هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الضوء على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، السريعة، إلى إثارة الجدل على الساحة السياسية، بعد أيام قليلة من مغادرته البيت الأبيض، وذلك من خلال تصريح يهدد من خلاله، ضمنا، بتمزيق الحزب الجمهوري.
وفي نهاية هذا الأسبوع أعلن ترامب تأييده لـ"كيلي وارد"، وهي "مساعدة مخلصة ومثيرة للانقسام في ولاية أريزونا، تعتنق نظريات المؤامرة بشأن الانتخابات"، كما وصفتها الصحيفة.
ولوحت "وارد" مؤخرا بإنشاء جديد، يحمل اسم المسيرات الحاشدة لأنصار ترامب في واشنطن؛ "ماغا"، رغم تزعمها الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا.
وفي مكالمة هاتفية مسجلة، أكد ترامب "موافقته الكاملة والشاملة" على فترة أخرى لوارد في رئاسة الحزب بأريزونا، رغم أنها تشاجرت مع الحاكم الجمهوري للولاية، وأثارت جدلا كبيرا.
وفازت وارد بالفعل في إعادة انتخابها بفارق ضئيل، بهامش 51.5 في المائة مقابل 48.5 في المائة، مما يمثل أول فوز لترامب في معركة الحفاظ على أهميته السياسية ونفوذه بعد خسارة انتخابات 2020، وفق "واشنطن بوست".
وفي يوم أحداث الشغب في الكابيتول، نشرت وارد استطلاعا على تويتر، تسأل فيه: "هل يمكننا إنقاذ الحزب الجمهوري أم إننا بحاجة إلى خيار آخر؟".
وحصل خيار الإنقاذ على موافقة ثمانية بالمائة فقط ممن شاركوا، مقارنة بـ 78 بالمائة اختاروا "نحتاج إلى حزب ماغا". وبالتأكيد، فإن المقصود ليس الاسم تحديدا، بل دعم شخص الرئيس السابق، ترامب.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين، لم تسمهم، فإن ترامب كان يفكر بالفعل بإنشاء حزب ثالث، تحت اسم "الحزب الوطني"، وهو تلويح يعول عليه لوقف إقبال أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على خيار إدانته، في محاكمته البرلمانية الجارية.
اقرأ أيضا: استطلاعات تكشف: الجمهوريون في أزمة عنوانها "ترامب"
ولم ينف مستشارو ترامب أنه يعمل مع فريقه على خطة لإسقاط المشرعين الجمهوريين، الذين أعلنوا دعمهم لمسار محاكمته في الكونغرس.
ويقول هؤلاء الأشخاص؛ إن ترامب لديه أكثر من 70 مليون دولار نقدا في حملته الانتخابية لتمويل جهوده السياسية ضد خصومه.
وأثارت مجمل تحركات ترامب المثيرة للانقسامات داخل الحزب الجمهوري قلقا عميقا حتى من قبل أنصاره، مثل السيناتور ليندسي غراهام، الذي عمل، بحسب الصحيفة، على حماية سياسيين دعموا محاكمة ترامب، ومن أبرزهم النائبة ليز تشيني.
وشكلت هزيمة ترامب في أريزونا تحديدا صدمة للجمهوريين، باعتبارها ولاية "حمراء" تقليديا، لكن أنصار الرئيس السابق في الولاية حمّلوا زملاء لهم المسؤولية، ولا سيما الحاكم دوج دوسي، وسيندي ماكين، أرملة السناتور المخضرم، جون ماكين ، اللذين أعلنا صراحة رفض إعادة ترشيح ترامب.
ومما يثير قلقا كبيرا لدى ساسة الحزب الجمهوري، أن يتعمق نزيفهم تحت قبة الكونغرس، بغرفتيه، النواب والشيوخ، في انتخابات التجديد النصفي، العام المقبل، جراء تحركات ترامب وأنصاره.
ومما يعمق أزمة الجمهوريين، بحسب الصحيفة، حقيقة أن ناخبي الحزب لا يزالون مؤيدين بأغلبية ساحقة لترامب.
وأظهر استطلاع حديث أجرته "واشنطن بوست" و"ABC News"، أن 6 من كل 10 جمهوريين يعتقدون أن الحزب يجب أن يتبع قيادة ترامب في المضي قدما، بدلا من رسم مسار جديد.
وبحسب الصحيفة، فإن الانقسامات داخل الحزب الجمهوري ظهرت مؤخرا بشكل حاد في الكثير من الفعاليات بولايتي أريزونا وتكساس تحديدا، وستشكل التطورات مؤشرا على مصير الحزب، لا سيما مع مواصلة أنصار ترامب رفض الاعتراف بالهزيمة والإصرار على محاربة إدارة جو بايدن، ومعاقبة من "تهاونوا" خلال الانتخابات وبعدها، بحسبهم.