هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت هيئة قناة السويس، الخميس، عن توقف حركة الملاحة مؤقتا بينما تعمل ثمانية زوارق قطر على تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة في الجزء الجنوبي من القناة منذ يومين.
وقالت في بيان، إن 13 سفينة أبحرت جنوبا على طول القناة أمس الأربعاء وتنتظر في البحيرات إلى حين تعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن.
وأضاف: "كان من المستهدف إكمال مسيرة القافلة في القناة وفق التوقعات الخاصة بانتهاء إجراءات تعويم السفينة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة، فقد كان لا بد من التحرك وفق السيناريو البديل، بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى".
وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، ما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات، وفقا لرويترز.
وكانت أسعار النفط قفزت الأربعاء بنحو 6 بالمئة، بعد جنوح السفينة في قناة السويس، لكنها هبطت الخميس رغم توقف الملاحة في قناة السويس، وسط تساؤلات عن مدى تأثير اضطرابات الملاحة في قناة السويس على أسعار النفط؟
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.33 دولار أو ما يعادل 2.1 بالمئة إلى 63.08 دولار للبرميل بحلول الساعة لـ0559 بتوقيت غرينتش، بعد أن قفزت ستة بالمئة أثناء الليل.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.40 دولار أو ما يعادل 2.3 بالمئة إلى 59.78 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 5.9 بالمئة أثناء الليل.
الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، قال في حديث خاص مع "عربي21": "صحيح أن أسعار النفط ارتفعت بعد تعطل شحنات من الخام بسبب حادث قناة السويس، لكن هناك عوامل أخرى كبحت جماح الزيادة خلال تعاملات الخميس مثل القلق على تباطؤ الطلب العالمي بسبب تعثر برامج اللقاحات وارتفاع مخزونات النفط الأمريكية".
وتوقع إسماعيل "عودة أسعار النفط للصعود حال استمرار تعويم السفينة وتأخر إزالة العراقيل أمام الناقلات والسفن التي لا تستطيع الإبحار ومواصلة رحلاتها".
وأضاف: "هناك 10 ناقلات تحمل 13 مليون برميل نفط وكذلك عشرات السفن تحمل مواد نفطية وكيماويات ومواد أخرى تعطلت بسبب حادث جنوح السفينة".
وسفينة الحاويات التي تعرضت للجنوح، يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها 224 ألف طن، وكانت في رحلة قادمة من الصين باتجاه روتردام الهولندية.
ويمر نحو 30 في المئة من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.
ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يتم فك الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا، بحسب رويترز.
لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوبا وبأن جهود تعويم إيفر غيفن مستمرة.
وقال: "لما نخلص هنشتغل 24 ساعة، مش هنشتغل بقى قافلة واحدة من الجنوب وقافلة واحدة من الشمال، هنشتغل قافلتين أو تلاتة لحد ما نخلص المراكب".
Posted by رئاسة مجلس الوزراء المصري on Wednesday, March 24, 2021
وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
وتعوق السفينة الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.
وذكر بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة، وفقا لرويترز.
وقال بيردوفسكي لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي: "لا يمكننا استبعاد أن المسألة قد تستغرق أسابيع.. حسب الوضع".
وأضاف أنه تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة.
ومضى قائلا: "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال".
وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة إيفر غيفن، إن الجرافات تعمل على إزالة الرمال والطين من حول السفينة لتعويمها بينما تعمل زوارق القطر مع الرافعات الموجودة على السفينة لتحريكها.
وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".
وتظهر برمجيات تتبع السفن خمسة زوارق قطر تحيط بالسفينة وثلاثة أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة يظهر أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر غيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية.