هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية مقالا للكاتب "سايمون تيسدال"، اعتبر فيه أن فوضى الانتخابات الأمريكية تشكل "نعمة لأعداء الديمقراطية في جميع أنحاء العالم".
واعتبر الكاتب أن "النرجسية" انتشرت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكلما طال الجدل في واشنطن، زاد الضرر الجانبي الذي يلحق بسمعة أمريكا العالمية، وبالدول والشعوب الأقل حظا "التي تعتمد على الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين لرفع راية الديمقراطية والحرية".
واستشهد الكاتب بإقدام الاحتلال الإسرائيلي، في يوم الانتخابات الأمريكية، على هدم منازل 74 فلسطينيا في قرية "خربة حمصة" بالضفة الغربية المحتلة.
وازدادت وتيرة عمليات الهدم في الضفة الغربية هذا العام، ربما استعدادا لضم غور الأردن إلى الاحتلال، وهي الخطة التي يدعمها ترامب من حيث المبدأ.
وعلى الرغم من دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى التدخل الدولي، إلا أن الاحتلال، بحسب المقال، أقدم على عملية الهدم، بينما كان "اهتمام العالم يتركز على الانتخابات الأمريكية".
ومع ذلك، فقد يكون القادم أسوأ، بحسب الكاتب، فبينما يحتدم الصراع على السلطة في واشنطن، يحذر محللون من أن نتنياهو قد يواصل بشكل تعسفي خلق "حقائق جديدة على الأرض" بمباركة ترامب.
ويوضح المقال أنه "خلال الأسابيع الـ11 المقبلة، من المحتمل أن نشهد ارتفاعا كبيرا في عمليات الهدم الإسرائيلية، وعمليات الإخلاء، وإعلانات المستوطنات، وربما حتى ضم رسمي لأجزاء من الأراضي المحتلة، حيث يسعى نتنياهو وحلفاؤه في حركة الاستيطان لتحقيق أقصى استفادة من الوقت المتبقي لترامب في منصبه.
وحظي هدم المنازل بالضفة الغربية ببعض الاهتمام، لكن أحدا لم يسمع، في غمرة ضجة الانتخابات الأمريكية عن مذبحة ملعب كرة قدم في شمال موزمبيق.
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: ترامب مريض نفسي ولن يسلم السلطة
فبينما كان الأمريكيون يقومون بفرز الأصوات، كان القرويون في مقاطعة كابو ديلغادو يعدون الجثث بعد أن قطع متطرفون تابعون لما يعرف بتنظيم الدولة رؤوس أكثر من 50 ضحية.
ويشير المقال إلى أنه بينما يتعهد بايدن بمواصلة القتال ضد تنظيم الدولة، والتي من غير الواضح ما إذا كان على استعداد لملاحقتها إلى ما وراء سوريا والعراق وتوسيع مشاركة الولايات المتحدة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا والحدود بين موزمبيق وتنزانيا، فإن ترامب قد ادعى الفضل لنفسه العام الماضي في "هزيمة التنظيم 100 بالمئة"، كما أنه لم يظهر أي اهتمام بما يسميه البلدان الأفريقية "القذرة".
وليست أفغانستان عن ذلك ببعيد، يوضح المقال، ففي حين يزعم ترامب أن الحرب تنتهي إلا أنها تتصاعد بسرعة في الوقت الحالي.
فبينما كانت كل الأنظار تتجه إلى ولاية بنسلفانيا، تعرضت جامعة كابول للدمار عندما اقتحم مسلحون الفصول الدراسية، ما أسفر عن مقتل 22 طالبا. كما قتل أربعة أشخاص آخرين الأسبوع الماضي في هجوم انتحاري في قندهار.
وبشكل عام، يرى الكاتب أنه من الواضح أن ترامب يريد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بأي ثمن، بينما يبدو بايدن أكثر حذرا بشأن التخلي عنها، ولكن ليس هناك الكثير مما يمكنه فعله الآن.
كما أن تحرك الصين الانتهازي لإضعاف المجلس التشريعي في هونج كونج الأسبوع الماضي بطرد سياسيي المعارضة، يمثل بحسب الكاتب تحذيرا صارخا للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
فقد أعلنت بكين للتو أنها لن تتسامح مع الأفكار الديمقراطية والمجتمعات المفتوحة وحرية التعبير، هناك أو في أي مكان آخر.
ويبدو أن قادة الصين قد حسبوا، بشكل صحيح، وفق الكاتب، أن الولايات المتحدة كانت مشتتة للغاية بسبب المشهد الرئاسي لدرجة أنها لن تكون قادرة على الرد بأي طريقة ذات مغزى.
ويختم الكاتب بالقول إنه لم يتم إيلاء اهتمام كاف لكيفية تأثير الفوضى، المتمثلة برفض ترامب تسليم السلطة وتجييشه للشارع الأمريكي، على نفوذ أمريكا ومكانتها القيادية في العالم، فضلا عن إمكانية إعاقة ذلك لتقدم التعاون الدولي في العديد من القضايا مثل أزمة المناخ والوباء العالمي.