هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
12 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا
المرافق الطبية مكتظة والأطفال السّوريون هم مَن يتحملون تكلفة الحرب والوباء
عشر سنوات من الحرب في سوريا تُمثل أعظم فشل على الصعيد الإنساني في عصرنا لكل طفل
الأطفال السوريون أكثر عرضة للاعتداء والاستغلال الجنسيين في ظروف غير مألوفة ومكتظة في المخيمات
استمرار الصراع السوري سيؤدي إلى فقدان جيل آخر من الأطفال الأكثر ضعفا في العالم
قال مدير الشؤون الإعلامية والاتصال لدى منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن)، إلياس أبو عطا، إن "عشر سنوات من الحرب في سوريا تُمثل أعظم فشل على الصعيد الإنساني في عصرنا الحديث؛ حيث أدى الصراع إلى أكثر من 600 ألف حالة وفاة، ونزوح ما يقدر بنحو 13 مليونا، وهذه الأعداد تُمثل أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب".
وأكد، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أن "سوريا الآن في حاجة ماسة إلى حل سياسي شامل لمنع تفاقم الأزمة، وأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتقدم ويدفع باتجاه إيجاد حل شامل لإنهاء تلك الأزمة، ويجب على الدول تعزيز جهودها الدبلوماسية للتوسط في سلام دائم".
وأضاف أن "الحل السياسي ينبغي أن يكون تحت قيادة الأمم المتحدة، وأن يضع النساء والأطفال في أولى الأولويات"، مطالبا المجتمع الدولي أيضا بأن يضمن "احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار، ويجب على الحكومات الضغط على مجلس الأمن الدولي لتجديد قرار وصول المساعدات عبر الحدود عبر باب الهوى لمدة لا تقل عن اثني عشر شهرا لضمان استمرار استجابة الأمم المتحدة عبر الحدود".
ولفت أبو عطا إلى أن "معاناة الشعب السوري لم تنتهِ بعد؛ فما زلنا نشهد قصصا مروّعة، وإذا استمر الوضع في التدهور، فإننا سنواجه خطرا كبيرا يتمثل في فقدان جيل آخر من الأطفال الذين من المفترض أن يساعدوا في إعادة بناء بلدهم"، مؤكدا أن "العالم قد خذل جيلا من أطفال سوريا. والآن يجب على المجتمع الدولي أن يستمع إليهم ويضمن تلبية احتياجاتهم، إذا أردنا تجنب فقدان وضياع جيل آخر".
وقال أبو عطا: "ما زلنا نشهد أسوأ أزمة لحماية الطفل في العالم؛ إذ تحتل سوريا المرتبة الأولى من حيث الهجمات على المدارس والمرافق الصحية مقارنة بالنزاعات الممتدة الأخرى مثل جنوب السودان والكونغو وأفغانستان".
وفي ما يأتي نص المقابلة الخاصة مع "ضيف عربي21":
كيف ترى ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في سوريا بعد مرور 10 أعوام على اندلاع ثورتها؟
الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ. هناك ما يقرب من 12 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية داخل سوريا، وهناك 6.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
والمرافق الطبية مكتظة، والأطفال السّوريون هم مَن يتحملون تكلفة الحرب والوباء أيضا، فضلا عن أن السوريين في الداخل أرهقتهم الحرب واليأس لدرجة أنهم أمسوا غير مدركين للخطر الذي يلوح في الأفق في ما يتعلق بفيروس كورونا.
الناس يريدون فقط الاستمرار في حياتهم؛ فقد سمعنا أنهم لا يخشون الفيروس لأنهم عاشوا مع الخوف الناجم عن الصراع كل يوم على مدار السنوات الماضية.
ونشير إلى خطورة استمرار تكرار انفجار العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في شمال سوريا، وما ينتج عن ذلك من قتل للعشرات من المدنيين بينهم أطفال.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن تدهور الوضع التغذوي في شمال غرب سوريا حصل بشكل ملحوظ في عام 2020. وأفادت بأنه بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا، ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد الشديد بنسبة 70% العام الماضي. أما سوء التغذية الحاد المعتدل فزاد بنسبة 38%. وبالنسبة لسوء التغذية المزمن، فإن ثلث الأطفال في الفئة العمرية المذكورة يواجهونه.
وهناك 84.2% من النازحين داخليا الذين تحدثنا إليهم يعتقدون بأنه يمكنهم العودة إلى مسقط رأسهم في غضون عامين، و97.4% منهم يريدون ذلك.
ما هي الآثار والنتائج المترتبة عن 10 أعوام من الحرب في سوريا؟
تُمثل عشر سنوات من الحرب في سوريا أعظم فشل على الصعيد الإنساني في عصرنا لكل طفل. حيث أدى الصراع الآن في عامه العاشر إلى أكثر من 600 ألف حالة وفاة، وإلى حالات نزوح تقدر بنحو 13 مليونا، وهذه الأعداد تُمثل أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب.
كما أن هناك أكثر من 6.2 مليون سوري هم نازحون داخليا، و5.6 مليون لاجئ، معظمهم في لبنان والأردن وتركيا، نصفهم أطفال والكثير منهم لم يعيشوا يوما خاليا من حرب أو نزاع.
في تقريرنا الأخير الذي أصدرته منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) بالشراكة مع Frontier Economic تحت عنوان "ثمن باهظ: تكلفة الصراع على أطفال سوريا"، قمنا بالتحقيق في تأثير عشر سنوات من الحرب على النمو الاقتصادي في سوريا، وعلى رأس المال البشري، مع التركيز بشكل خاص على أطفال سوريا. فقد تجاوزت قيمة الحرب الـ1.2 تريليون دولار أمريكي، وحتى إذا انتهت الحرب اليوم، فستستمر تكلفتها في التراكم لتصل إلى 1.7 تريليون دولار إضافية بقيمة العملة اليوم حتى عام 2035.
وأظهر البحث الأخير أن أسوأ مخاوفنا قبل خمس سنوات كانت صحيحة. علاوة على ذلك، فإن الآثار السلبية على صحة الأطفال وتعليمهم تجعل هذه التكلفة الإضافية للحرب تصل إلى 1.7 تريليون دولار بقيمة العملة اليوم.
وماذا عن آثار تلك الحرب على الأطفال.. تحديدا في سوريا؟
بالنسبة لملايين الأطفال، فقد سلب الصراع طفولتهم، وأثّر على صحتهم الجسدية والعقلية طويلة الأجل، وكذلك على آفاقهم المستقبلية. لقد فقد العديد من الأطفال الذين علقوا في هذه الأزمة أفراد عائلاتهم وأصدقاءهم بسبب العنف وعانوا من الصدمات الجسدية والنفسية واضطروا إلى ترك المدرسة. منذ أن اجتاح فيروس كورونا المنطقة، أصبح تلقيهم لخدمات التعليم محدودا، وزاد التوتر والمخاوف بشأن المستقبل ودفعهم إلى نقاط ضعف أعمق من أي وقت مضى.
ونشير هنا إلى أنه قُتل ما يقدر بنحو 55 ألف طفل منذ بدء النزاع، ووُلد 4.8 مليون طفل سوري منذ بدء الحرب. وهناك ما يُقدر بنحو 40% من النازحين داخل سوريا وخارجها هم من الأطفال.
وأود أن أنوّه إلى بعض الطرق المحددة التي تؤثر بها الحرب في سوريا على الأطفال، أهمها الأمراض وسوء التغذية؛ فالأطفال عرضة للأمراض الناجمة عن سوء الصرف الصحي، بما في ذلك أمراض مثل الإسهال والكوليرا، وقد تفوتهم التطعيمات والفحوصات الطبية المنتظمة، خاصة في المناطق المقطوعة. وفي المساكن الفقيرة، يزيد الطقس البارد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
وكان للحرب آثار واضحة في قضية عمالة الأطفال؛ إذ يتعين على العديد من الأطفال اللاجئين والنازحين داخليا العمل لإعالة أسرهم. في كثير من الأحيان، يعملون في ظروف خطرة أو مهينة مقابل أجر ضئيل وأحيانا بدون أجر. منذ آذار/ مارس 2020، عندما بدأ الوباء، كان الأطفال يُروْن يتسولون حتى وقت متأخر من الليل.
أيضا رصدنا ظاهرة زواج الأطفال وإساءة معاملتهم؛ فالأطفال السوريون أكثر عرضة للاعتداء والاستغلال الجنسيين في ظروف غير مألوفة ومكتظة في مخيمات اللاجئين والنازحين. وقد يختار الآباء ترتيب زواج للفتيات القاصرات، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن الـ13 عاما، في ظل عدم وجود دخل كافٍ لإعالة أسرهم، وخوفا من تعرض بناتهم للتحرش.
كذلك هناك نقص واضح في فرص التعليم جراء هذا الصراع السوري؛ فثلثا الأطفال السوريين داخل البلاد، و36% من الذين يسكنون في بلدان مجاورة، هم خارج المدرسة. وأثرت تلك الحرب على المنشآت التعليمية، حيث تم الإبلاغ عن 700 هجوم منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة.
ما تداعيات ضياع جيل كامل في الصراع والأزمة السورية؟
ما زلنا نشهد أسوأ أزمة لحماية الطفل في العالم. تحتل سوريا المرتبة الأولى من حيث الهجمات على المدارس والمرافق الصحية مقارنة بالنزاعات الممتدة الأخرى مثل جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان.
ومنظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) قلقة للغاية من أن عشر سنوات من الصراع في سوريا ستؤثر بشكل دائم على تطور جيل آخر من الأطفال الأكثر ضعفا في العالم. قبل النزاع، كان 7% فقط من الأطفال غير ملتحقين بالمدارس. وبعد عقد من الزمان، خفضت الحرب الالتحاق بنسبة 21 نقطة مئوية للتعليم الابتدائي و28 نقطة مئوية للتعليم الثانوي.
والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، خاصة أن جائحة كورونا قد ضربت البلاد، لديهم أماكن قليلة للحصول على العلاج، وهذا إذا استطاع الآباء تحمل تكلفتها. فلا يوجد سوى 12 مستشفى في شمال غرب سوريا، بخلاف أن عدد الأطباء في البلاد قليل جدا.
"لجنة الإنقاذ الدولية" قالت إن الهجمات على المرافق الصحية بسوريا خلال 10 سنوات كانت بمثابة "استراتيجية حرب"، على الرغم من أنها محمية بموجب القانون الدولي ويجب أن تكون ملاذات آمنة في أوقات الحاجة الماسة.. فكيف ترون استهداف المرافق الصحية؟
هوجمت منشأة صحية كل أربعة أيام في عام 2019؛ إذ تم تسجيل ما يقرب من 600 هجوم على البنية التحتية الصحية منذ بداية النزاع، وقد تكون الأرقام أعلى أو تختلف نظرا لعدم وجود إحصاء دقيق في المكان.
وشهدت سوريا أسوأ الانتهاكات الجسيمة مقارنة بالأزمات المطولة الأخرى في العالم؛ فهناك زيادة بنسبة 50% في الأطفال السوريين الذين قُتلوا على مدى ست سنوات منذ العام 2014، وزيادة بنسبة 300% تقريبا في تجنيد الأطفال بين عامي 2014 و2019. وقد تضاعفت الهجمات على المدارس منذ العام 2017.
وإذا لم يتوقف العنف، فسوف تستمر معاناة الأطفال في الازدياد، ولا نستطيع أن ندع هذا يحصل ويستمر أكثر.
وعمال الإغاثة السورية يؤدون أعمالهم في ظروف بالغة الخطورة. ومن الضروري أن يضمنوا الوصول الآمن لجلب الطعام والمأوى والمياه والرعاية الطبية لمن يحتاجون إليها، خاصة أن الأطفال غالبا ما يكونون من أكثر الفئات ضعفا في منطقة النزاع أو الكوارث. لهذا الغرض، فإنه يجب على المجتمع الدولي إيجاد حل لتحديات الوصول في المناطق التي سبق أن شملها قرار عبور المساعدات عبر الحدود، بعد إزالة 3 نقاط عبور حيوية في شمال غرب وشمال شرق وجنوب سوريا.
هل تردي ودمار المرافق الصحية أدى إلى شلل كبير في قدرة البلاد على مواجهة جائحة "كورونا"؟ وإلى أين وصلت تلك الجائحة اليوم في سوريا؟
تسبب فيروس كورونا في أزمة داخل أزمة للشعب السوري الذي كان يكافح بالفعل من أجل البقاء، سواء داخل سوريا أو في مخيمات اللاجئين في المجتمعات المضيفة. وتأثر الأطفال السوريون بشدة بالآثار الثانوية للفيروس. وكان فقدان الوصول إلى التعليم ضارا للغاية.
تقدر منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) أن ما يصل إلى 85 مليون طفل إضافي سيكونون ضحايا للعنف عالميا بسبب الهزات الارتدادية لفيروس كورونا. ومن المتوقع أيضا أن تزداد معدلات زواج الأطفال مع إجبار أكثر من 4 ملايين فتاة على الزواج، حيث تكافح الأسر لتغطية نفقاتها وإطعام جميع أطفالها.
فيما تواصل الجهات الفاعلة الإنسانية تلقي تقارير بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية في بعض المناطق ليس لديهم معدات الوقاية الشخصية الكافية.. النظام الصحي هش، فقد وصلتنا تقارير تفيد بأن العاملين الطبيين في الخطوط الأمامية يحتاجون إلى أجهزة الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي.
وهناك حاجة دائما إلى تعزيز القدرات لضمان توفير الوقت وإنقاذ المزيد من الأرواح على الأرض. ولا يزال توزيع معدات الحماية الشخصية وتعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها يمثل أولوية لجميع العاملين في المجال الإنساني.
أما بالنسبة لأعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فقد أبلغت وزارة الصحة في سوريا عن 16.5 ألف حالة إصابة مع أكثر من ألف حالة وفاة، أما في شمال غرب سوريا فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 21 ألف حالة إصابة و408 حالات وفاة.
قلتم إن 10 سنوات من الحرب في سوريا كلّفت البلاد 1.2 تريليون دولار.. فكيف تنظرون للوضع الاقتصادي في سوريا اليوم؟
لقد وصلت الليرة السورية إلى مستوى قياسي منخفض، ولا تملك الأسر القدرة على شراء أنواع معينة من المواد الغذائية أو الفاكهة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ أو عدم وجود معيل وقلة فرص العمل.
وبعض المخيمات تُوزع عليها حصص غذائية، ولكنها غير كافية، لأن معظم العائلات عاطلة عن العمل وتلجأ في الغالب إلى بيع هذه الحصص لشراء الأدوية والملابس وغيرها من الاحتياجات.
أما بعض المخيمات الأخرى فلا تتلقى أي حصص أو مساعدات إطلاقا، ما يؤدي إلى أمراض وأمراض خاصة بين النساء والأطفال (سوء التغذية وفقر الدم).
وشخصيا، التقيت مؤخرا بامرأة مُصابة بفقر الدم أنجبت طفلة في المستشفى، ولم يُسمح لها بالخروج، حتى تم نقل الدم إليها بشكل كبير. أخبرتني أنها لم يكن لديها ما تأكله خلال فترة الحمل، وهذا ما تسبب لها في الإصابة بفقر الدم وكان معدل الهيموغلوبين لديها منخفضا جدا بعد الولادة.
كيف تنظرون إلى استمرار فشل الحل السياسي في سوريا وانعكاسه على الأوضاع الإنسانية بالبلاد؟
إن إنهاء الحرب ليس بيد الوكالات الإنسانية. إن سوريا الآن في حاجة ماسة إلى حل سياسي شامل لمنع تفاقم الأزمة. لقد خذلنا الشعب السوري لكنهم لم يفشلوا. أخبرني الأطفال الذين التقيت بهم وتحدثت معهم أنهم ما زالوا يأملون في مستقبل أكثر إشراقا، إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء ومهندسين ومعماريين وفنانين. ما يريدونه هو شيء بسيط، السلام، وأن يسمعهم المجتمع الدولي وذوو النفوذ. لذلك فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتقدم ويدفع باتجاه إيجاد حل يدا بيد مع وكالات الإغاثة الإنسانية.
لو تحدثنا عن دور منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) في تخفيف أعباء الحرب على النازحين واللاجئين السوريين؟
توفر منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) في داخل سوريا مشاريع المياه والصرف الصحي من خلال دعم محطات المياه وتقدم المساعدة في حالات الطوارئ، بما في ذلك أدوات المطبخ، ومستلزمات النظافة، والمساعدة في فصل الشتاء، والمنح النقدية متعددة الأغراض من خلال آلية الاستجابة السريعة.
واستجابة لزواج الأطفال وعدد من التهديدات الأخرى لحماية الأطفال التي تواجه الفتيات والفتيان، تقدم المنظمة عددا من الخدمات الأساسية للأطفال بما في ذلك: خدمات المراكز الصحية، والمساحات الصديقة للأطفال، والمساحات الآمنة للنساء والفتيات، والدعم النفسي والاجتماعي، وإدارة الحالات، وخدمات الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، وجلسات التوعية مع الأطفال حول حماية الطفل والعنف القائم على النوع الاجتماعي. يتم أيضا تزويد البالغين، بما في ذلك الآباء ومقدمو الرعاية، بخدمات الدعم النفسي والاجتماعي ودعم مهارات الأبوة والأمومة.
ومن أجل التخفيف من الآثار الفورية والطويلة الأجل للجائحة على الأسر والأطفال، قامت منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) بتكييف عملها مع عدد من الخدمات الأساسية، وتقدم الآن الدعم عن بُعد بشكل مؤقت حيثما أمكن ذلك، لضمان سلامة الأطفال والمجتمعات، بما في ذلك إدارة الحالات عن بُعد، والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، ودعم الوالدين، ومصادر ومواد التعلم عن بُعد من بين التدخلات الرئيسية الأخرى.
قلتم إن العالم وقف متفرجا وسمح للصراع السوري بالاشتعال لمدة 10 سنوات.. فما الذي كان ينبغي على المجتمع الدولي فعله إزاء تلك الأزمة برأيكم؟
يجب على المجتمع الدولي أن يدفع باتجاه حل شامل، لأن 10 سنوات هي فترة طويلة جدا، خاصة بالنسبة للأطفال الذين ولدوا ولم يشهدوا يوما خاليا من النزاع. فمن الواضح أن معاناة الشعب السوري لم تنتهِ اليوم بما أننا ما زلنا نشهد قصصا مروّعة يمر بها النازحون. يجب على الدول تعزيز جهودها الدبلوماسية للتوسط في سلام دائم، ويجب عليها أن تضمن التمويل الإنساني القوي في المنطقة بما في ذلك الوصول دون عوائق للعاملين الإنسانيين.
من وجهة نظركم، ما الذي يجب فعله الآن من أجل الوصول إلى السلام وإنهاء الحرب السورية؟
لا يوجد حل عسكري في سوريا، فقط حل سياسي تحت قيادة الأمم المتحدة يضع النساء والأطفال في أولى الأولويات. ويجب على المجتمع الدولي أيضا ضمان احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار، ويجب على الحكومات أيضا الضغط على مجلس الأمن الدولي لتجديد قرار وصول المساعدات عبر الحدود عبر باب الهوى لمدة لا تقل عن اثني عشر شهرا لضمان استمرار استجابة الأمم المتحدة عبر الحدود.
ماذا لو استمر تدهور الأوضاع أكثر مما هو عليه الآن؟
ساهم هذا الصراع الذي طال أمده في زيادة معاناة الناس، فضلا عن ارتفاع الممارسات الخاطئة ضد الأطفال والشباب، وإذا استمر الوضع في التدهور، فإننا سنواجه خطرا كبيرا يتمثل بفقدان جيل آخر من الأطفال الذين من المفترض أن يساعدوا في إعادة بناء بلدهم.
لقد سمعنا قصصا مروّعة مثل العنف والإساءة والزواج المبكر. سمعنا أن الآباء يزوجون بناتهم للتخلص من العبء المادي، وهذا مقيت للغاية. هناك أناس في سوريا ليس لديهم منزل للعيش فيه، وبعضهم يعيش في خيام بسيطة تقلعها الرياح وتغمرها مياه الأمطار والطين في الشتاء، أما في الصيف فإن تلك الخيام لا تقي من حر الشمس، أو إنهم يعيشون في منازل غير مجهزة أو مبنية بالكامل.
بعد عقد من الزمان، أخبر الشباب السوري منظمة الرؤية العالمية (وورلد فيجن) بأن شيئا لم يتغير بالنسبة لهم أو للجيل الجديد من الأطفال الذين ولدوا في النزاع أو الذين قضوا معظم طفولتهم تحت القصف والقتال. ومن الواضح الآن أن العالم قد خذل جيلا من أطفال سوريا. الآن، يجب على المجتمع الدولي أن يستمع إليهم ويضمن تلبية احتياجاتهم، إذا أردنا تجنب فقدان وضياع جيل آخر.