عبد الرحمن ياسين- كاتب ناشط في نقابة المعلمين الأردن
عبد الرحمن ياسين أحترم رغبة الزملاء المعلمين وإصرارهم على عودة مجلس النقابة الذي مثلهم خير تمثيل وما خذلهم، فكان على مستوى الحدث وأثبت أنه عصي على الاختراق والكسر.
وسواء عاد المجلس في وقت قريب أو تأخر بفعل تعنت صانع القرار وفي ظل تعاظم الأحداث في وطننا الحبيب، أرى أن مجلس النقابة وعلى رأسه الدكتور ناصر النواصرة قد يستطيع ملء موقع لطالما بقي شاغراً لم يسده أحد، ومع كل يوم تظهر الحاجة الملحة لملء هذا الفراغ المتمثل في قيادة جبهة وطنية عريضة تضم كل من يطالب بالإصلاح.
هذه الجبهة التي بدأت بالتلبور منذ زمن سبق الربيع العربي وحققت تقدماً معتبراً ولكنها لم تنجح في إنتاج قيادة جامعة برمزية ناصر النواصرة الذي قد يمثل فرصة غير مسبوقة للتقدم خطوة للأمام في مشروع الإصلاح.
الدكتور النواصرة الذي اكتسب رمزيه حقيقية وأصبح يستند لقاعدة جماهرية هتفت باسمه في كل محافظات الوطن من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه، والذي يتبنى خطاباً وطنياً ناضجاً ويحظى باحترام كافة الأطراف داخل الأطر السياسية، قد يكون هو الشخص المناسب لقيادة هكذا جبهة.
ما يميز أعضاء مجلس نقابة المعلمين أنهم استطاعوا تحييد الأيديولوجيا ورسموا، لأنفسهم مساراً برامجياً التزموا به في معركتهم لتحصيل الحقوق، واستطاعوا انتزاع العديد منها في فترة زمنية قياسية.
وجود مجلس النقابة على رأس تلك الجبهة يوظف نقابة كبيرة بحجم نقابة المعلمين لخدمة مطالب الإصلاح، ويضمن أن تكون رافعة قوية لها.
أزعم أن وجود النواصرة على رأس نقابة المعلمين أو داخل أي حزب سياسي سيقيد حركته وسيدخله في دوامة الاصطفاف، بينما وجوده على رأس تلك الجبهة سيجعله الشخصية المجمعة غير المفرقة.
الأردن ومنذ التأسيس متعطش لقيادة حقيقية تمثل الصوت المطالب بالحقوق يلتف حولها الجميع، ولا تخضع للحسابات الشخصية التي لطالما قيدت الكثير من قيادات المعارضة.
مع كل تحرك للشارع تظهر الحاجة للقيادة الجامعة الواعية غير التقليدية التي يصعب اختراقها واستخدامها لصالح أطراف داخل السلطة.
من أهم مسؤوليات هذه الجبهة فتح الباب واسعاً للجميع وبالأحرى الشباب والاستماع لهم بعناية وإشراكهم في صناعة القرار، وكذلك الاتفاق على برنامج سياسي يطالب بتغيير النهج ويحاسب الفاسدين ويعزز الممارسة الديمقراطية بتغيير قانون الانتخاب والوصول للحكومة البرلمانية، ورفع القبضة الأمنية وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، والتحرر من هيمنة طبقة رأس المال والطغمة الفاسدة التي تخدمها.
هذه الجبهة باتت مطلب وطني ملح، والكرة اليوم في ملعب كافة المطالبين بالإصلاح لانتزاع إنجاز هام في وقت بات فيه صانع القرار متخبط، ولكي تكون الأمور أوضح فأنا لا أطالب بتفرد مجلس النقابة بقيادة هذه الجبهة وإنما أن يكون طرفاً معتبراً فيها.