هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التحشيدات العسكرية والتحركات
التي تقوم بها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مناطق سرت والجفرة، بعض التكهنات
حول نيته القيام بعمل مفاجئ ضد قوات الوفاق القريبة من هناك، في تحد واضح لهدنة وقف
إطلاق النار الأخيرة.
وأكد المتحدث باسم غرفة عمليات سرت والجفرة،
التابعة للوفاق، عبد الهادي دراه، أن قوات حفتر أرسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقة بوهادي
بضواحي سرت، وحاصرتها تماما، كما شوهد هبوط طائرة شحن عسكرية نوع إنتونوف تابعة له
في قاعدة القرضابية بسرت.
وتم رصد وصول 70 آلية مسلحة وشاحنات
ذخيرة تعود لمرتزقة مساندين لحفتر إلى سرت خلال الساعات الماضية، وفق تصريحات
للمتحدث باسم الجيش الليبي، محمد قنونو.
نفي وتعليمات
في المقابل، نفى المتحدث باسم حفتر،
أحمد المسماري، قيام قواتهم بإطلاق أي صواريخ أو استهداف قوات حكومة الوفاق غربي سرت،
مؤكدا الالتزام من جانبهم بوقف إطلاق النار.
إلا أن قنونو أكد وجود تحشيدات وخرق
من قبل قوات حفتر، وأن التعليمات صدرت لهم من قيادة العمليات بالاستعداد التام،
وأن يستعدوا للرد على مصادر النيران.
ولوحظ صمت دولي وإقليمي على الخروقات
المتكررة من حفتر، رغم وجود دعم دولي لمقترح وقف دائم لإطلاق النار، وتحول سرت إلى
منطقة منزوعة السلاح، الأمر الذي يطرح بعض التساؤلات عن دلالة هذا الصمت.
تعبئة والتوجه جنوبا
من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي،
محمد راشد، أن حفتر لم يكن جزءا من عملية وقف إطلاق النار أساسا؛ لهذا لا يعد ما
يقوم به خرقا للهدنة، وكل الأمر أنه أخذ فترة من أجل إعادة التعبئة والاستعداد،
وعدم تفاعل مؤيدي التوافق مع حالة الاختراق هو زيادة في إحراج حفتر؛ كون الهدنة
لاقت رواجا داخليا وخارجيا.
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"
إلى أن حفتر قد يتوجه إلى الجنوب الليبي في معركة جديدة، ويساعده في ذلك كونه
يستعين بالمرتزقة الأفارقة، و"هم يجيدون التعامل مع هكذا مناطق إلى جانب عدم
المبالاة بما يصدر عن المجتمع الدولي وما يتبناه"، وفق كلامه.
خلاف ومصالح دولية
الأكاديمي المصري وأستاذ العلوم
السياسية بجامعة سكاريا التركية، خيري عمر، أوضح أن حفتر لا يعترف بأي ترتيبات
دولية ولا إقليمية، ومنها وقف إطلاق النار، وكذلك توافق السراج وعقيلة صالح، أما
تجاهل القوى الدولية والإقليمية لهذه الخروقات، فهو يرجع إلى حالة الخلاف بين الدول، ورؤيتهم لمقترح وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات من إسطنبول لـ"عربي21"، أضاف: "هناك من يرى أن وقف إطلاق النار يشمل فقط منع نشوء أي صدام بين دول
على التراب الليبي، وهذا لن يهتم بتثبيت وقف إطلاق النار محليا، والبعض الآخر من
هذه الدول غير راضية عن الوضع الراهن، ولا يروق لها الحل السلمي والتفاوضات، وهذا
يعطي فرصا أخرى لاستئناف الحرب".
وتابع: "وقف إطلاق النار حالة تخص
أمريكا ومصر وتركيا. أما أغلب الدول المتبقية، فهي أصلا متضررة كونها فهمت الأمر
أنه محاولة لاستبعادها من الملف الليبي، أما فتح جبهة أخرى في الجنوب من قبل حفتر، فلا أتوقع ذلك؛ كونه فتحها من قبل بدعم روسي ولم تستمر طويلا".
إحراج عقيلة صالح
الناشط السياسي من الجنوب الليبي،
إسماعيل بازنكة، رأى بدوره أن حفتر خسر معاركه العسكرية والسياسية بعد استبعاده من اتفاق وقف إطلاق النار، واختيار
رئيس مجلس النواب بديلا عنه، لهذا يحاول خرق الهدنة من حين لآخر؛ بهدف إحراج عقيلة
صالح.
واستبعد أن يكون هناك رد فعل عسكري من
قبل قوات الوفاق؛ كونها ستعتبر ما يفعله حفتر "ردات فعل لمهزوم"، وستعطي
فرصة للجميع، ومنهم المجتمع الدولي، "ليروا خروقات وتمرد هذه القوات، وبعد
تعيين وزير دفاع جديد ورئيس أركان معروف بقوته العسكرية، تكون الحكومة في أهبة
الاستعداد لأي طارئ"، كما قال لـ"عربي21".
لكن الإعلامي من الشرق الليبي، منير
المهندس، قال إن إطلاق النار من قبل قوات حفتر جاء ردا على تحركات من القوات
التابعة لحكومة السراج، كما أن الهدنة موجودة فقط وفق البيانات، ولم تفعّل بشكل
يفرضها رسميا بين الأطراف الليبية في لقاء رسمي.
وأوضح، في تصريح لـ"عربي21"، أنه رغم ذلك فالوضع الآن لا يحتمل من أي طرف فتح جبهات جديدة؛ حتى يتبين أمر إطلاق
النار وفق تطلعات النافذة لكل طرف من الأطراف المتناحرة على بسط السيطرة في
المنطقة الممتدة من سرت شمالا إلى الجفرة جنوبا.