سياسة دولية

اتفاق مبدئي بين الحكومة الأفغانية وطالبان.. وترحيب أمريكي

تعاني أفغانستان حربا منذ تشرين أول/أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"- جيتي
تعاني أفغانستان حربا منذ تشرين أول/أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"- جيتي

توصلت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، الأربعاء، إلى اتفاق مبدئي للمضي قدما في محادثات السلام، الأمر الذي لقي ترحيبا من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي حين أن الاتفاق لا يتجاوز تحديد الإجراءات الكفيلة بإجراء المزيد من المناقشات، فإنه يعتبر خطوة كبيرة لأنه سيسمح للمفاوضين بالانتقال إلى قضايا أساسية، بما في ذلك المحادثات حول وقف إطلاق النار رغم أن هجمات طالبان على القوات الحكومية الأفغانية تواصلت دون هوادة.

 

وقال نادر نادري عضو فريق التفاوض الممثل للحكومة الأفغانية لـ"رويترز": "تم الانتهاء من الإجراءات بما في ذلك الديباجة ومن الآن ستبدأ المفاوضات على جدول الأعمال".


وأكد المتحدث باسم طالبان الأمر ذاته على تويتر.

 

وقال بيان مشترك صدر من الجانبين: "جرى تكليف لجنة عمل مشتركة بالإعداد لمسودة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال" من أجل محادثات السلام.


جاء الاتفاق بعد مباحثات استمرت شهورا في العاصمة القطرية الدوحة وخلال مفاوضات جرت بتشجيع من الولايات المتحدة على الرغم من استمرار العنف.

 

اقرأ أيضا: تعرض سيارة للبعثة الروسية في كابل لانفجار عبوة ناسفة

وقال مسؤولون إن انفجار سيارة ملغومة في إقليم غزنة قتل على الأقل 30 من قوات الأمن يوم الأحد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

 

وما زال وقف إطلاق النار يمثل أكثر مطلب عاجل لدى العواصم العالمية ولدى كابول على الرغم من رفض طالبان لهذا المطلب خلال المراحل الأولية من المحادثات.


وقال صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني على تويتر نقلا عن الرئيس إن الاتفاق "خطوة للأمام صوب بدء المفاوضات على القضايا الرئيسية بما يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار باعتباره المطلب الأساسي للشعب الأفغاني".

 

ترحيب أمريكي


بدوره، قال المبعوث الأمريكي الخاص بالمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد إن الطرفين توصلا إلى "اتفاق من ثلاث صفحات يرتب القواعد والإجراءات لمفاوضاتهما بشأن خارطة طريق سياسية ووقف شامل لإطلاق النار". 

 

وأضاف خليل زاد في تغريدة على تويتر: "يبرهن الاتفاق على أن بمقدور طرفي التفاوض الاتفاق على مسائل معقدة".

 

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بالاتفاق، عبر بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء.

وقال البيان إن "الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق المعلن اليوم، وهو حدث هام في مفاوضات السلام الأفغانية المستمرة منذ 12 أيلول/سبتمبر 2020".

وجاء في بيان الخارجية أيضا أن "الاتفاق ينظم القواعد والإجراءات التي يتفاوض عليها الجانبان منذ بدء المحادثات، وأن فريقي التفاوض اتخذا عددًا من القرارات المهمة التي ستوجه مفاوضاتهما بشأن خارطة طريق سياسية ووقف شامل لإطلاق النار".

وذكر البيان أن الولايات المتحدة تشكر قطر على استضافتها للمحادثات الأفغانية وتسهيلها. 

 

وفي ذات السياق، قالت بعثة بريطانيا في كابول على تويتر بعد الاتفاق: "أكبر عقبة متبقية هي المستوى الحالي غير المقبول من العنف: هذا الأمر يجب أن يتوقف".

 

اقرأ أيضا: تواصل محادثات السلام الأفغانية بالدوحة مع استمرار العنف بالبلاد
 

ورحبت ديبورا ليونز مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة بأفغانستان على تويتر بهذا "التطور الإيجابي"، مضيفة أن "هذه الانفراجة ينبغي أن تكون نقطة انطلاق للوصول إلى السلام الذي يرغب فيه جميع الأفغان".


وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي مطلع على العملية إن الجانبين أبقيا بعض القضايا الشائكة جانبا للتعامل معها بشكل منفصل.

 

وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "يعلم الجانبان أيضا أن صبر القوى الغربية ينفد وأن المساعدات أصبحت مشروطة... لذلك يعلم الجانبان أن عليهما المضي قدما لتحقيق بعض التقدم".

 

وتستهدف مفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة إنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان، منذ الانقلاب العسكري في 1978، ثم الغزو السوفيتي بين عامي 1979 و1989.

ولعبت قطر من قبل دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و"طالبان"، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي، في شباط/فبراير الماضي، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.

وتعاني أفغانستان حربا منذ تشرين أول/أكتوبر 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة.

التعليقات (0)