هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبراء إن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لم يصدر أمرا بالعفو عن نفسه، رغم قدرته على ذلك قبل نهاية ولايته.
ترامب ترك الباب مفتوحا على نطاق واسع لعواقب جنائية خطيرة محتملة قد يواجهها، تماما كما يقوم الآن مسؤولون حكوميون في جميع أنحاء البلاد بالتدقيق على سلوكه وأعمال عائلته.
بحسب محللين، يواجه ترامب الآن خطر المدعين المحليين، وربما الحكومة الفيدرالية في عهد الرئيس جو بايدن، دون وجود أي حماية من لائحة الاتهام الجنائية التي كانت تمنحه إياها الرئاسة.
افترض الخبراء القانونيون والسياسيون لأشهر أن ترامب سيصدر عفوا وقائيا لنفسه ولأبنائه البالغين ومحاميه رودي جولياني قبل توجيه أي تهم لهم. ومع ذلك في موجة العفو التي أصدرها ترامب في اليوم الأخير من رئاسته إلى أمثال ستيف بانون وليل واين لم يظهر اسم الرئيس أو محاميه.
يواجه ترامب خطرا محتملا؛ بسبب دوره في استفزاز الحشد الذي اقتحم مبنى الكابيتول، ومحاولته إفشال التحقيقات فيما يخص روسيا، وأكثر من ذلك بكثير.
ونقل موقع "فايس" الأمريكي عن خبراء قانونيين قولهم إن الرئيس السابق ربما أعطى الأولوية لصورته العامة ومحاكمة مجلس الشيوخ الوشيكة على الخطر الذي يحدق به قانونيا.
وقال كارل توبياس، الأستاذ المتخصص في نظام المحاكم الأمريكية بجامعة ريتشموند: "أعتقد أن ترامب كان يركز على المساءلة والعلاقات العامة، وإعادة بناء العلامة التجارية و2024"، إضافة إلى أنه سيظهر ضعيفا ومذنبا إذا ما قام بالعفو عن نفسه.
هذه الخطوة تترك وزارة العدل في حكومة بايدن أمام قرارات صعبة يجب أن تتخذها، وتتمحور حول الكيفية التي يجب أن تتعامل فيها الوزارة مع الكم الهائل من الأدلة التي تركها ترامب وراءه، وما إذا كانوا سيقومون باتهام رئيس أمريكي سابق بارتكاب جرائم لأول مرة في التاريخ الأمريكي.
وبحسب ما ورد، تم تحذير ترامب من أن قرار العفو عن نفسه لن يفيده بأي شيء.
اقرأ أيضا: كاتب أمريكي يحذر من خطر داخلي يهدد الديمقراطية في بلاده
وأفادت شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصادر لم تذكرها، بأن المستشارين القانونيين لترامب أخبروه أن العفو الوقائي عن نفسه وعن أبنائه سيجعلهم يبدون مذنبين، وقد يضعهم في موقف خطر من الناحية القانونية.
وقالوا إنه ينبغي لترامب ألّا يعفو عن نفسه أو عن أحد أفراد أسرته دون تقديم جرائم محددة في الأوراق. ربما كان ترامب قلقا أكثر من تغيير لقبه من أول رئيس يدان في محاكمة لعزله إلى أول رئيس يواجه محكمة جنائية.
وبحسب ما ورد، كان ترامب قلقا من أن العفو عن نفسه يمكن أن يستفز الجمهوريين في مجلس الشيوخ لإدانته في محاكمة تلوح في الأفق، بشأن التمرد الذي حدث في الـ6 من يناير في مبنى الكابيتول، خاصة في وقت يتذبذب فيه دعم مجلس الشيوخ له.
وقد يكون تقديم ترامب العفو لنفسه -وهو أمر غير مسبوق تاريخيا- قد أثار غضب سلطات إنفاذ القانون، وشجعهم على محاولة إثبات عدم نجاحه، بحسب خبراء.
إلا أن عدم عفو ترامب عن جولياني هو بمثابة انتقام له؛ لفشله في تأمين ولاية ثانية له في المحاكم، وفقا لمايكل كوهين محامي ترامب السابق؛ حيث إن فريق ترامب القانوني خسر أكثر من 60 قرارا قضائيا في أثناء متابعة مزاعم زائفة بتزوير الناخبين.
وقال كوهين: "لم يعف عن رودي كعقاب له على إخفاقه القانوني في قلب نتيجة الانتخابات"، "لكن لا أعرف لماذا لم يعف عن نفسه أو عن أبنائه وجارد كوشنر".
وكان جولياني نفى رغبته أو حاجته إلى عفو، على الرغم من خضوعه لتحقيق من قبل مدعين اتحاديين من المنطقة الجنوبية لنيويورك.
ومع ذلك، يقول خبراء إنه من الممكن أن يكون ترامب قد وقّع على قرارات العفو سرا.
وفي حين أن قانون السجل الرئاسي يتطلب ترك سجل العفو، فقد يكون ترامب قد تجاهل هذه القاعدة، وهذا يعني أنه حتى إدارة بايدن قد لا يكون لديها سجل لبعض أوامر العفو التي أصدرها ترامب.
وقالت ريبيكا رويفي، وهي مدع عام سابقة: "إذا انتهك ترامب التزامه بإنشاء السجل، يمكن أن يصدر ترامب عفوا سريا، ولن يعرف عنه أحد إلا إذا اختار الكشف عنه"، "حقيقة أنه انتهك متطلبات السجل في الكونغرس لن تبطل العفو".
ووفقا لرويفي، كان يتعين على ترامب أن يكون لديه شهود وختم زمني واضح على الوثائق. لكن إدارة ترامب تسربت مثل الغربال، وليس هناك ما يضمن وجود شهود ما زال بإمكانهم المحافظة على صمتهم.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)