ملفات وتقارير

بعد موقفهم من حرب "قره باغ".. ماذا تعرف عن "الأرمن العرب"؟

الأرمن في الوطن العربي تقلدوا مناصب حكومية عديدة منها رئاسة حكومات- الملتقى الأرمني
الأرمن في الوطن العربي تقلدوا مناصب حكومية عديدة منها رئاسة حكومات- الملتقى الأرمني

سلط إعلان نعي لثلاثة من الأرمن السوريين، بعد مقتلهم في الحرب التي كانت دائرة في إقليم قره باغ الأذري المحتل، الضوء على الوجود الأرمني في البلاد العربية، خاصة مع بث مقاطع مصورة للبنانيين من الأصول الأرمنية شاركوا في الحرب هناك ضد أذربيجان.

وكانت الطائفة الأرمنية في حلب، نعت قبل نحو أسبوع، 3 من أبنائها الذين قتلوا في قره باغ، خلال معارك مدينة شوشه الاستراتيجية، وأشارت إلى أسمائهم وهم "هاروت بانويان، وهاكوب اصطارجيان وموسيك سيكلميان" لافتة إلى أنهم قتلوا مطلع الشهر الماضي.

ونشرت صفحة للأرمن في سوريا صور القتلى الثلاثة، وقالت إنهم دفنوا في المقابر الخاصة بالأرمن في مدينة حلب شمال سوريا.

ويعود الوجود الأرمني في الدول العربية، إلى عهود قديمة، لكن الموجة الأكبر لوجودهم كانت في فترة الحرب العالمية الأولى، بعد صراعهم مع الدولة العثمانية، ونزوحهم إلى بلاد الشام بصورة أكبر إضافة إلى العراق.

ويدين الأرمن بالمسيحية ويتبعون الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، ويعملون في مهن وحرف مختلفة منها، التصوير، والأزياء، وميكانيك السيارات، والتجارة العامة. والفن، وهناك الكثير من المشاهير في العالم العربي من العرقية الأرمنية.

وباستعراض سريع لتوزع الأرمن في العالم العربي، كان أكبر تواجد لهم في لبنان، التي حملوا جنسيتها عام 1924، ويعدون الطائفة السابعة من بين المسيحيين من ناحية الحجم، وحصلوا على مقعد نيابي بعد 10 أعوام من اعتبارهم لبنانيين، في حين برز منهم وزير عام 1960.

ومنح اتفاق الطائف الأرمن مساحة أكبر في البرلمان، وبات لهم 6 مقاعد، من الأحزاب الثلاثة الشهيرة لهم، الطاشناق، والهاشناغ والرامغافار، كما منحوا مناصب في الحكومات اللبنانية، والإدارات العامة في الدولة، مثل كافة الطوائف.

أما في سوريا فكانت تقديرات الدولة السورية للسنوات العشرين الماضية، فقد كان هناك 150 ألف أرمني، لكن العدد تناقص على مدى سنوات، ويقدر حاليا بنحو 100 ألف، ويتركزون في بلدة كسب.

 

وارتبط نمو الطوائف المسيحية الأرثوذكسية في سوريا، بقدوم اللاجئين الأرمن والآشوريين من كيليكيا وجنوب تركيا، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من اليونانيين الأرثوذكس الذين وصلوا إلى حلب بعد خلافات مع الدولة العثمانية.


ووفقا لإحصاءات عام 1944، فقد كان الأرمن يشكلون نصف تعداد الطائفة المسيحية في حلب، بأكثر من 60 ألفا، لكن العدد تراجع بعد عام 1947، بعد مغادرة أعداد كبيرة إلى أرمينيا إبان الاتحاد السوفياتي السابق، في عملية لإعادة التوطين.

 

اقرأ أيضا: مذكرة تركية ببعث قوات لقره باغ.. يريفان: مئات الجنود مفقودون


أما في الأردن فقد كان التواجد الأرمني بارزا كذلك، وهم مواطنون يحملون الجنسية الأردنية، ووفقا لإحصاءات حديثة، يقدر عددهم بنحو 3 آلاف، أغلبهم يتبعون كنسية الأرمن الأرثوذكس، ويتحدثون الأرمنية الغربية.

ويتركز الوجود الأرمني في الأردن بمنطقة جبل الأشرفية في العاصمة عمّان، رغم تواجدهم في العديد من المدن الرئيسية بالبلاد، وكان لهم تواجد في محافظات معان والشوبك والكرك ومأدبا والرصيفة.

ووصل عدد الأرمن حتى عام 1946 إلى نحو 6 آلاف نسمة، لكن العدد تزايد بسبب نكبة فلسطين، وهجرة العديد منهم إلى الأردن، ليرتفع إلى 10 آلاف، لكن عقب النكسة عام 1967، حدثت موجة هجرة إلى كندا والولايات المتحدة، ليصل عددهم حاليا إلى نحو 3 آلاف.

أما في فلسطين، فتعد الطائفة الأرمنية في الثالثة بعد الروم الأرثوذكس واللاتين، وتركز الوجود في مدينة القدس المحتلة، بسبب أهميتها الدينية، وبدأ العدد بالمئات، فيها، والمئات في مدن فلسطينية متفرقة، وفي العام 1945 وصل عدد الأرمن إلى 5 آلاف نسمة، لكن حتى العام 1985 وصل العدد إلى نحو 1200.

وتعد حارة الأرمن من الأحياء الشهيرة في البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، وتقع في الناحية الغربية، وكانت تستخدم أماكن استقبال للحجاج المسيحيين إلى القدس، ولهم دير شهير في المكان.

أما في العراق فقد تواجد الأرمن بأعداد كبيرة، مع نهاية الحرب العالمية الأولى، ويتحدث معظمهم الأرمنية الغربية. فيما يبلغ تعدادهم قرابة العشرين ألفا.

ويتبع أغلب الأرمن في العراق، الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، على الرغم من تواجد القليل من الأرمن الكاثوليك. ويتوزعون بين بغداد والبصرة والموصل وكركوك، فضلا عن تجمعات في كردستان العراق.

وتسبب الغزو الأمريكي للعراق، في هجرة آلاف الأرمن، ويقدر عددهم بنحو بألفين، ذهب نصفهم إلى سوريا والنصف الآخر إلى أرمينيا.

وبرزت شخصيات أرمنية، في العالم العربي، على صعيد الإعلام والفن، ومنها:

نيللي، وهي ممثلة وفنانة استعراضية مصرية من أصل أرمني.

 


 


مريم نور، وهي كاتبة لبنانية، ومختصة في علم البدائل الطبيعية والغذاء.

 



سلوم حداد، وهو ممثل سوري شهير، وله مئات الأعمال الفنية الدرامية على طول الوقت العربي.

 


 


لينا شماميان، وهي مطربة سورية من أصل أرمني.

 



زهراب ماركاريان، وهو أردني من أصول أرمنية، وكان المصور الخاص للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، وصحبه عقودا من الزمن.

 


التعليقات (4)
محمد سليمان
الخميس، 19-11-2020 11:33 ص
هم ( الأرمن ) شعب كادح ، وصاحب مهن ماهرة ، ولا يقبلون الاستعلاء ، واي شخص قادم إليهم من خارج مجتمعاتهم وارمني ، يدعمونه بالمالو السند. لكي يقف وينهض بحاله ، وإلى أن يستقيم حاله ، يسدد ما عليه ، وهم مجتمع منغلق على نفسه ، ولا يرى أمامه إلا مصلحة حزبه و شعبه وأمته ، و هم في تنافس شديد بين أحزابهم ولكن لا يجعلون مشاكلهم الداخلية تطفو على السطح ، وهم يلتفون حول بعضهم عند اي خطر داهم يطال طائفتهم فقط !! أعتقد أنهم لم يذوبوا بمجتمعات المختلفة التي احتضنتهم ، وذلك من فوبيا الحرب الابادية التي عاشها أجدادهم يتوارثونها بينهم
أبو العبد الحلبي
الأربعاء، 18-11-2020 01:20 م
يؤسفني القول أن أرمن حلب الذين احتضنهم أهل حلب منذ أكثر من قرن و أحسنوا إليهم و أشعروهم بأنهم "منا و فينا " ، انقلبوا على أهل حلب و وقفوا في صف بشار و عصابته و من ساندوه من ملشيات طائفية و روس همج متوحشون . ملاحظة : لم يكن في حلب شيء اسمه داعش أو النصرة إطلاقاً حتى لحظة احتلالها مرة أخرى .
لا ولاء لهم
الثلاثاء، 17-11-2020 10:27 م
للحق أقول أن بعض الارمن محترفين في اصلاح السيارات في سوريا، لكن بشكل عام الارمن يشبهون الاكراد في امر أنهم خانوا البلاد التي عاشوا فيها والتي هرب إليها اجدادهم، لا ولاء لهم لسوريا ولا ولاء لهم في لبنان، وفي حرب قرة باغ عادوا لآرمينيا للقتال في قرة باغ التي تحتلها ارمينيا، تركوا البلاد العربية وفرنسا واوروبا وحتى بعض الارمن الذين قتلوا في قرة باغ يحملون فيزا كارد من مصارف كندية، جاءوا من كندا للقتال في قرة باغ فلا ولاء لهم في البلدان التي يعيشوا فيها بل ولاءهم لأنفسهم فقط ثم لآرمينيا.
الكيالي
الثلاثاء، 17-11-2020 07:02 م
الغالبية العظمى من العاهرات والراقصات و الفنانات واصحاب الخمارات و المراقص في العراق و مصر والشام منذ بدايات الانحلال في القرن العشرين كانوا من الأرمن. كذلك الفضائح الجنسية للمسئولين العرب غالباً ستجد خلفها ارمن.