قضايا وآراء

مشروع الإصلاح: بوصلة الإصلاح العربي وكيفية ضبطها (5)

إبراهيم الديب
1300x600
1300x600

نحن ونموذج السفينة

 


أرأيتم سفينة الإصلاح وقد امتلأت بخيرة علماء الأمة وشبابها، وتم إعدادها وتجهيزها فنيا وتزويدها بالوقود اللازم والاحتياجات الإدارية والمؤونة اللازمة للإبحار إلى الشاطئ الآخر للتحرر والتنمية والنهضة، وغفل أهلها عن ضبط وربما تثبيت بوصلتها، ومر عليها 140 عاما وهي تائهة في البحر اللجي الواسع، ولم تبلغ شاطئها وغايتها، وقد تقادمت وضعفت بنيتها المادية والمعنوية نسبيا، في حين بلغت الكثير من السفن الأخرى شاطئها وغايتها؟

ويجتهد المفكرون العلماء والباحثون والنخب في محاولة علاج الأزمة بأشكال مختلفة على هذا النحو:

1- بيان أهمية السفينة وضرورة الوجود على متنها لضمان النجاة، والثبات بداخلها حتى وإن تاهت وغرقت، حيث تحولت الغاية إلى مجرد الوجود وعمل أي شيء داخل سفينة الإصلاح. فالعبرة عند البعض ببصلاح النية واستمرار العمل وليس بالنتائج، متناسين ضرورة الاجتهاد في العمل الصحيح.

2- الوقوف عند حد توصيف بعض الخلل في تفاصيل عمل السفينة وإدارتها، واقتراح بعض الأعمال الإصلاحية التحسينية لتحسين الأوضاع المعيشية للركاب على متن السفينة، تحت سقف المتاح والممكن وليس الواجب فعله، مع التترس بالحكمة والموضوعية والمحافظة على جودة العلاقات واستقرارها مع الموجودين على متن السفينة، والاستقرار العام للسفينة، متناسين أنه تم تقديم التحسيني على الضروري.

3- مع طول الفترة وصعوبة العيش بالسفينة، اتجه البعض إلى تدبير شؤونهم ومصالحهم الخاصة داخل السفينة، حتى إن مشروعهم ومصالحهم الخاصة أصبحت مرهونة باستمرار تيه السفينة في عرض البحر، متناسين أنهم غفلوا وانحرفوا عن غايتهم ورسالتهم، وتحولوا إلى التجارة في أزمة تيه السفينة وتأخرها.

4- البعض ارتقى إلى ما هو أعلى من ذلك؛ باكتشاف تيه السفينة وتحليل حالة التيه وتوصيف حالة السفينة، وما بلغته من جمود وتقادم وضعف، والتحذير من مخاطر هذا التيه، متناسين أن يكملوا دورهم في تحديد أسباب التيه وإنتاج أفكار وحلول ومبادرات لإنقاذ السفينة.

5- القفز إلى ما بعد البوصلة والوصول للشاطئ وما يجب فعله وما يحلم به الإنسان ويحبه ويتمناه ويجيده، ولكن للأسف هذا الحلم لن يتم إلا بعد نجاح السفينة في الوصول إلى الشاطئ، غافلا عن هروبه من الواقع وواجب مواجهته إلى العالم الافتراضي، حيث الأوهام وتناسي خطورة اليقظة على هلاك الجميع.

6- البعض الآخر بلغ بيان الواجب فعله لنجاح السفينة في الإبحار والوصول لأهدافها، وهؤلاء هم القلة القادرة على:

أ- الجمع بين القراءة الاستراتجية التحليلة للمشهد.

ب- صناعة أسئلة المرحلة.

ج- الإجابة عن أسئلة المرحلة والقدرة على إنتاج المعرفة اللازمة.

د- ومن ثم القدرة على إعادة ضبط بوصلة السفينة وتحديد أقصر طريق، وأسرع وقت للوصول إلى الشاطئ.

ماهية وأهمية وكيفية تحديد البوصلة

البوصلة: هي الغاية الكبرى، ما وراء الأهداف، التي ترسم الاتجاه الصحيح إليها وتحدده، يجب أن تتوجه إليها المشاريع والبرامج والأعمال كافة، وربما تكون الأهداف واضحة للجميع، ولكن البوصلة غير واضحة إلا لأصحاب العقول الاستراتجية الكبيرة.

الفرق بين البوصلة والأهداف الاستراتجية:

1- البوصلة اتجاه تتحقق عنده وفيه كل الأهداف، وفق ترتيب وتنظيم منهجي، ومنطق فعل رابط موحد.

مثال: التحرر الكامل من الاستبداد في وصلتنا العربية، بينما:

- إزالة النظام الانقلابي هدف استراتيجي أول.

- والتحول والتمكين الديمقراطي هدف ثان.

- والتجديد الفقهي والفكري هدف ثالث.

- وبناء القيم والمحافظة على/ وصناعة الهوية والقوة البشرية العربية الجديدة هدف رابع.

- وإصلاح التعليم وتطويره، وتعظيم القوة العلمية والتكنولوجية العربية هدف خامس.

- وإعداد القيادات والكوادر العربية وتأهيلها هدف سادس.

- وتعظيم الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي هدف سابع.

وهكذا تتعدد الأهداف الاستراتجية وتتنوع، وتحتاج إلى بوصلة محددة، ثم نظرية عمل حتى يتم إعادة ترتيب كل هذه الأهداف وتنظيمها، وغيرها من الأهداف المطلوبة في سياق واحد مقسم إلى مراحل متتالية ومتراكمة، حتى تسير نحو البوصلة لتصل إلى الغاية الكبرى. عندها نكون قد بلغنا بوصلتنا، عندها فقط يمكننا إعادة تقييم المشهد، وبحث الاستمرار على البوصلة نفسها أو التفكير في تطويرها، وتحديد بوصلة جديدة.

2- البوصلة تتعامل بمنطق الحلول الجذرية الدائمة الممتدة، وليست العلاجية المؤقتة.

3- البوصلة ثابتة في كل المراحل، والأهداف الاستراتجية متعددة ومتنوعة بحسب المرحلة.

3- البوصلة حاكمة على صحة الأهداف من عدمها.

سمات وخصائص البوصلة:

1 - الثبات: البوصلة صلبة وثابتة لا تتغير حتى الوصول إليها وإعادة النظر في المشهد كله.

2 - الدقة الشديدة: تقاس بالذرة والمليميتر، وانحراف مليمتر فيها يمثل كليومترات في الأهداف والمشاريع والبرامج التنفيذية.

3- مرجعية عامة حاكمة: لكل الأفكار والأهداف والوسائل.

أهمية البوصلة:

1- توحيد الأهداف الاستراتجية وحشدها وكافة الجهود في مسار واتجاه واحد.

2- تحديد البوصلة وثباتها، واستيعابها للجهود الفردية المتناثرة، مع تعدد الانتشار الجغرافي وتنوعه للعاملين على تحقيقها، حيث تعد البوصلة الحل الأمثل لمشاريع الأفكار المحلية والعالمية غير العضوية.

3- حماية جهود الإصلاح من الانحراف عن مسارها، أو التعطل عن غايتها

4- الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وضبط الجهود وترشيدها.

5- اختصار المسافات والزمن وضمان الفاعلية وتحقيق الهدف.

6- أداة للحكم على صحة مسار الخطط والمشاريع والأداء والإنجاز الإصلاحي.

7- تحديد اتجاه ومهام العاملين في الإصلاح من مؤسسات حكومية ومجتمع مدني وأفراد، وفي مقدمتهم التنظيمات الدينية، وتحديد مدى التصويب اللازم في مهامها وأهدافها، ومجالات عملها.

أسباب الانحراف عن البوصلة

1- عدم وضوحها وتشتتها وارتباكها من البداية أو في أثناء السير (هداية المجتمع، حكم المجتمع، إصلاح نظام الحكم الحالي).

2- ضعف الهمة والرضا بالأهداف المرحلية والجانبية، وغياب الوعي الاستراتيجي، والاستجابة إلى التشتيت.

3- عدم وضوح معايير الأداء والإنجاز المرحلية والنهائية.

4- الاستدراج والاستغراق في تحديات التنفيذ وتفاعلاته وتفاصيله.

5- أشكال الانحراف عنها:

- الانشغال بأهداف جانبية أو جزئية، والرضا ببعض المكاسب الجزئية والمرحلية.

- التحول التام عن البوصلة إلى غايات وأهداف أخرى حزبية أو أيديولوجية أو فئوية.. إلخ خاصة.

مخاطر الانحراف عن بوصلة مقاومة الاستبداد:

1- الخروج من المعركة والتيه في الميدان، والتحول إلى أداة في يد الخصم المستبد.

2- خداع الذات والشعب بمقاومة الاستبداد، في حين أن الواقع هو العمل في بلاط المستبد ودعمه بشكل غير مباشر، عبر التحول من حركة تحرر إلى جبهة لخلع المستبد إلى قوى معارضة تعترف بالمستبد ونظامه وتسعى لتقويمه وإصلاحه وتعزيز بقائه.

3- استنزاف الجهود والموارد والوقت وتضييع فرص النجاح، والبقاء في المربع الأول.

وسائل الخصم لتشتيت الجهود بعيدا عن البوصلة:

الخصم المستبد يدرك جيدا مقومات بقائه، ومهددات استمراره، ومن ثم يسعى لوقف جهود المصلحين أو صرف انتباههم إلى مسارات أخرى، لتشتيت وتقويض قدراتهم وممكنات فعلهم عن طريق سلسلة متوازية:

1- فرض القيود على مسارات التغيير ومنافذه، وبناء القدرات الخاصة للمصلحين، وأدوات التغيير.

2- إثارة القضايا الفرعية والخلافية، وصناعة الأزمات المتنوعة للاستنزاف بعيدا عن البوصلة.

3- فتح مسارات جذابة نحو الإصلاح الجزئي لإغراء العاملين بها بعيدا عن البوصلة.

كيفية تحديد بوصلتنا العربية في مطلع القرن21م؟

النموذج الأول لتحديد البوصلة:

تحديد البوصلة يتطلب الإجابة عن أسئلة: من نحن؟ وما هي رسالتنا في الحياة، وأين نحن من العالم؟ وما هو موقعنا الذي يجب أن نكون فيه من العالم؟ وما هي تحدياتنا، ومن هو عدونا، وما هي معركتنا؟

عناصر تحديد البوصلة:

1- تحديد الفجوة بين الواقع والحقيقة، ومهمتنا ورسالتنا في الحياة.

2- تحديد خريطة الأزمات الكلية والفرعية والوصول إلى الأسباب الجوهرية العميقة لكل هذه الأزمات.

3- رسم خريطة الأعداء ومستويات ومدى العداء، وتحديد العدو الرئيس في المعادلة.

4- الوعي بمقومات البناء الحضاري، والفصل بين الأزمات المتعلقة بالإنسان والأخرى المتعلقة بالمادة.

5- فهم أبعاد الصراع الدولي جيواستراتيجيا.

6- تحديد العدو وطبيعة أدوات المعركة.

7- البحث في أسباب إخفاق الذات، وقوة الخصم وتمكنه.

أسئلة تحديد البوصلة السبعة

س1: ما هي الفجوة بيننا كشعب مصر وبين مهمتنا ورسالتنا في الحياة؟

س2: ما هي خريطة أزماتنا الكلية والفرعية والأسباب الجوهرية منها؟

س3: ما هي خريطة العداء الحقيقية للعرب والعدو الرئيس المحرك لكل مستويات العداء ضدهم؟

س4: ما هي الأزمات المتعلقة بالإنسان، والأخرى المتعلقة بالمادة؟

س5: ما هي أبعاد الصراع الجيواستراتيجي مع العرب، ومصالحهم وأمنهم القومي ومستقبلهم؟

س6: ما هي طبيعة المعركة.. ناعمة أم صلبة أم الاثنتان معا؟

س7: ما هي الأسباب الجوهرية لعدم التحرر والنهوض حتى الآن؛ الخاصة بالذات والعدو؟ ولماذا لم يصبح العرب دولا وأمة قوية ذات مكانة متقدمة تليق بإمكانياتها وتاريخها؟

جدول تحديد بوصلتنا العربية 2020



نتائج إجابات الأسئلة السبعة:

العدو الأول: الاستبداد.

طبيعته: نظام حكم محلي، من بني الوطن الذين اغتصبوا الحكم والثروة وتعاونوا مع النظام الدولي للمحافظة على بقائهم في الحكم، مقابل المحافظة على تبعيتهم للغرب والمحافظة على مصالحهم.

كيفية محاربته: الوقوف على أركان النظام الاستبدادي ومقوماته، وتفكيكها بحكمة وبأقل تكلفة ممكنة.

أركان قوته: غياب الوعي الشعبي وانتفاء إرادته وقوته الجمعية، واستلاب القوة الصلبة، والدعم الأجنبي.

مشاريع مقاومة الاستبداد وإعادة الإحياء الحضاري: مشروع الوعي المجتمعي وإعادة بناء الإنسان والمجتمع العربي على معتقدات الإسلام الحضاري وقيمه، وامتلاك المشروع الوطني البديل، والقيادات الوطنية البديلة، بما يمثل تماهيا وعودة حقيقية إلى المنهج النبوي الأول في بناء وتحرير الإنسان (بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ).

النموذج الثاني لتحديد البوصلة.. ما هي البوصلة العربية؟

يمكن استخدامه للتأكد من مدى صحة النموذج الأول لتحديد البوصلة العربية:

1- حدد المشاكل الكبرى، وصنفها إلى صغرى وكبرى، وعلاقتها بعضها ببعض وأسبابها، ثم رتبها بحسب التأثير.

2- حدد أصحاب المشكلة الرئيسين، وذوي العلاقة والمستفيدين والمتضررين.

3- حدد احتياجات الشعوب وأولوياتها.

4- حدد الجهود والتكاليف اللازمة المتوقعة.

5- حدد قوانين الصراع وأدواته.

6- حدد الظواهر الكبرى المؤثرة ذات العلاقة.

ثم حدد الخيارات الثلاثة التالية للبوصلة، لتختار منها ما يناسب المرحلة وتراتبية الوصول:


 

في سياق تحديد اليوصلة العربية، نستكمل الحديث في مسيرة الإصلاح الفكرى للإخوان المسلمين والتنظيمات الدينية المعاصرة، بتحديد المشاريع التأسيسية الصلبة لمسيرة الإصلاح العربي المرتقبة، ثم نتبعه بالحديث عن التنظيمات الدينية ومهمتها وأهدافها ومجالات عملها لتعزيز قدرة الشعوب العربية على السير الصحيح نحو بوصلتها وغاياتها وأهدافها.

التعليقات (3)
محمد الشرقي
الخميس، 10-12-2020 04:12 ص
تلكم النقطة المهمة التي تتعلق بالحشد والنفير العام للأمة، إشارة مهمة وكثيرا ما لايلتفت أحد إليها ، ولايتم وضعها في الإعتبار، لأن الإنقسام والتشظي أصبحا الجزء الأكثر بروزا في كينونتنا الشخصية ، لأننا أمة عاشت مراحل طويلة ومديدة من عمرها وهى تتغذى على كيمياء التعصب والرؤية الأحادية ، والإلتصاق بالواحدية العمياء التي تقطع الطريق بشكل يغلق كل منافذ التواصل الحيوى مع مصالحنا ومع الآخر أى كان هذا الآخر ، أن التغيير الذي نحلم به يمكن أن يصبح قريبا جدا من الواقع إذا تعاملنا معها على أساس شعار (التغيير مسؤولية أمة) وكلما وسعنا دائرة النظر ووجهنا القلوب وفتحنا العيون نحو مصائرنا بلا تردد كلما أمكن توسيع مستوى المشاركة الشعبية الجماهيرية في الإتجاه الصحيح ، فالمعركة الشاملة التي يتعرض لنيرانها الجميع حتما تحتاج إلى نوع من الترابط والتكاتف والمشاركة الإستراتيجية الواسعة الشاملة التي تقربنا من نقطة التحرر من قيود وإستحكامات العبودية العصرية التي يفرضها الآخر المعادي في الداخل والخارج . وأنا لا أدري لماذا التركيز على الواحدية والأحادية التي يتلذذ بها كل أو أكثرية الأطياف النشطة في نطاق العمل العام في ربوعنا التي تحتاج إعادة تأسيس كل ش
محمد الشرقي
الأربعاء، 09-12-2020 02:35 م
فلا يفهمن أحد من كلامي هذا إنني أرفض طرح تصورات ورؤى وأفكار جديدة من أجل المساهمة في إحداث بعث جديد وحراك أوسع وأقوى، فهذا أمر طبيعي وبدهي من أجل تفعيل العمل الإسلامي ليصبح أكثر قوة وقدرة ومضاءا في التعاطي والتعامل مع الصعوبات والتحديات والضربات التي تأتيه من كل مكان ، إننا نحتاج دائما إلى تهيأة الوعى الجمعي لفهم طبيعة وتحديات وإستحقاقات المرحلة التي نعيشها ونمر بها وذلك من خلال الإشارة إلى الجوانب والنقاط الحرجة والمواقف والمعادلات الصماء التي كثيرا ما لا نحسن تفكيكها من أجل الإستفادة منها والوصول إلى المزيد من الوعى الذاتي الذي كثيرا ما يترنح أمام المعضلات المركبة التي تكاد تكون من سمات المرحلة .
محمد الشرقي
الأربعاء، 09-12-2020 09:59 ص
أخي الفاضل ، أسأل الله لي ولك كمال التوفيق والرشاد ، والإصطفاف المخلص في قلب أوعلى قارعة هذا الطريق الطول المتشعب الذي لانرى له نهاية . نبارك ونثمن تلك الإجتهادات الواعدة ، كذلك لكل من يشعل شمعة على هذا الطريق ، ولكن الإشكالية هنا كما يعرف الجميع ، ليست فقط في طرح المزيد من من الأراء والتصورات والإجتهادات فقط ، وأنا أزعم بأننا نملك ترسانة هائلة ومخزون كبير من الإجتهادات المفيدة والمعتبرة على مستوى الفكر والتصور من أجل تحسين وتصويب وتعميق مسارنا نحو الهدف ، وبالتأكيد نحن في حاجة للمزيد من الإجتهادات لا شك في هذا ، ولكن على أن نفعل ونحسن مستوى التعامل والتعاطي الواقعي والتطبيقي والميداني في نطاق المتاح والممكن ، الذي يمكن التركيز والعمل على توسيع وتعميق حدودهما قدر الإمكان لنحقق شيئا من النجاح على الطريق . فالحكاية والحدوتة ليست في غياب البوصلة وليست في فقدان الرؤية حتى نركز خواطرنا وأجتهاداتنا في تلكم الدوائر ، فالغياب الحقيقي القاتل في الإعتلال والغياب الكلي والمطلق لإرادة الفعل ، فدائرة النشاط والفعل الإرادي غائبة تماما عن واقعنا ، وعندما يحدث بعث حقيقي فيها سوف يتغير كل شئ .