هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكّل استهداف البحرية اليونانية قبالة سواحل جزيرة رودس الثلاثاء، لزورق مدني تركي، عامل توتر جديد بين البلدين، وذلك بعد أيام قليلة من توقيع أثينا لاتفاق مع مصر حول منطقة شرق المتوسط، وما نتج عنه من رد تركي سريع تمثل بإرسال سفينة "أوروتش رئيس" للأبحاث، للقيام بـ"مسح زلزالي" بالمنطقة.
وتطرح
هذه الحادثة التي أصيب خلالها ثلاثة أشخاص بالنيران اليونانية، تساؤلات عن حجم
التصعيد في منطقة شرق المتوسط، ومدى إمكانية وصوله إلى حرب شاملة على المدى القريب،
إضافة إلى خيارات أنقرة للرد على هذا الاستهداف المباشر لأحد زوارقها المدنية.
المحلل
السياسي التركي حمزة تكين، يؤكد أن "هذا الحادث يشكل استفزازا من جانب
اليونان لتركيا"، مضيفا أنه "يعد رسالة سلبية وسيزيد التوتر بالمنطقة،
إلى جانب التوتر المتعلق بعمليات التنقيب".
ويرى
تكين في حديثه لـ"عربي21" أن اليونان تتعاطى بسلبية مع الموقف
الإيجابي الذي تبديه تركيا في ما يتعلق بملفات شرق المتوسط، مشيرا إلى أن حادثة
إطلاق النار جاءت بعد دعوات تركية للحوار، بهدف وقف التوتر المتصاعد.
هل
تندلع حرب شاملة؟
ويجيب
تكين على هذا السؤال بالقول: "الحرب بين اليونان وتركيا مستبعدة، لأنها ستلحق
أضرارا كبيرة على الطرفين"، متوقعا أن "تلجأ تركيا إلى اتجاهين بعد حادثة
استهداف الزورق المدني، الأول: الذهاب بالطرق الدبلوماسية ونقل الحادثة للاتحاد
الأوروبي..".
ويتابع
قائلا: "المسار الثاني يتعلق بتعزيز تركيا لوجودها العكسري بمنطقة شرق
المتوسط، لحماية مصالحها الحيوية"، مؤكدا أن أنقرة "سترد بالنار في حال
تكرر الاستهداف اليوناني"، لكن دون الوصول إلى حرب شاملة، لأنها ستكون مكلفة
على الجميع.
اقرأ أيضا: إصابات بإطلاق البحرية اليونانية النار على زورق تركي مدني
ويستدرك
تكين بقوله: "حتى اللحظة خيار الحرب الشاملة مستبعد، لكن تركيا تعد الجانب
الأقوى في هذه المعادلة"، معتبرا أن المصلحة اليونانية تستوجب تخفيف التوتر،
ومنع تكرار الاحتكاك المباشر بمنطقة شرق المتوسط.
وفي
الإطار ذاته، يرى الباحث بالشأن التركي طه عودة أوغلو أن "حادثة استهداف زورق
تركي، تزيد من حدة التوتر المتصاعد أصلا بين أنقرة وأثينا، على خلفية الخلافات بين
البلدين، والتي تعاظمت بشكل واضح، بعد توقيع اليونان اتفاق ترسيم الحدود مع
مصر".
استمرار التنقيب
ويعتقد عودة أوغلو في حديثه لـ"عربي21" أن "هناك حالة من الترقب للخطوات الأوروبية المقبلة، مع تصاعد التوتر إلى أعلى مستوياته بين اليونان وتركيا"، مؤكدا أن هذه الخطوات "تسبق انزلاق منطقة شرق البحر المتوسط إلى حرب عنوانها الغاز والنفط".
وبحسب
تقدير عودة أوغلو، فإن الرد التركي على الحادثة، يتمثل في استمرار التنيقب عن
النفط والغاز في المتوسط، مستندا إلى إعلان أنقرة عن بدء سفينة "أوروتش
رئيس" بأعمال المسح "السيزمي ثنائية الأبعاد" شرق المتوسط، وتأكيد
وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن "بلاده ستتخذ كافة التدابير اللازمة، من
أجل حماية حقوقها ومصالحها بهذه المنطقة.
وجاءت
تصريحات أكار خلال اجتماعه عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع قادة الجيش، والوحدات
العسكرية، مؤكدا أن بلاده اتخذت التدابير اللازمة، من أجل حماية حقوق ومصالح
تركيا، النابعة من القانون الدولي في مناطق الصلاحية البحرية التابعة لها.
وشدد أكار على أن تركيا عازمة ومصممة
وقادرة على حماية حقوقها ومصالحها في" الوطن الأزرق" بما في ذلك قبرص،
مؤكدا أنه لا فرصة لتحقيق أي مشروع شرق المتوسط دون تركيا وجمهورية شمال قبرص
التركية، وأن أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع في المنطقة أبدا.