ملفات وتقارير

لماذا ترسل حكومة الأردن مرضى للعلاج بمستشفيات إسرائيلية؟

الحكومة نقلت عددا من المرضى مؤخرا للعلاج بمستشفى هداسا في القدس المحتلة- حساب المستشفى على تويتر
الحكومة نقلت عددا من المرضى مؤخرا للعلاج بمستشفى هداسا في القدس المحتلة- حساب المستشفى على تويتر

رغم شهرة المستشفيات الأردنية بخدماتها الطبية المتقدمة على مستوى المنطقة العربية، وانتشار صيتها كوجهة مميزة للعلاج في أوساط المرضى العرب، إلا أن "عمان" تلجأ إلى نقل حالات مرضية للعلاج في الخارج، لا سيما المستشفيات الإسرائيلية، ما يطرح أسئلة حول الدوافع والأسباب الحقيقية وراء هذا التوجه، ومدى نجاعة مستشفيات المملكة في التعامل مع ذوي الأمراض الصعبة والخطيرة.


وقبل أيام نقل المدير الفني السابق لنادي الفيصلي الأردني، راتب العوضات، لتلقي العلاج في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، إثر معاناته من مرض عضال.


وكان العوضات قد حظي بتعاطف كبير في الأردن، بعدما كشف عن معاناته من مرضه عبر مواقع التواصل، وحاجته للعلاج في الخارج، ما دفع المسؤولين في الأردن إلى مساعدته، وجرى نقله لاحقا للعلاج في المستشفى الإسرائيلي بترتيب من الديوان الملكي.


وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي كشفت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، أن مسؤولا عسكريا أردنيا بارزا تم نقله لتلقي العناية الطبية العاجلة في مستشفى "هداسا" بعد إصابته بفيروس "كورونا".

 

اقرأ أيضا: أسرة نجم كرة أردني ترفض إرساله للعلاج بمشفى إسرائيلي

وأضافت القناة أن المسؤول العسكري الأردني في حالة حرجة، ونُقل على متن مروحية عسكرية إلى مستشفى "هداسا عين كارم"، وأُدخل قسم العناية الفائقة، كاشفة أنه كبير المسؤولين الطبيين في الجيش الأردني، دون تسميته.


وتعليقا على هذا الموضوع، قال مدير مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور، إنه لا يجد "سببا" لنقل أي مريض أردني للعلاج في الخارج، سواء على صعيد التخصص الذي يعمل به (السرطان) أو غيره من التخصصات الأخرى.


ولفت منصور في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أنه "من واقع خبرة طويلة في القطاع الطبي وتحديدا مرض السرطان، لا يجد منصور أي فرق في التعامل مع المرضى ممن تلقوا العلاج في مستشفى هداسا الإسرائيلي وبين من تلقوه في مركز الحسين الطبي في الأردن، سواء على صعيد التشخيص أو العلاج، وقال: "بل إن مركزنا يحتوي على أجهزة طبية ومعدات متطورة، إلى جانب كوادر طبية متميزة وأكثر خبرة من مستشفى هداسا الإسرائيلي".


وأضاف: "الأدوية التي نعطيها للمرضى هي نفسها التي يستوردها مستشفى هداسا، حتى إننا كقطاع طبي أردني لدينا ترخيص من منظمة الغذاء والدواء العالمية لاستيراد أي علاج غير مسجل لدينا تثبت نجاعته في علاج المرضى".


لكنه استدرك بالقول: "قد لا يكون هناك علاج لبعض المرضى، وذلك ليس لأن العلاج غير متوفر، ولكن لأن العلم والطب يعجزان أحيانا عن شفاء بعض الحالات بسبب استفحال الحالة المرضية ووصولها إلى مراحل متقدمة، وهنا ألفت إلى أن ملايين الناس يتوفون سنويا بالسرطان وغيره ليس في الأردن وحده بل في أوروبا وأمريكا أيضا".

 

اقرأ أيضا: MEE: هكذا يعامل الاحتلال الإسرائيلي الأسرى في المستشفيات

وتابع: "من ناحية إنسانية لا نستطيع لوم المريض لأنه يبحث عن بصيص أمل العلاج في أي مكان، حتى وإن كان خادعا، وبعضهم يجد للأسف هذا البصيص في السفر للعلاج في الخارج، وتحديدا في مستشفيات دولة الاحتلال".


وعن دوافع تحويل الحكومة للمرضى قال: "الحكومة تعلم حجم الضرر الذي يحدث للقطاع الصحي من وراء تحويل المرضى، لكنها تجد نفسها تحت ضغط شعبي كبير، مضطرة لتحويل المرضى للخارج، بعد انتشار القصص الإنسانية عبر مواقع التواصل، ذلك أن الناس بطبيعتها تتعاطف مع كل قضية إنسانية" مشددا بالقول: "لكن لا يوجد أي فائدة طبية من وراء هذا الإجراء".


ويرتبط الأردن باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1994، وهو إحدى أربع دول عربية وقعت اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، والدول الثلاثة الأخرى هي الإمارات والبحرين (2020) ومصر (1979).

التعليقات (0)