سياسة عربية

دخول معارضين إماراتيين لـ"كلوب هاوس" يثير ضجّة.. لماذا؟

اشتكى مستخدمون من الخروج المتكرر لـ"كلوب هاوس" في الإمارات وسط أنباء عن قرب حجبه- جيتي
اشتكى مستخدمون من الخروج المتكرر لـ"كلوب هاوس" في الإمارات وسط أنباء عن قرب حجبه- جيتي

شهد تطبيق "كلوب هاوس" لغرف النقاش الصوتية إقبالا كبيرا من قبل الناشطين العرب، لا سيما في دول الخليج ومصر.

 

التطبيق الذي لا يزال حكرا لمستخدمي "آيفون"، مع تسرب نسخ غير رسمية منه إلى المنصات الأخرى، بات منصة أساسية لنخب عربية وخليجية، كما يشهد بشكل يومي مناقشات لمواضيع سياسية.
 
في الإمارات، شكّل "كلوب هاوس" مسارا جديدا وغير مسبوق في الحوار المباشر بين موالي الحكومة والمعارضين لها في الخارج.

فبعدما كانت الشتائم وتهم التخوين تنهال على الناشطين في الخارج من حسابات "تويتر"، اضطر بعض أصحاب هذه الحسابات إلى مناقشة المعارضين صوتيا، وبشكل مباشر، وهو ما لم يحدث سابقا منذ نحو 9 سنوات.


انقسام داخلي
أثارت مشاركة المعارضين الإماراتيين مع أبناء بلدهم في غرف نقاشية حول موضوعات مختلفة جدلا واسعا، وانقساما داخليا بين مؤيد ورافض لذلك.

الكاتب والناقد علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية (حكومي)، والرئيس السابق لهيئة أبو ظبي للإعلام، تصدر أبرز الأسماء الرافضة للدخول في أي حوار مع المعارضين.

ورأى علي بن تميم، في تصريحات عبر "تويتر"، أن المعارضين "إخوان وإرهابيون"، وأنهم يتحدثون بلغة لا يفهمها إلا من كان منهم.

 

وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، باتهام كل من يناقش المعارضين بأنه "خائن مثلهم"، مشيرين إلى أن ضحالة فكر وثقافة بعض موالي الحكومة يجعل المعارضين في موقف قوة.

 

بينما دافع آخرون عن مناقشة المعارضين، قائلين إن "التصدي لهم وتعرية أفكارهم واجب وطني، بدلا من تركهم يبثون قناعاتهم للجمهور".

 

وبرز من بين المشاركين في نقاشات مع المعارضين، الناشط علي الحمادي، الذي اشتهر إبان الأزمة الخليجية بتوجيه شتائم مسيئة بحق القطريين.

 

"عربي21" اطلعت على إحدى نقاشات الحمادي مع عدد من المعارضين، إذ كال اتهامات بالخيانة لهم، وأنكر وجود أي تحيز في القضاء ضدهم.

 

فيما رد المعارضون بسرد وقائع حدثت أثناء محاكمة أعضاء جمعية الإصلاح، تثبت -بحسب نظرهم- عدم نزاهة القضاء الإماراتي.

 

اقرأ أيضا: "تعطّش للحوار".. زخم واسع لكلوب هاوس عربيا والكويت بالمقدمة

 




 

  

 



"غرفة عبدالله بن زايد"
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، نشر وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، تغريدة مثيرة للجدل، قال فيها: "الناس کاﻷمواج، إن سایرتهم أغرقوك، و إن عارضتهم أتعبوك، وان خدمتهم جادلوك، فخذهم إلى مستقبلهم بالسلاسل، فيشكروك".

بعد 9 سنوات، قام معارضون إماراتيون بمناقشة هذه التغريدة عبر "كلوب هاوس"، وأبدوا اعتراضهم على دعوة وزير خارجية الإمارات إلى اقتياد الناس بالسلاسل.

الغرفة النقاشية لتغريدة ابن زايد أثارت جدلا كبيرا، لتندفع بعدها مئات التغريدات في توقيت واحد تحت وسم "كلنا عبد الله بن زايد".

وشارك في الوسم شخصيات ومسؤولون إماراتيون، بالإضافة إلى مئات الحسابات حديثة النشأة.

وقال مصدر لـ"عربي21" إن الحكومة الإماراتية تقف خلف إنشاء هذه الحسابات، التي تعمل بطريقة "الذباب الإلكتروني" للتشويش، وإيصال أفكار غير حقيقية.

 

 

 

 

 

توجه للحظر
منذ بدء نشاط المعارضين الإماراتيين في "كلوب هاوس"، تداولت أنباء عديدة نية أبو ظبي حظر التطبيق، على غرار ما تم في سلطة عُمان.

 

وقال ناشطون إماراتيون إن التطبيق بدأ بالفعل بالخروج المتكرر، وعدم الاستجابة، وهو مقدمة لحجبه بشكل تام، بحسب قولهم.

 

وذكر ناشطون إماراتيون أن الفترة المسائية (بعد العاشرة مساء) لا يستجيب فيها التطبيق، برغم سرعة شبكة الإنترنت في بلدهم.

 

ورفض الكاتب عوض بن جاسوم الدرمكي حجب التطبيق، قائلا إن "مشاغبة شخص في مسرح" لا تلزم بأن يُغلق المسرح.

 

وأضاف أن "الأحكام لا تُبنى على الحالات الشاذة".

 

بدوره، قال المعارض الإماراتي حمد الشامسي، في حديث لـ"عربي21"، إنه يتوقع أن تفرض أبو ظبي حظرا على "كلوب هاوس".

وأضاف أن حكومة الإمارات التي تدعي دوما وجود مساحة للحرية فيها، تفشل عند أول محك حقيقي في إتاحة حرية التعبير للمواطنين.

والشامسي صادر بحقه حكم غيابي بالسجن 15 سنة في القضية المعروفة بـ"التنظيم السري"، التي سجنت على خلفيتها الإمارات عشرات المنتمين لحركة "الإصلاح" سنوات طويلة.

 

التعليقات (0)