هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "أذربيجان حققت انتصارًا على أرمينيا، واستعادت أجزاء من أراضيها، بعد أن أبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحيلة دبلوماسية نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي ساعد الأذريين، وسيطر ألفان من جنوده على الشرايين الحساسة بجنوب القوقاز، صحيح أنهم أدوا دورا مهما بالمعارك، دون إغفال الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، فيما تلقى الجيش الإسرائيلي دروسًا للتعرف على الوجه الجديد للقتال".
وأضاف إيهود يعاري محلل
الشؤون الشرق أوسطية بمقاله على القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه
"دون الخوض بالتفاصيل، سنقدم هنا أهم دروس واستنتاجات الخبراء العسكريين
الإسرائيليين الذين تابعوا الحركات العملياتية بسبع عيون، أولها التسلح الدقيق،
بدلاً من قوة نيران المدفعية، باعتباره م حسم المعركة، فيما خسر الأرمن 240 دبابة
في هجوم الطائرات بدون طيار المصنوعة في إسرائيل، وللبيرقدار المصنوعة في تركيا".
وأوضح يعاري، وثيق
الصلة بأجهزة الأمن لدى الاحتلال، والباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن
"الدرس الإسرائيلي الثاني تمثل في الطائرات بدون طيار المختلفة التي هزمت
دبابات القتال الثقيلة تي90 التي تم شراؤها من روسيا دون صعوبة".
وأشار إلى أنه "ليس
ذلك فحسب، فقد قامت الطائرات المسيرة الإسرائيلية "المتجولة" بالتخلص من
بطاريات صواريخ الدفاع الجوي ومنها "إس 300" الشهيرة قرب شوسكاكند
وبطاريات صواريخ "سكاد" أرض- أرض ومنصات إطلاق غراد، وكانت الصورة واضحة
ممثلة بالضعف المباشر في المصفوفات والقادة في العمق".
وأكد أن
"الاستنتاج الإسرائيلي الثالث يتعلق بالطائرات بدون طيار التركية التي تجنبت
محاولات الاعتراض، رغم أنها تحلق على ارتفاعات منخفضة، علما بأننا أمام منطقة
جبلية ترتفع قممها لأكثر من 3 آلاف متر، وفشلت المدافع الروسية المضادة للطائرات
فشلاً ذريعًا، فيما أطلق الأذريون طائرات مثل "الطعم"، أسقطت 7 منها،
لتحفيز الأرمن على إضاءة الرادارات، وتعريض أنفسهم للطائرات التي خرجت من الخلف".
وأشار إلى أن "الدرس الرابع أن الأذريين فقدوا 24 طائرة بدون طيار بشهر واحد، معظمها تركية،
وهذا يعني أن وسائل التعطيل هي الآن التحدي الحقيقي للطائرات بدون طيار، وقد لعبت
القوات الجوية للجيشين دورًا هامشيًا ضئيلًا، ولم تؤثر على وتيرة تقدم الهجوم
الأذري، أما قاذفات "سوخوي 25" البطيئة بأيدي الأرمن فأخطأت أهدافها،
وأسقطت طائراتها بطائرة تركية "إف16"،ويخشى الأرمن استخدام طائرات سوخوي
30".
وأشار إلى أن
"الاستنتاج الإسرائيلي الخامس يرتبط بتفضيل الأذريين لهذه الصواريخ على
استخدام طائرات الهليكوبتر الهجومية أو المدافع العادية، وانتهت الحملة العسكرية
عندما سقط صاروخ "لورا" على الجسر الوحيد فوق نهر أكاري الرابط بين
مدينة الحصن التاريخية شوشا وأرمينيا، لكنه لم ينهار فعليًا، ومنذ تلك اللحظة بدا
واضحا أن احتلال عاصمة المنطقة المتنازع عليها ستيفينكارت بسكانها الستين ألفاً لن
يكون سوى مسألة وقت".
وأوضح أن "الدرس
الإسرائيلي السادس يرتبط بصواريخ "اسكندر" الأرمنية التي لم تحقق نتائج
مهمة، فلا توجد حاليًا معلومات مرئية حول نجاحات أنظمة الدفاع التي باعتها إسرائيل
لأذربيجان، أما القبة الحديدية فهي الأسلحة الرخيصة نسبيًا التي قلبت الموازين،
ولم تكن الطائرات باهظة الثمن أو الدبابات الثقيلة أو كميات هائلة من بطاريات
الدفاع الجوي ما أحدث الفارق، بل الأدوات الدقيقة والرشيقة".
وختم بالإشارة إلى
"الاستنتاج الإسرائيلي السابع المرتبط بعدم الاعتماد على هجوم المشاة، بل على
السير بحذر نحو أهداف تلقت ضربات من مسافة أو من فوق، وأطلقت عشية الحرب بكل ما
أوتيت من قوة تجاه جميع الاتفاقات التي التزمت بها أرمينيا لسنوات في ما يتعلق
بمبادئ التفاوض على الصراع أمام أذربيجان، وتجنب أي احتمال للحوار، والأسوأ، بنظر
إسرائيل، أنه تم، والأرمن يعلمون أن الأذريين يتمتعون بتفوق عسكري عليهم".