هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة "جويش كرونيكل" عن معلومات جديدة حول دور الموساد في قتل عالم الذرة الإيراني محسن فخري في طهران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، وقالت عنه بأنه "حصري"، إن عملية القتل في تشرين الثاني/نوفمبر شارك فيها فريق موساد مكون من 20 عنصرا إسرائيليا بالتعاون مع عملاء إيرانيين وبعد ثمانية أشهر من المراقبة الدقيقة.
وأضافت الصحيفة الصادرة في لندن أن النظام الإيراني قيم نتائج خسارته لفخري زادة وأنه قد يحتاج إلى ستة أعوام لكي يعوض خسارته.
وفي الوقت نفسه قدر الإسرائيليون أن مقتل فخري زادة سيطيل من مدة حصول طهران على القنبلة النووية مما بين 3 أعوام ونصف إلى عامين إلى خمسة أعوام.
وقتل فخري زادة، 59 عاما المعروف باسم "أب القنبلة النووية" الإيرانية عندما كان في سيارته مع زوجته وحراسه في طريق أبسارد قرب طهران، يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عن مقتله، وظلت الظروف التي أحاطت بالعملية غامضة ومحلا للتكهنات حيث أشارت تقارير لمشاركة 62 مسلحا في العملية.
وأكدت الصحيفة اليهودية أن المخابرات الإسرائيلية، هي التي قتلت العالم النووي من خلال سيارة نيسان مزودة بالبندقية الآلية.
وتم تفعيل السلاح من قبل عملاء على الأرض راقبوا الهدف، وكان ثقيلا لأنه دمر الأدلة بعد العملية. ونفذت إسرائيل العملية منفردة وبدون مشاركة أمريكا، حيث اقتصرت مشاركة الأمريكيين على جس الأجواء قبل العملية.
وتقول مصادر إن العملية نجحت نظرا لانشغال مؤسسات الأمن الإيرانية بمراقبة المعارضين للنظام. وقال جاكوب ناقل، الذي عمل كمسؤول دفاعي ومستشار في شؤون الأمن القومي لبنيامين نتنياهو: "لدى الموساد وثائق تثبت أن فخري زادة عمل على رؤوس نووية كل واحدة قادرة على التسبب بضربات خمس مرات ما تعرضت له هيروشيما".
وقالت إنه كان "خطيرا ويواصل عمل ما يخطط له، لكن البعض قرر أن وقته قد انتهى"، وتضيف الصحيفة أن مقتله صعق المؤسسة الإيرانية مع أن الكثير من الأسئلة لم يجب عليها بعد.
ولم يعرف أحد أنه قتل، بل أشارت تقارير الحرس الثوري الإيراني إلى أن المسؤول عن استهدافه هو قمر اصطناعي اعتمد على الذكاء الصناعي.
لكن لم يتم الكشف عن مصدر الجهاز ومن قام بتركيبه. ورغم العديد من النظريات إلا أن أحدا لم يكشف عن سبب استهدافه.
اقرأأيضا: وزير المخابرات الإيراني: كنا على علم بعملية اغتيال فخري زاده
وفي الوقت الذي قال فيه محللون إن الرئيس دونالد ترامب كان يحاول ترك بصماته قبل مغادرته البيت الأبيض إلا أن هناك من نفى أي دور أمريكي في العملية.
ولم يتم تحديد هوية من شاركوا في الإغتيال رغم التكهنات بدور إسرائيل الرئيسي فيها. وتزعم الصحيفة أن لديها الأجوبة على كل هذه الأسئلة وتؤكد مسؤولية الموساد عنها.
وتعود الصحيفة إلى 31 كانون الثاني/يناير 2018 عندما تم اختراق مخازن إيرانية في حي بالعاصمة طهران احتوى على ملفات للمشروع النووي الإيراني.
وسرق العملاء ملفات أرشيفية واستخدموا فيها مشاعل بقوة 2000 درجة مئوية لاختراق المخازن وسرقة الملفات الموضوعة في 32 صندوقا كبيرا.
واستطاع العملاء تهريب 50.000 وثيقة و163 سي دي تحتوي على البرنامج النووي السري. وتم تخزين الأرشيف في مكان سري داخل إسرائيل. وتقول مصادر إن الدولة اليهودية تحاول إقناع إدارة جوزيف بايدن عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه لا يمكن الثقة بإيران.
وقال مصدر إسرائيلي: "سنقيم جدلنا هذه المرة على معلومات استخباراتية وليست سياسية". وعقد الموساد في بداية هذا الشهر اجتماعا لجنرالاته وتمت فيه مناقشة أحسن الطرق لمنع الولايات المتحدة من الدخول في اتفاقية جديدة وغير كاملة مع إيران.
وتعتقد إسرائيل أن اتفاقية 2015 سمحت لإيران بوقف برامجها النووية وليس تفكيكها بالإضافة لتحويل أموال إلى الميليشيات التابعة لها.
وتزعم الصحيفة أن الوثائق التي سرقتها إسرائيل تكشف عن فشل إيراني الإلتزام ببنود المعاهدة مع أوباما.
وتأمل أن تقنع بايدن بالدخول في اتفاقية جديدة ويكرر أخطاء سلفه أوباما، بل ومواصلة استراتيجية أقصى ضغط التي فرضها دونالد ترامب على إيران.
ومن الناحية العملية فقد عنى الأرشيف المسروق أمرا آخر للموساد بعد فتحه. وبعبارات المؤسسة الأمنية فقد بات محسن فخري زادة هدفا للتصفية "الرحيل".
وقال مصدر إن الأرشيف احتوى "على الوثائق الأصلية التي تطلب إخفاء البرنامج النووي ومعظمها بخط فحري زادة".
وأضاف أن المحللين كانوا ينظرون إلى الحبر والخط وضغط يده على الوثائق وبصماته "وكان الشخص الذي يقف وراء عملية الخداع".
وأضاف المصدر: "كان فخري زادة المسؤول عن كل شيء عثرنا عليه، كل شيء كان تحت سيطرته، من العلم إلى المواقع السرية إلى المعرفة الشخصية، حيث قاد عمليات إخفائها عن العالم".
وقالت الصحيفة إنه تم إحياء العملية في 2020 عندما كان العالم مشغولا بفيروس كورونا حيث أُرسل فريق من الموساد إلى إيران للتنسيق مع عملاء محليين.
وكان مكونا من 20 عميلا حيث قام برسم خطة دقيقة. وعاشوا مع العالم طوال 18 شهرا حيث تنفسوا معه وناموا عندما نام وسافروا معه.
وتم اتخاذ قرار تصفيته على الطريق الشرقي خارج طهران ويقود إلى أبسارد التي يملك فيها بيتا، وكان الفريق يعرف أن فخري زادة يسافر كل جمعة إلى هناك، كما عرفوا الطريق اليومي والسرعة والتوقيت، ومن أي باب يخرج من السيارة.
وأكدت الصحيفة أن عملية القتل جرت من خلال بندقية موجهة عن بعد. وتم بناء قنابل صغيرة في داخلها والسماح بتدمير نفسها بعد العملية.
وبالإضافة للمتفجرات فقد وصل حجم الجهاز المعد بشكل خاص إلى طن وتم تهريبه إلى إيران قطعة قطعة وعلى مدى شهور، وبعد ذلك تم تجميعه وركب في شاحنة نيسان صغيرة أوقفت على جانب الشارع.
وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر كان فخري زادة في الطريق مع زوجته و12 حارسا بسيارة أوبل صالون. وما لم يعرفوه هو أن فريق القتل كان على الطريق ينتظر تفعيل البندقية عن بعد.
وعندما مرت السيارة من النقطة المحددة تم الضغط على الزر حيث أطلقت البندقية الدقيقة 13 رصاصة أصابت رأس فخري زادة ولم تصب زوجته التي لم تكن تبعد عنه سوى عشر بوصات.
وزعمت السلطات الإيرانية أن مسؤول الحرس بفريق زادة رمى نفسه عليه لحمايته وأصيب بأربع رصاصات، لكن المصادر تنفي هذا الكلام مؤكدة أن الهدف الوحيد الذي أصيب هو فخري زادة.
وقال مصدر: "كانت هناك عدة طرق للتنفيذ لكن تلك الطريقة هي الأدق". مؤكدا أنها صممت لقتل الشخص المعني وليس أي أحد معه.
ونفى المصدر التقارير التي تحدثت عن مواصلة المسلحين إطلاق النار للإجهاز عليه. واستطاع فريق الموساد إخراج الجميع بدون تعرض أحد منهم للخطر، في وقت فجرت البندقية نفسها بنفسها مما زاد من الارتباك.
وكان نجاح العملية مفاجئا حتى للموساد. وقال المصدر: "كان لإسرائيل فريق كبير هناك بمن فيهم إسرائيليون وكان أكبر إحراج لطهران، حيث أهين النظام ودمر وفوجئ الموساد بالصدمة الكبرى".
وكانت البندقية مبهرة وكذا الفريق الذي انتظر لتفعيلها. وكشف مصدر إسرائيلي أن العملية كانت ضربة موجعة وتسببت بخسارة كبيرة للنظام.
وتقول الصحيفة إن عمليات اغتيال أخرى يتم التخطيط لها ولكن ليس على قاعدة اغتيال فخري زادة أو الجنرال قاسم سليماني.
وقال المصدر: "صحيح أن الموساد لديه خطط أخرى للترحيل" أي إنهاء حياة آخرين. ولكن على إسرائيل مواصلة الضغط ومواصلة القتال: "لقد قمنا بفتح ثقوب كبيرة في فيلق القدس".
وقال مصدر إن "نقطة النفوذ الرئيسية هي قيام الولايات المتحدة بتقديم معلومات 2018 عبر الوكالة الدولية للطاقة النووية، وإن لم ينجح ذلك فسنتحرك من جديد".