سياسة دولية

قوات تيغراي تقصف عاصمة أمهرة.. أحدث تطورات نزاع إثيوبيا

إقليم تيغراي يضم 6-7 بالمئة من سكان إثيوبيا، ولكنه يتمتع بترسانة عسكرية كبيرة- جيتي
إقليم تيغراي يضم 6-7 بالمئة من سكان إثيوبيا، ولكنه يتمتع بترسانة عسكرية كبيرة- جيتي

قصفت قوات إقليم "تيغراي"، شمال إثيوبيا، مدينة "بحر دار"، عاصمة إقليم "أمهرة" المجاور، جنوبا، وسط استمرار للمعارك بين الجانبين، في نزاع داخلي يهدد استقرار البلاد.

 

وأكد مكتب الاتصالات بإقليم أمهرة تعرض العاصمة للقصف بالصواريخ صباح الجمعة، دون تسجيل أضرار أو سقوط ضحايا.

 

 

ومساء الخميس، أكد إقليم تيغراي، في المقابل، تعرض جامعة في الإقليم لغارة جوية من قبل القوات الفيدرالية وحلفائها، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين.

 

ونشرت الصفحة الرسمية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، على "فيسبوك"، صورا لمن قالت إنهم مصابون جراء الغارة، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه أديس أبابا على الفور.

 

 

وتستمر المعارك على حدود تيغراي على جبهتين، شمالية مع الجيش الإريتري المتحالف مع أديس أبابا، وجنوبية مع قوات إقليم أمهرة والجيش الفيدرالي، وسط قطع لوسائل الاتصال في المنطقة، ومنع للصحفيين من تغطية الأحداث ميدانيا.

 

ويتبادل الطرفان اتهامات بارتكاب انتهاكات، فيما يبدو أن وساطة أعلنت عنها أوغندا لم تتمكن من إقناع الأطراف المتحاربة على خفض التصعيد.

 

وفي حديث لـ"عربي21"، نفى الكاتب والناشط الإثيوبي، مصطفى حبشي، أن يكون الجيش الفيدرالي والقوات المتحالفة معه قد تمكنت من تحقيق اختراق كبير في عمق أراضي إقليم تيغراي.

 

وقال حبشي: "لا أكذب البيانات الحكومية بشأن بعض الاختراقات، لكن تكتيك قوات تيغراي يكمن في استدراج خصومها قبل توجيه ضربات قاسية لها".

 

اقرأ أيضا: خبير أفريقي لـ"عربي21": حرب "تيغراي" قد تؤدي لتفكك إثيوبيا

 

وأضاف: "لم تتمكن أديس أبابا من نشر أي مشاهد مباشرة لما عليه الوضع حاليا في المناطق التي قالت إنها سيطرت عليها، كما أنها تمنع وسائل الإعلام من الوقوف على التطورات، فضلا عن خدمات الاتصال والإنترنت".

 

وكان "دبرصيون جبراميكائيل" الذي يرأس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، قد أكد الخميس دخول قوات "معادية" إلى مدينة "شاير"، لكنه نفى أي اختراق نحو "أكسوم"، ذات الأهمية التاريخية الكبيرة بالنسبة لعموم إثيوبيا.

 

 

وتكثف أديس أبابا تحركاتها السياسية والدبلوماسية داخليا وخارجيا لتعزيز موقفها في المعركة، فيما تقول "جبهة تيغراي" إن حكومة رئيس ورزاء البلاد، آبي أحمد، فاقدة للشرعية، وبأنها من بادر إلى إشعال فتيل الحرب.

 

هل يصمد التيغراي؟

 

وبشأن قدرة التيغراي على الصمود في المعركة، رغم كونهم يشكلون 6-7 بالمئة من سكان البلاد، قال "حبشي" في حديثه لـ"عربي21"؛ إن الإقليم متمرس على القتال ويضم ترسانة عسكرية كبيرة بحكم كونه الجبهة الأمامية في الحرب الإثيوبية الإريتيرية، التي استمرت، فعليا، عدة عقود، بحسبه، ولم تنته بشكل كامل إلا عام 2018، باتفاق سلام نهائي، توج تحالفا بين آبي أحمد وأسمرة.

 

وتابع بأن هذا المشهد قد يجعل البلاد تدخل في دوامة فوضى، كتلك التي تشهدها دول أخرى مثل اليمن والعراق بحسبه.

 

وأدى مكون التيغراي دورا أساسيا في حكم البلاد، وتمتعوا بنفوذ كبير في الجيش، بعد سقوط الحكم الاشتراكي قبل ثلاثة عقود، لكن مظاهرات استمرت عدة أعوام دفعتهم إلى التخلي عن السلطة والقبول بمرحلة انتقالية أتت بـ"آبي أحمد" عام 2018.

 

وحول سبب اندلاع الصراع الحالي، قال حبشي؛ إن "أحمد" خالف جميع متطلبات المرحلة الانتقالية، بما في ذلك عدم تأسيس حزب أو تعديل قوانين أو التمديد لإدارته أو تأجيل الانتخابات.

 

ورفض إقليم تيغراي قرار أديس أبابا تأجيل الانتخابات، وأجرى اقتراعا خاصا بالإقليم، في إطار سلسلة تجاذبات أدت أخيرا إلى تفجر الموقف.

 

ويحظى "أحمد" بدعم قطاعات واسعة من مكوني "الأمهرة" و"الأورومو"، اللذين يشكلان أغلبية السكان في دولة تضم أكثر من ثمانين عرقية.

 

واستبعد "حبشي" إمكانية حدوث اختراق على مستوى المحاولات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وجمع الأطراف المتنازعة على مائدة المفاوضات، بالنظر إلى تعقيد المشهد ورفض كل طرف التراجع عن مواقف يعتبرونها أساسية.

 

وتخشى أقليات إثنية، ومن بينها التيغراي، التعرض للتهميش في دولة حكمها امبراطوري، استمر قرونا.

 

مأساة إنسانية ومساع سودانية

 

وبشأن الوضع الإنساني، قال حبشي إن أكثر من 30 ألف لاجئ يوجدون حاليا في السودان، أغلبهم من التيغراي، ويعيشون ظروفا سيئة جدا، لافتا إلى أن بعضهم غادروا من مناطق كانت خاضعة للحجر الصحي جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

وفي سياق متصل، أعلن السودان، مساء الخميس، الاتفاق مع منظمات أممية لتسريع تقديم المساعدات الإنسانية ونجدة اللاجئين الإثيوبيين.


جاء ذلك في اجتماع مشترك ضم الأمين العام لحكومة ولاية كسلا (شرق) محمد موسى عبد الرحمن، وممثلين من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

 

وبحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا"، تم الاتفاق على وضع التدابير اللازمة "لمقابلة التدفقات الكبيرة والمستمرة" من الإثيوبيين اللاجئين بمعسكر الاستقبال بمنطقة "حمداييت" في كسلا.


وقال عبد الرحمن؛ إن "الخدمات المقدمة بمعسكرات اللاجئين، غير كافية، مما يتطلب من المجتمع الدولي والمنظمات العالمية اتخاذ اللازم، خاصة أن إمكانيات الولاية لا تتوافق مع حجم الكارثة الإنسانية".

 

وأضاف أن "هنالك مشاورات مع السلطات بمحلية "ود الحليو" بالولاية، حول إيجاد مساحة جديدة لتأسيس معسكر إضافي لإقامة اللاجئين.

التعليقات (0)