هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتزايد التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا، فيما تستعد واشنطن لعملية جديدة مع الوحدات الكردية المسلحة للمضي نحو إنشاء كيان مستقل في شمال شرق سوريا.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة التي منحت منظمة العمال الكردستاني، سلطة بيع النفط السوري بشكل غير قانوني، تعد الذراع السورية للمنظمة بحكم ذاتي.
وأضافت، أن فريقا خاصا من 64 شخصا من فرنسا يقوم ببناء البنية التحتية للهيكل الداخلي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في حين تجري الولايات المتحدة محادثات للقضاء على العداء والقتال بين الجماعات في شمال سوريا.
وأشارت إلى أن الحراك الأمريكي والفرنسي تكثف في الأسابيع الستة الأخيرة وعلى أعلى مستوى، لافتة إلى وصول الممثل الخاص الأمريكي لسوريا جيمس جيفري، الليلة الماضية، لإجراء محادثات هامة مع منظمة العمال الكردستاني والأحزاب الكردية المنضوية خارجها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن جيفري بدأ بمحادثات مع الجمعية الوطنية الكردية السورية وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية التي تشكل أكبر قوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وأشارت إلى أن جيفري سيجري محادثات حول سبعة مواضيع رئيسية بدأها الدبلوماسيون الأمريكيون ووكالة المخابرات المركزية ولم يتمكنوا من الوصول لاتفاق بشأنها.
اقرأ أيضا: مرجعية سياسية واحدة لأكراد سوريا.. هذه مهامها
وأضافت، أن الطرفين إذا اتفقا سيقوم فريق أمريكي مكون من 80 شخصا بتدريب القوة الأمنية للوحدات الكردية.
وذكرت المصادر، أن جيفري خلال محادثات الأمس، وعد إلى جانب بعض الحلفاء الآخرين، بالدعم المالي والحكم الذاتي إذا تم توحيد جميع الجماعات الكردية، والعملية لا تقتصر فقط على عملية التوحيد تحت مظلة العمال الكردستاني.
من جهة أخرى أشارت الصحيفة، إلى العلاقات المعقدة بين النظام السوري والوحدات الكردية المسلحة في شمال شرق سوريا.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه قبل أيام، عبرت عشرات ناقلات النفط التابعة لشركة حسام القاطرجي رجل الأعمال السوري المقرب من نظام الأسد، إلى المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لنقل النفط الذي يسيطر عليه الأكراد إلى محافظة حمص، لافتة إلى أنه بخلاف النفط، تستمر تجارة القمح بين الطرفين بذات الطريقة.
ما موقف روسيا؟
وذكرت الصحيفة، أنه بينما تتخذ الولايات المتحدة مثل هذا الموقف النشط في الميدان مع الوحدات الكردية المسلحة، فإن روسيا لا تقف مكتوفة الأيدي، ولديها حراكها المماثل معها.
وأشارت الصحيفة إلى المباحثات التي عقدت بين المجلس السوري الديمقراطي "مسد"، و"حزب إرادة الشعب السوري"، برعاية روسية في موسكو، بالتزامن مع وصول وفد تركي قبل أسابيع.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد" الذراع المدنية لـ"قسد" الحق في المشاركة في العملية السياسية بسوريا، لا سيما في محادثات جنيف أو أستانا.
وذكرت الصحيفة، أن الاتفاق بين "مسد" و"الإرادة الشعبية" برعاية روسيا، تضمن عناوين عدة منها "سوريا الجديدة، أو سوريا الموحدة أرضا وشعبا وفق مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية".
اقرأ أيضا: لافروف يستقبل ممثلين عن "قسد" مع وصول وفد تركي
وبحسب الاتفاق، فإن سوريا الجديدة دولة متعددة الأعراق، يتحد فيها الجميع في ظل دولة واحدة بدستور ديمقراطي يحقق صيغة متطورة للعلاقة بين اللامركزية والمركزية (يتم التعامل مع السياسة الخارجية والدفاع والعلاقات الاقتصادية بشكل مشترك).
وينص أيضا على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السورية وفقا لقرار 2254، والذي يتوجب فيه إنهاء كافة العقوبات والحصار، ومغادرة كافة القوى الأجنبية لسوريا، وكمؤسسة وطنية، يجب على الجيش السوري التعامل فقط مع القضايا العسكرية، وليس السياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق تضمن نصا يطالب باعتبار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (منطقة روجوفا التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، والتي أُعلنت حكما ذاتيا في عام 2016) حاجة ضرورية لسكان المنطقة وسوريا.
ورأت الصحيفة، أن الاتفاق بهذا النص التوافقي يظهر أن الأطراف تسعى لإنشاء بنية تحتية للحكم الذاتي شمال شرق سوريا بأنماط ضيقة.