هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ربما قد لاحظت مدى ندرة من يستخدمون يدهم اليسرى، هناك واحد فقط من كل عشرة أشخاص أعسر، وفق تقرير لمجلة (sciencealert) ترجمته "عربي21".
على الرغم من عدم تمكن العلماء من شرح
الأمر بشكل قاطع، إلا أن هناك الكثير من الفرضيات التي تم بناؤها لأكثر من قرن،
وتشير الأدلة إلى أن سبب ذلك هو نوع من التأثير الجيني. لماذا؟ لأن النسبة المئوية لمن يستخدمون يدهم اليسرى هي نفسها تقريباً في كل الأماكن على الكرة الأرضية.
بالنسبة لمحبي لعب كرة القدم، سوف تدرك أن
هناك عدم تناسق طبيعيا في جميع أنحاء جسمك، ومن المحتمل أن تفضل قدماً على الأخرى
عندما تركل الكرة.
وتشرح هانا فراي وتقول: يمكن العثور على
أوجه عدم التناسق في كل شيء تقريباً من أقدامنا إلى آذاننا وأعيننا وتخطيط الدماغ
لدينا.
جرب أن تمد يدك وترفع إبهامك، وتنظر إليه
مرة باستخدام العين اليمنى ومرة باستخدام العين اليسرى، إن العين التي تظهر إبهامك
على مسافة أقرب إليك هي الأقوى، وبالمثل ربما تميل إلى الرد على الهاتف باستخدام
أذن محددة لأنها هي الأذن الأقوى.
ولكن لماذا لا يولد الأشخاص الذين
يستخدمون اليد اليمنى أو اليسرى بنسب متقاربة 50:50؟
يشير بعض العلماء إلى أن السبب يكمن في التعاون
الاجتماعي الذي نقوم به منذ آلاف السنين، ما أعطى حقوقا لهيمنة جهة على أخرى.
بمعنى آخر، أنه عندما تكون داخل مجتمع تتشارك معه الأدوات ومساحات المعيشة فإن استخدام
نفس اليد مثل باقي الأشخاص يكون هو السائد.
ويشير البعض الآخر إلى أن الأمر يتعلق
بطريقة ترتيب الدماغ بين نصفيه، حيث يتحكم النصف الأيسر في الجانب الأيمن من
الجسم، والنصف الأيمن في الجانب الأيسر من الجسم.
إذا استخدم الشخص النصف المخي الأيسر للتحكم في اللغة المكثفة والمهارات الحركية الدقيقة فإن التحيز يؤدي إلى سيطرة اليد اليمنى.
كما أن إحدى الفرضيات الأكثر غرابة لشرح
ندرة استخدام اليد اليسى هي أن طفرة جينية في ماضينا البعيد تسببت في تحول مراكز
اللغة في الدماغ البشري إلى نصف المخ الأيسر، ما تسبب في هيمنة اليد اليمنى. وعلى
الرغم من أن الجينات تلعب دوراً كبيراً في تحديد تفوق إحدى اليدين، إلا أن الصورة
لم تكتمل بعد.
كافح الباحثون لتحديد الجينات المسؤولة بالضبط عن زيادة فرص أن تصبح يسراوياً.
وفي عام 2019 كشف تحليل 400 ألف سجل فردي
عن المناطق الجينية الأولى المرتبطة باستبداد اليدين، وكشفوا عن أربعة منها على
وجه الدقة. لكن أبحاثا أخرى تشير إلى أن هناك على الأرجح عشرات الجينات التي تلعب دوراً
مهماً في تحديد ما إذا كان سينتهي بك المطاف بالكتابة باليد اليمنى أو اليسرى.
علاوة على ذلك، فقد ربطت دراسات أخرى عوامل مثل مستويات هرمون الإستروجين ووضعية
الولادة بمستويات متفاوتة من استخدام اليد اليسرى واليمنى. كما أنه من المرجح أن
يكون للوالدين اليسراويين، أطفال يسراويون وهو تفضيل
يمكن رؤيته في رحم الأم، ومع ذلك لا يزالون يميلون إلى إنجاب المزيد من الأطفال
الذين يستخدمون اليد اليمنى بشكل عام.
باختصار، يبدو أن هناك الكثير من الاعتبارات قيد التنفيذ، ويواجه الباحثون صعوبة في ربطها جميعاً. هذا يعني أننا لا نستطيع أن نخبرك بالضبط عن سبب ولادتك أعسراً، ولكن من الواضح أن العلماء ما زالوا يعملون على حل هذا اللغز.