هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عدنان أبو عرب، اسم معروف بمنطقة أكسراي الشهيرة بوسط منطقة الفاتح بإسطنبول، صاحب مطعم شعبي متواضع للفول والحمص وساندويشات الفلافل، اشتهرت سمعته واسمه بعد مبادرة إيجابية لاقت استحسانا وعرفانا بين مجتمع السوريين تحديدا والعرب عموما، بفضل تقديمه الطعام مجانا لمن لا يملك ثمنه بروح مرحة وترحيب وتهليل بالضيوف.
أبو عرب الذي لا يعرف من هم الذين سيتناولون وجباته وساندويشاته، يحضر العشرات منها يوميا وربما المئات، يكفي "العابرون الجائعون" عنده سماعهم عبارة "صل على النبي ومسامح" ليفدوا إليه ويأخذوا حاجتهم من الطعام والساندويشات ويرحلوا بما حصلوا عليه لسد جوعهم.
ويقول أبو عرب في لقائه مع "عربي21"، إن الأزمات تساهم في تقديم الناس أفضل ما عندهم، ومن هذا المبدأ جاءت مبادرته لتقديم الطعام بالمجان، تاركا لأي متطوع متشجع للمبادرة أن يدعمها عبر صندوق صغير وضعه للزبائن الميسورين أو العابرين المعجبين بالفكرة.
أثناء الحديث مع أبو عرب "ابن الميدان بالعاصمة دمشق" يعيدك لسنوات خلت كان فيها صاحب ثروة ويمتلك عدة مطاعم، كما يروي تفاصيل المعاناة التي تلت ذلك عند نزوحه من سوريا فلبنان مرورا بالسعودية ووصولا إلى تركيا.
"حرق دفتر الديون"، مبادرة أخرى لا تقل أهمية عند أبو عرب، "هناك زبائن من جيران مطعمي لا يدفعون مباشرة يؤجلون الدفع على دفتر الديون إلى آخر الشهر، ومع تراجع الحالة الاقتصادية بسبب كورونا تعثروا وتعثر دفعهم فقررت حرق الدفتر ومسامحتهم والخير قادم إن شاء الله".
كان لافتا أثناء تسجيل "عربي21" لانطباعاتها وحديثها مع أبو عرب، قيام مواطن تركي بسؤاله عن كلفة الطعام الذي يقدمه "الساندويشات المجانية"، ليقدم بعدها مبلغا لدعم صندوق المبادرة، متمتما بعبارات عربية ركيكة أنها تبرع منه لإطعام الجائعين.
وعند سؤاله عن أمانيه المستقبلية قال أبو عرب: "الحلم الكبير لدي هو جمع مزيد من المال لافتتاح مطعم كبير، تُعد فيه جميع الأطعمة وتمد فيه الموائد والسفر المفتوحة بالمجان للفطور والغداء للفقراء والعابرين وابن السبيل ممن لا يملكون قوت يومهم".
ولم تخل مقابلة أبو عرب من شريط ذكريات طويل تحدث فيه صاحب مبادرة "صل على النبي ومسامح"، من ذكر الشام وأسواقها وحاراتها ومراتع الذاكرة والطفولة والشباب، وما آلت إليه أوضاعها بعد وأثناء الثورة السورية، وما تسببت به الأحداث من تشريد وفرقة وهجرة لملايين السوريين في أصقاع الأرض المترامية.