هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "الجنرال بيني غانتس، زعيم حزب أزرق-أبيض، عازم الآن فقط، على منح بنيامين نتنياهو المزيد والمزيد من الفرص، والتفكير في أنه قد يغير مظهره، مع العلم أن تغيير توجهه الآن لا ينبع من الاهتمام بميزانية الدولة، ولكن من إدراكه أخيرا أن الوعد الرئيسي الذي قطعه على الناخبين، بالتناوب على رئاسة الوزراء، لن يتحقق".
وأضافت
دانا فايس، بمقالها على موقع "القناة 12"، ترجمته "عربي21"، أن "غانتس قرر بهذا الوقت بالذات، حل الكنيست، ومن المتوقع أن يمنح نتنياهو
نصرا في الانتخابات القادمة بالأغلبية التي حلم بها، لأن الميزانية مجرد ذريعة، ولكن
لأول مرة، وضع غانتس الشيء الحقيقي على الطاولة، فهو غير مستعد للتنازل عما وعد
به، وما تم الاتفاق عليه، والشيء الذي تخلى من أجله عن وعده بالانتخابات، بالتناوب
على رئاسة الوزراء".
وأشارت إلى أنه "الآن على وجه التحديد، وعندما لم يعد الأمر موجودا في أوراقه، عندما
اعترف هو نفسه بأن ذلك لن يحدث بعد الآن، قرر غانتس الإصرار على كسر الأدوات في
هذا الشأن، مع أنه كان بإمكانه التوصل إلى حل وسط يسمح له بالبقاء في مكتب وزير
الحرب حتى نهاية ولايته، ربما كان يتعين التضحية ببعض رفاقه".
وأكدت
أن "هذا المسار الأكثر منطقية لغانتس، لأن التناوب لم يكن خيارا لنتنياهو، وإذا
لم يفهم غانتس ورجاله ذلك وقت توقيع اتفاق الائتلاف، لكان لديهم ما يكفي من الوقت
لاستيعاب كل يوم مضى منذ ذلك الحين، لكن غانتس لم يقرأ الخريطة بشكل صحيح، ووافق
على إعطاء المزيد والمزيد من الفرص من منطلق التفكير في أن نتنياهو قد يغير بشرته،
بدلا من اتخاذ قراره الاستراتيجي قريبا".
وأوضحت
أن "غانتس كالعادة، اختار عدم اتخاذ قرار بشأن الوقت، وهو الآن عالق مع
الخيار الأسوأ، حيث قام بدفع الثمن، ويعطي نتنياهو ومعسكر اليمين الآن ما يبدو أنه
انتصار في الانتخابات المقبلة، لأنه من الأساس وافق على توقيع عقد مع نتنياهو، وهو
عقد لا يساوي الورقة التي كُتب عليها، بل اعتقد أنه سيكتسب الخبرة كرئيس وزراء
بديل، وسيكون جاهزا عندما يحين دوره".
وأشارت إلى أن "زعماء الحلبة السياسية الإسرائيلية، خاصة يائير لابيد وموشيه يعلون وأفيغدور
ليبرمان، حاولوا شرح الأمر لغانتس، لكنه رفض الاستماع إليهم، وبدلا من ذلك فقد اختار
نتنياهو، ومنذ تلك اللحظة، أنه كان عليه أن يذهب مع هذا الخيار حتى النهاية، والتصالح
مع حقيقة أن نتنياهو يعمل على فرضية أنه لن يكون تناوب على رئاسة الحكومة، بل العمل
على ابتزازه، مقابل استمراره بحقيبة وزارة الحرب".
وأكدت
أن "مسيرة غانتس مليئة بالفرص الضائعة التي كان عليها اتخاذ القرار
المناسب في المكان والزمان المناسبين، لأنه لو قرر مواصلة الشراكة مع نتنياهو دون
غمضة عين، لكان قد تلقى انتقادات شديدة من داخل أزرق-أبيض، لكنه أثبت بالفعل أنه
رجل قوي في هذا الأمر، أما الخيار الثاني فهو قطع هذه الشراكة، بمجرد أن اتضح أن
نتنياهو ينوي بالفعل الاستفادة من فتحة الهروب التي تركها له فيما يتعلق
بالميزانية".
وأشارت إلى أن "غانتس قرر أنه لن يجلس مع شخص ينتهك الاتفاقات، وكان بإمكانه الذهاب لصناديق
الاقتراع على الفور، لكنه اختار خيارا ثالثا، وهو التسوية، وبالتالي منح نتنياهو
هدية مجانية قيمة، مع أنه يعرف أن خصمه بقي بلا ذخيرة".
وأوضحت
أنه "رغم ما قيل لنا بأن الجنرالات الإسرائيليين هم الأمل العظيم للسياسة، لأنهم
يعرفون كيفية قراءة الخريطة، واتخاذ قرارات استراتيجية تحت الضغط وفي الوقت المناسب،
وربما يكون هذا صحيحا في ساحة المعركة، وكوزراء حرب، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتعامل
مع مقاتل خارق مثل نتنياهو، فهذا لا يكفي".
وختم
بالقول إن "الجنرال غانتس دأب على القول لجنوده: "اعرفوا عدوكم، واتخذوا
قرارات قاسية في الوقت المناسب"، لكنه لم يفعل ذلك بنفسه منذ اليوم الأول،
عندما قدم نفسه كبديل، والآن ربما يكون الوقت قد فات".