وسط استهجان أمريكي.. حكم سعودي بسجن وليد فتيحي 6 أعوام

قضت محكمة سعودية بسجن الطبيب السعودي، الذي يحمل الجنسية الأمريكية وليد فتيحي، 6 سنوات، وحظر سفره لمدة 6 أعوام.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "إدانة فتيحي جرت بسبب حصوله على الجنسية الأمريكية دون إذن من السلطات السعودية، فضلاً عن انتقاده لدولة عربية أخرى في تغريدات له على موقع تويتر"، وهي اتهامات رفضها مسؤولون أمريكيون باعتبارها ذات دوافع سياسية.

ونقلت الصحيفة عن وثائق الحكم أن "المحكمة أدانت فتيحي بتهمة الإنتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة في السعودية والتي تعتبرها منظمة إرهابية على خلاف الولايات المتحدة"، فضلاً عن "تهمة الإضرار بالعلاقات مع دول عربية أخرى وأفعال تهدف إلى ضرب استقرار المملكة".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية  "نشعر بخيبة أمل لسماع الحكم على الدكتور وليد فتيحي ونسعى إلى فهم كامل للحكم الصادر بحقه".

بدوره، دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيمس ريش، إلى إلغاء الحكم "الجائر"، قائلاً في تغريدة له إن ذلك "سيظل تحدياً للعلاقة الأميركية السعودية".

وندد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بالحكم. واعتبر السيناتور، باتريك ليهي، في تغريدة له، أنّ "السلطات السعودية أبدت مرة أخرى استعدادها لدهس الحقوق الأساسية".

— U.S. Senate Foreign Relations Committee (@SenateForeign) December 8, 2020

— Sen. Patrick Leahy (@SenatorLeahy) December 8, 2020

وكذلك أدان السيناتور، روبيو برس، الحكم معتبراً أنّه "أمراً شائناً"، وبأنّه "إذا لم تقدر الحكومة السعودية حقاً العلاقة الأميركية السعودية، فعليها إطلاق سراحه على الفور والسماح له بلم شمل عائلته".

واستهجنت مؤسسات حقوقية ومدافعون عن حقوق الإنسان، الحكم على فتيحي، ووصفته بأنه سياسي.

واعتقل فتيحي عام 2017، ضمن الحملة التي شنها ولي العهد السعودي، ضد أمراء ورجال أعمال في ما يعرف بحملة "الريتز كارلتون"، وتعرض خلال اعتقاله لتعذيب شديد، بعد عملية إخفاء لمصيره استمرت فترة طويلة.

اقرأ أيضا: MEE: هكذا تم تعذيب فتيحي وتهديده بمصير صديق كان يُعذّب

ومورست ضغوط كبيرة على الرياض، من قبل الولايات المتحدة، من أجل الكشف عن حالته، وإطلاق سراحه، وقال أحمد نجل فتيحي: "لم يكن كافيا أنهم أخفوا وسجنوا وعذبوا والدي دون سبب على الإطلاق.. القيادة السعودية أرادت أن تلحق بنا المزيد من الألم بالحكم على والدنا".

وأضاف: "نشعر بالغضب من هذا الحكم الجائر وندعو الرئيس ترامب وقادة الكونغرس للتدخل العاجل".

ووجهت اتهامات لفتيحي ثم تم إطلاق سراحه في تموز/ يوليو 2019، لكن المملكة منعته من مغادرة البلاد مع استمرار محاكمته. وقال نجله إن زوجته وستة من أبنائه، وجميعهم مواطنون أمريكيون، مُنعوا أيضا من السفر وتم تجميد أصول الأسرة.

وكان فتيحي الذي تخرج من الولايات المتحدة، يدير مستشفى خاصا في مدينة جدة وقت اعتقاله، واكتسب شهرة عبر برامج فكرية وعلمية عبر فضائيات. وقال مصدر في الأسرة، بحسب "رويترز"، إنه قدم المشورة لوزارة الصحة في المملكة بشأن الجائحة بين جلسات المحاكمة.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، طالبت الرياض بإسقاط تهم موجهة ضد وليد فتيحي، وهو طبيب سعودي يحمل الجنسية الأمريكية.

وقالت المنظمة إنه "يتعين على السلطات أن تسقط فورا التهم التي لا أساس لها، والتي لها دوافع سياسية ضد فتيحي، وأن تسمح له ولأفراد أسرته بحرية الحركة".