سياسة دولية

ماكرون يعود إلى لبنان الشهر المقبل.. وسخط من تدخلاته

 اعتبر ناشطون لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي زيارة ماكرون بأنها تدخل في شؤونهم- جيتي
اعتبر ناشطون لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي زيارة ماكرون بأنها تدخل في شؤونهم- جيتي

قالت وسائل إعلام لبنانية، إن قصر الإليزيه الفرنسي أكد أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعود إلى بيروت في تشرين أول/ أكتوبر المقبل، لتكون ثالث زيارة له في فترة شهرين.

 

وكان ماكرون أكد خلال لقائه الرئيس ميشال عون، أن باريس ستقف إلى جانب لبنان، ولن تتخلى عنه في ظل هذه الظروف الصعبة.

 

وبخلاف الترحيب الرسمي، اعتبر ناشطون لبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زيارة ماكرون بأنها تدخل في شؤونهم.

 

وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها خلال شهر، إذ جاء في 6 آب/ أغسطس الماضي، بعد يومين على انفجار مرفأ بيروت، الذي زاد من تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.


وعقب وصوله إلى لبنان، الإثنين، قال ماكرون إنه عاد إلى بيروت للتأكد من توزيع المساعدات، ومن أنه "سيتم تشكيل حكومة مهمة لإنقاذ لبنان وإطلاق الإصلاحات لمكافحة الفساد وإصلاح ملف الطاقة وإعادة الإعمار".


وتزامنا مع الزيارة، انتشرت آراء عبر مواقع التواصل، حملت اتهامات لماكرون بـ"التدخل العلني في السياسة الداخلية اللبنانية، ومسألة اقتراحه الشخصية المكلفة بتشكيل الحكومة الجديدة".


والإثنين، كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، السفير لدى برلين مصطفى أديب، بتشكيل الحكومة بعد أن حصل الأخير على أغلبية 90 صوتا من أصل 120 نائبا في البرلمان.


وفيما وجد بعض رواد مواقع التواصل أن هذا التدخل قد يساعدهم بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، رأى آخرون أنه "غير مسموح به وغير مبرر".


وكتب الصحفي حسن اللايق: ".. بإدارة فرنسية مباشرة، تم اختيار رئيس الحكومة. وبإدارة فرنسية مباشرة، يجري تأليف الحكومة، وإعداد بيانها الوزاري، ووضع خطط لإعادة بناء المرفأ، والتحقيق الجنائي في مصرف لبنان، وتأمين انسحاب رياض سلامة، وإصلاح الكهرباء".


وقال الكاتب جرجس حايك: "هذا ما أنتجته التسوية الفرنسية الإيرانية في لبنان: حكومة يترأسها أديب، لتقطيع الوقت فيما الاسم الذي يريده الشعب لرئاسة الحكومة هو نواف سلام".

 

وتابع في تغريدة: "لم يجرؤ أحد على الخروج من (كلن يعني كلن) إلا القوات اللبنانية التي أصبحت صوت الشعب، أما ماكرون فيخدع الشعب اللبناني ويرعى المنظومة السياسية".

 

وفي تغريدة أخرى، تساءل الكاتب والباحث نزار سلوم، "هل الرئيس عون هو من سيستقبل النواب في الاستشارات النيابية لرئاسة الحكومة أم الرئيس ماكرون؟".

 

ورأى الأستاذ الجامعي أسعد أبو خليل، أنه "لا فرق بين تدخّل فرنسا في تشكيل الحكومة، والتدخل السوري الذي كان يحصل في السابق".

 

وكتب في تغريدة على تويتر: "اللبناني المتحضّر يشعر أنه ارتقى حضاريا عندما ينتقل من مرحلة تشكّل فيها حكومة من قبل غازي كنعان (رئيس سابق لشعبة الاستخبارات السورية في لبنان) إلى مرحلة تشكّل فيها الحكومة من قبل ماكرون".

 

وأضاف في تغريدة أخرى: "هذا التعاطي الشبابي مع رئيس فرنسي أتى ليحتفل بذكرى استعمارهم لبلادنا يعطينا فكرة عن استحالة فكرة نهائية الكيان".


ويحتفل لبنان في 1 أيلول/ سبتمبر هذا العام، بالذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير، التي أعلنها الجنرال الفرنسي غورو في 1920، ومعلنا بيروت عاصمة لها.

 

  اقرأ أيضا: حاكم مصرف لبنان يتوقع استقرار الليرة بعد هذه القرارات

التعليقات (2)
تصحيح
الأربعاء، 02-09-2020 02:56 م
إلى أحمد أحمد …… من كانوا يهتفون بالفرنسية : " حر ! حر ! حر ! لبنان دائما حر ! " هم جيران المغنية " فيروز " الموارنة الذين خرجوا لاستقبال ماكرون بالحفاوة و الترحاب ، و ليس لإظهار إعتزازهم باستقلال لبنان عن فرنسا كما تظن ! فالموارنة هم أوثق حلفاء فرنسا فى لبنان على مر العصور ، و يعتبرون إحتلال الفرنسيين للشام بعد انتصارهم على الأتراك فى الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) م ، و إنشاء دولة لبنان الكبير تحت الانتداب الفرنسى عام 1920 م لتكون لهم الأغلبية الطائفية بها ، هو تحريرا لهم من حكم الخلافة العثمانية الذى دام 4 قرون ، و نصرا لأبناء ملتهم و مذهبهم على المسلمين ! و رغم تراجع وضع فرنسا السياسى من دولة عظمى قبل مئة عام إلى قوة عالمية من الدرجة الثالثة اليوم إلا أن أيتام فرنسا الموارنة ما يزالون يسبحون بحمدها ، و يتوقون إلى عودة أيام مجدها التليد ! و اللبيب بالإشارة يفهم !
أحمد أحمد
الثلاثاء، 01-09-2020 06:27 م
لقد كان بعض اللبنانيون يصرخون أمام بيت فيروز "لبنان حر" و هو رد صريح ممن يعتبرون الزيارات المتكررة لماكرون "أهيب بإخواني أن يقرأوها بالعربية" أو فلنقلها بصراحة للماكرون، فهم يعتبرونها تدخلا صريحا في شؤون لبنان بل لعله أصبح يعتبره محافظة فرنسية و انا أتحدى إن كان زار محافظة فرنسية ثلاث مرات خلال شهرين إن تحققت زيارته المبرمجة لاحقا اللهم إلا باريس التي منها يعتقد أنه مازال منها يتحكم في شؤون مستعمراته السابقة أو غرفة نومه التي يحق له زيارتها متى شاء تحية للشعب اللبناني الحر و إلى الأحرار من شعب لبنان الشقيق.