هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف قبطان السفينة التي جلبت شحنة المواد
الكيماوية المدمرة، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أنه "دق ناقوس الخطر"
بشكل منتظم، بشأن المواد شديدة الانفجار قبل سنوات على الكارثة التي حلت ببيروت
الثلاثاء الماضي. ومن بينها مخاطبات متكررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بوريس بروكوشيف، قبطان السفينة روسوس،
التي كانت تحمل علم مولودوفا، في مقابلة مع "راديو أوروبا الحرة" ترجمتها
"عربي21"، والتي توقفت بشكل اضطراري في مرفأ بيروت عام 2013، إنه أرسل
مخاطبات منتظمة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الشحنة الخطرة التي كانت
على متن السفينة.
وأشار إلى أن مالك السفينة، وشحنة نيترات الأمونيوم،
"إيغور جريشوشكين" قام بـ"غسل يديه" من السفينة، وترك الطاقم
والحمولة معلقين في بيروت دون اكتراث لمدة شهور.
اقرأ أيضا: صحيفة: كيف يبدو مستقبل لبنان بعد "11 سبتمبر الشرق الأوسط"؟
ولفت القبطان، إلى أنه
جرى إطلاق سراح طاقم السفينة، ونقل المواد الخطرة إلى أحد المستودعات في مرفأ
بيروت، مدة 6 أعوام قبل أن تحصل الكارثة هذا الأسبوع.
وبشأن مسار السفينة، أوضح بروكوشيف، أنها
كانت في طريقها عام 2013، من باتومي في جورجيا، إلى موزمبيق، بحمولة خطرة، وتوقفت
بشكل بسبب عطل فني في الرادار والمحرك، بمرفأ بيروت. واستمر التوقف مدة عام، مع
مجموعة من البحارة الأوكرانيين، وسط محاولات من اللبنانيين للحصول على الرسوم
وتكاليف الرسوم والغرامات من جريشوشكين، دون طائل.
ولفت "راديو أوروبا الحرة" إلى أن جريشوشكين، اختفى عن الأنظار، بعد تقارير تفيد بأن أجهزة المخابرات في قبرص، بدأت بملاحقته عقب الانفجار الكارثي في بيروت.
وقال القبطان،
"طيلة 10 شهور، كنا محتجزين في مرفأ بيروت، على برميل بارود، وتم التخلي عن
كامل الشحنة وعنا أيضا، ولم نتسلم رواتبنا حتى، وأرسلت رسائل إلى بوتين بأن المالك
الروسي للسفينة تركنا ومصيرنا، وكان وضعنا أسوأ من السجناء لأننا لم نكن نعلم متى
سيفرج عنا".
وكشف أنه أبلغ رسميا،
بأن مراسلاته إلى الرئيس الروسي، للتصرف بشأن السفينة، أحيلت إلى وزارة الخارجية
الروسية، وأن السفير الروسي في بيروت، سخر من تكرار مناشداته، وقال له: "ماذا
تريد؟.. أن يرسل لك قوات خاصة للأفراج عن السفينة بالقوة؟".
وأوضح أن الأفراج تم
عنهم في نهاية المطاف، بعد رفعهم دعوى قضائية في بيروت، بأنهم يتعرضون لاحتجاز غير
قانوني في لبنان.
اقرأ أيضا: صحف عبرية: انفجار بيروت.. إهمال أم عمل مقصود؟
وقال إن شحنة نترات
الأمونيوم، جرى تفريغها في المستودعات، تحت مسؤولية وزارة النقل اللبنانية، مشيرا
إلى وصول معلومات إليه من قبل بحارة قدموا من لبنان، بأن السفينة غرقت قبل سنتين
أو ثلاثة.
وكشف أن السفينة كانت
تعاني من ثقب صغير، وكان من اللازم ضخ المياه منها بشكل دوري، "وبدون الطاقم
لم يكن هناك أحد بمقدروه القيام بذلك".
وحمّل القبطان بروكوشيف، السلطات اللبنانية
مسؤولية كارثة بيروت، وقال: "هم الملامون، لأنهم احتفظوا بالشحنة، وكان
استخدامها كأسمدة بدلا من تركها غير مستقرة في الميناء".
وأشار القبطان الذي
يعيش حاليا في شبه جزيرة القرم، أن تلك الرحلة كانت أول عقد له، وتجربته الأولى في
الأبحار، واصفا إياها بالمريرة.
ووصف بروكوشيف مالك السفينة جريشوشكين بأنه "رجل ماكر،
ولم يف بوعوده" ودفع عدم اهتمامه بالسفينة، بحارتها إلى الإضراب لاتخاذ إجراء
ما تجاههم، ولم يكن لديهم حتى ما يكفي من الطعام على متنها، فضلا عن حرمانهم من
رواتبهم.
القبطان بروكوشيف يقيم في شبه جزيرة القرم