اقتصاد دولي

هل تفرض كورونا نمط "العمل الهجين" على الشركات؟

مكاتب ومساحات مؤقتة للعمل توفر للموظفين سهولة إنجاز أعمالهم- iwg
مكاتب ومساحات مؤقتة للعمل توفر للموظفين سهولة إنجاز أعمالهم- iwg

بين تزايد الاعتماد على فكرة "العمل الهجين"، مع تفشي جائحة كورونا، وفرض قيود واشتراكات على التجمعات في أماكن العمل، وبين تقسيم الأعمال في المكاتب وعن بعد من خلال البيوت، برزت فكرة المكاتب المؤقتة لأداء الوظيفة.

وقالت المجموعة الدولية لمساحات العمل "إيه دبليو جي"، إن العمل الهجين سيصبح نمطا سائدا لدى العديد من الشركات بعد انتهاء الجائحة. وقال مارك ديكسون، المدير التنفيذي للمجموعة، إن الشركات ستتطلع إلى ادخار الأموال وانتهاج سياسات أكثر رفقا بالبيئة، من خلال استخدام مساحات عمل أقل عن طريق الإيجار.

ورغم الصعوبات التي تعرضت لها مثل هذه الشركات، التي تقدم خدمات مكان مؤقت للعمل مقابل أجرة، إلا أنها تغلبت عليها مع استمرار الجائحة، وعقدت صفقات جديدة مع كبرى الشركات، وهو ما يدل على اتجاه لاعتماده من قبل الكثيرين من رواد الأعمال والشركات.

وأشارت إلى توقيع صفقة مع مجموعة الاتصالات اليابانية، لإتاحة إمكانية العمل من المكاتب المتاحة لنحو 300 ألف شخص. وبحسب الاتفاق فإنه سيكون متاحا لموظفي المجموعة إمكانية استخدام 3300 مكتب، تملكها شركة الخدمات المكتبية.

وحصل موظفو مصرف مصرف ستاندرد تشارترد، البالغ عددهم 95 ألف شخص، على حق استخدام مكاتب المجموعة لمدة 12 شهرا على أساس تجريبي.

وقالت الشركة إن أصحاب الأعمال سيكونون حريصين على التخلص من بعض مساحات مكاتبهم واستبدال مرافق طرف ثالث بها، تكون في الغالب أقرب إلى مناطق سكن الموظفين.

 

اضافة اعلان كورونا


وتتوفر هذه الخدمة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لكنها ليست شائعة في العالم العربي بسبب الكثير من الاعتبارات.

رجل الأعمال محمد مصطفى، أوضح أن غياب هذه الفكرة عن العالم العربي تعود لسببين، شخصي ومجتمعي.

وأوضح مصطفى لـ"عربي21"، أن الكثير من الأشخاص، لا يعرفون الفكرة وتغيب عنهم فكرة العمل الهجين، والمسألة لديهم في بدء مشاريع جديدة، أن عليهم توفير مكاتب خاصة بهم، وبشكل مستقل، يتحملون كامل تكاليفها.

وأضاف: "هذا يرتب على منشئي الأعمال مصاريف وتجهيزات كبيرة، يمكنهم الاستفادة منها في حال توفرت لهم أماكن مؤقتة للانطلاق منها، قبل الاستقلال بأماكن خاصة".

ولفت مصطفى إلى وجود عقبة مجتمعية، تحد من فكرة العمل الهجين باستخدام طرف ثالث، وهي النظرة إلى أن المظاهر لها قيمة أكبر من قيمة العمل وكيفية أدائه بحد ذاته، والمسألة تتعلق بأن يكون المظهر والمكان الراقي أمام الناس، ووجود اسم بارز للشركة أهم من البدء الفعلي في العمل.

وأشار المدير التنفيذي لشركة "كودز آند كلورز" إلى أن الفكرة كانت ناجحة في الغرب، بشكل كبير، ومستمرة، لكن مبدأ أن تكون عمليا متوفر هناك، بجانب الرغبة في إنجاز الأعمال بأقل التكاليف.

وحول العقبات أمام فتح هذا القطاع في العالم العربي، قال محمد إن المجتمعات العربية، لا تزال غير متقبلة لمثل هذا النمط من الأعمال، فضلا عن صعوبة الالتزام بالمساحات المخصصة للعمل، من ناحية: احترام خصوصيات المستفيدين منها، ومسائل رفع الصوت وكيفية استخدام المرافق الخاصة، واحترامها، واستهلاك المعدات فيها مثل الطباعة والتصوير، وما إذا سيكون على قدر الحاجة أم بصورة مبالغ فيها.

وبشأن الميزات التي توفرها، خاصة في ظل جائحة كورونا، لفت إلى أنها تمنح سرعة في إطلاق الأعمال، وتوفر الوقت اللازم للتأسيس، لأن المستفيد يحصل على مكان تم إنشاؤه مسبقا، ومتكامل من ناحية الخدمات الفنية واللوجستية، وفي حال توسع العمل، فإنه يمكن الحصول على ما يلزم فقط دون تكاليف إضافية.

ولفت مصطفى إلى أن العمل الهجين بمواقع مؤقتة، يقدم خدمة التشابك بين رواد الأعمال الأخرى، الذين يتواجدون في نفس المكان، من تخصصات مختلفة، بحيث يوفر المكان فرصة اللقاء بهم والاستماع لأفكارهم وتبادلها، وهو المهم لإنشاء شبكات الأعمال.

التعليقات (0)