتها على التأثير في السياسة قليلة". 


وأضاف أن "توقيع الاتفاق الصيني الإيراني تزامن مع اتفاقيات التطبيع التي نشرت شراكة المصالح بين إسرائيل ودول الخليج، ونظرتهما لإيران كتهديد مشترك، ومن الصواب لإسرائيل أن تنسق معها سياستها بشأن هذا الاتفاق، رغم أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل في علاقات الصين الأمنية مع إيران لا يكمن في عدم اكتراثها بهجمات إيران على إسرائيل والسعودية، ولكن في مساهمتها النشطة بتعزيز القدرات الهجومية لإيران". 


وأشار إلى أن "إسرائيل وأجهزتها الأمنية مطالبة للرد على الاتفاق الصيني الإيراني بالحفاظ على مراقبة استخباراتية منظمة ومنهجية لعلاقاتهما، والسعي من أجل حوار رفيع المستوى مع الصين، وإثارة قلق إسرائيل بشكل حاد على جميع المستويات من التهديدات التي تشكلها إيران؛ والعمل في القنوات الأكاديمية ومعاهد البحث التي تعد في الصين جزءًا عضويًا من جهاز الحزب والدولة".


ودعا إلى زيادة الحوار الإسرائيلي مع دول الخليج حول العلاقات الصينية الإيرانية، والسعي لمناشدة منسقة مشتركة للولايات المتحدة والصين من أجل تخفيف التهديدات من إيران، وإبعادها عن الأسلحة النووية، وإجراء حوار استراتيجي دائم مع الولايات المتحدة حول العلاقات الصينية الإيرانية، على مستوى السياسة والاستخبارات والأمن والاقتصاد والتكنولوجيا.


وأوضح أن الاتفاق الصيني الإيراني يتطلب إجراء حوار عسكري بين الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الوسطى للجيوش الأمريكية-سانتكوم، وقيادة المحيطين الهندي والهادئ، حول التهديدات العسكرية المشتركة، وهي الصواريخ والتهديدات البحرية والطائرات المسيرة والإنترنت، وتطوير ردود مشتركة عليها، ودمج الشراكات الإقليمية ذات الصلة، مثل المجموعة الرباعية والمملكة المتحدة وقادة الاتحاد الأوروبي.

التعليقات (0)