سياسة عربية

ماكرون في العراق.. تدخل إيران و"تنظيم الدولة" أبرز الملفات

تدخلات إيران في العراق على رأس مباحثات ماكرون مع المسؤولين العراقيين- جيتي
تدخلات إيران في العراق على رأس مباحثات ماكرون مع المسؤولين العراقيين- جيتي

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فور وصوله بغداد ولقائه الرئيس العراقي برهم صالح، الأربعاء، إن العراق يواجه "تحديين رئيسيين هما تنظيم الدولة والتدخل الأجنبي".

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي برفقة صالح عقب وصوله العراق قادما من لبنان، "نحن هنا لدعم العراق وسنواصل دعمه"، وقال صالح بدوره إن العراق "يجب ألا يكون ساحة للصراع بين آخرين".

ويصل ماكرون إلى بغداد في أول زيارة له منذ تقلده منصبه، حيث سيمضي فيه ساعات فقط يلتقي خلالها أبرز المسؤولين الرسميين.

 

وكان لافتا التعتيم الرسمي على الزيارة لأسباب أمنية، إلا أن مسؤولين عراقيين كانوا أعلنوا عنها منذ أيام، كما أن ماكرون ذكرها خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء في ختام زيارته الثانية للبنان خلال أقلّ من شهر حين قال: "أؤكّد لكم أنّني سأكون غداً صباحاً في العراق لكي أطلق، بالتعاون مع الأمم المتحدة، مبادرة لدعم مسيرة السيادة" في هذا البلد.


وكان ماكرون قال الجمعة في لقاء مع الصحافيين إنّ "المعركة من أجل سيادة العراق أساسية" للسماح "لهذا الشعب وهذا البلد اللذين عانيا كثيرا" بـ"عدم الخضوع إلى حتمية سيطرة القوى الإقليمية والإرهاب".

وأضاف: "هناك قادة وشعب مدركون لذلك ويريدون أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم"، مشيرا الى أن "دور فرنسا مساعدتهم على ذلك".

وأشار ماكرون الى أنه ينوي "بناء معهم مبادرة قوية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، من أجل سيادة العراق".

وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي هاشم داود الثلاثاء، إن الزيارة "ترتدي أهمية كبيرة، كونها الثالثة لمسؤول فرنسي في شهر".


اقرأ أيضا :  ماكرون يحذر لبنان من العقوبات: "لن نقدم شيكا على بياض"


وستلتقي الرسالة التي يحملها الرئيس الفرنسي مع رسالة وزير خارجيته جان إيف لودريان الذي زار بغداد في تموز/يوليو وشدد فيها على "أهمية النأي بالنفس عن توترات المحيط". وفي 27 آب/أغسطس، زارت وزيرة الخارجية الفرنسية فلورانس بارلي بغداد وإربيل، مشددة على ضرورة مواصلة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

عراق "تعددي"

 
وفي كانون الثاني/يناير، دعا إيمانويل ماكرون الى "خفض التصعيد" بعد إقدام الولايات المتحدة على اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لدى وصوله الى بغداد.

 

وقتل في الهجوم نفسه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس. وردّت طهران بقصف قوات أمريكية في غرب العراق.

ويشتبه بأن فصائل مدعومة من إيران استهدفت مرات عدة بالصواريخ السفارة الأمريكية ومصالح عسكرية وتجارية أمريكية في البلاد.

وتأتي زيارة ماكرون بعد أن أعلن دونالد ترامب في 21 آب/أغسطس أنه سيسحب قواته من العراق، من دون تحديد برنامج زمني لذلك. ولا يزال يوجد حوالي خمسة آلاف جندي ودبلوماسي أمريكي في العراق.

وتدعم إيران قوات الحشد الشعبي النافذة التي تشكل جزءا من القوات العراقية، وتطالب بانسحاب الأمريكيين من العراق.

وردّاً على سؤال بشأن الجهاديين الفرنسيين المسجونين في العراق، قال الرئيس الفرنسي إنّ "أولئك الذين اختاروا بحرية أن يذهبوا للقتال في ساحات خارجية وأن يدانوا بارتكاب أعمال إرهابية في دولة ذات سيادة" يجب "أن يحاكموا في هذه الدولة".

ومن أصل 150 فرنسياً اعتقلوا بتهمة الانضمام إلى تنظيم الدولة في سوريا والعراق، فإنّ الغالبية العظمى من هؤلاء محتجزون في معسكرات ومراكز اعتقال تابعة للإدارة الكردية في شمال شرق سوريا، في حين أنّ 11 جهادياً فرنسياً محتجزون في العراق حيث حُكم عليهم بالإعدام.

والتوتر على أشده حاليا بين فرنسا وتركيا على خلفية النزاع في ليبيا حيث إن البلدين متهمان بدعم طرفين متقاتلين، والخلافات في شرق المتوسط حول التنقيب عن الغاز.

ولن يزور ماكرون إربيل، وفق مصادر عراقية أشارت إلى أنه سيلتقي مسؤولين أكرادا في بغداد.

وقام ماكرون في 2017 بعيد وصوله إلى الإليزيه، بوساطة بين السلطات الكردية والحكومة العراقية بعد خلافات نشأت بسبب تنظيم الأكراد استفتاء على الاستقلال عارضته بغداد.

وقال ماكرون في حينه: "أن يكون العراق قويا ومتصالحا وتعدديا، وأن يعترف بكل مكون من مكوناته هو شرط للاستقرار الفوري وعلى المدى المتوسط" للشرق الأوسط.

التعليقات (0)