هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تردي الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 14 عاما، وتداعيات وباء كورونا، تسلط "عربي21" الضوء على واقع إقبال المواطنين الفلسطينيين على شراء الأضاحي هذا العام.
ننتظر المال
في حوش لبيع الأغنام، وقف يتفحص بعمق وحيرة، ما الذي يمكن أن يبتاعه من الأغنام الكثيرة المعروضة كي تكون أضحيته لهذا العام، وبعد نقاش وجدال على السعر وقع اختيار المواطن "أبي محمد" على خروف متوسط الوزن، حتى يكون "في متناول اليد" كما أفاد.
وأكد "أبو محمد" لـ"عربي21"، أن "عدم انتظام الرواتب بالنسبة للموظفين، ودفعها غير كاملة، انعكس على قدرتهم على اختيار أضاحيهم لمن لديه القدرة وقرر أن يضحي هذا العام".
أما الموظف لدى السلطة الفلسطينية نبيل أبو طه (45 عاما)، الذي تعود أن يضحي طيلة العشرين عاما الماضية، فقد دفعته ظروفه والتزاماته المادية المتعددة ومنها الرسوم الجامعية الخاصة بابنته، إلى الامتناع عن شراء الأضحية لهذا العام حتى الآن.
وقال: "أنا أعمل بما يتوفر تحت يدي، ولا أستطيع أن أكلف نفسي فوق طاقتها أو أن أقترض، ولا يكلف الله نفسها إلا وسعها".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أنه يتقاضى فقط في هذه الفترة 35 بالمئة من إجمالي راتبه الشهري، لأنه ضمن الموظفين المدرجين تحت بند "التقاعد المالي" الذي أقرته السلطة.
وعن فقدانه لأجواء السعادة والمرح التي تسود البيت في عيد الأضحى والتي تعود عليها طيلة السنوات الماضي، أكد أبو طه أن "غياب الأضحية لهذا العام، سيؤثر سلبا على جميع أفرد الأسرة وخاصة الأطفال"، مضيفا: "النية موجودة حتى رابع يوم العيد، فقط ننتظر توفر المال".
اقرأ أيضا: كيف تأثرت أسواق الأضاحي في مصر بإجراءات مواجهة كورونا؟
الأضاحي متوفرة
من جانبه، أوضح تاجر التجزئة عاهد كوارع، وهو صاحب حوش لبيع الأغنام على طريق رفح-خانيونس، أن حركة بيع الأضاحي "ضعيفة جدا، نظرا لعدم تقاضي فئة الموظفين رواتبهم"، مضيفا: "الأغنام متوفرة، ولكن إلى الآن لا يوجد من يشتري سوى القليل جدا، ربما يتحسن البيع في الأيام المقبلة مع قرب العيد".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الكثيرين ممن يريدون شراء الأضحية، يرغبون بتقسيط سعرها، وهذا الأمر لا نستطيع توفيره، نظرا لصعوبة الأوضاع، إلا في حالات نادرة، بأن يتم البيع على دفعتين فقط"، مشيرا إلى أن أسعار الأغنام الخاصة بالأضاحي، قريبة من أسعار العام الماضي، إذ يبلغ ثمن كيلو "العساف" خمسة دنانير أردنية (7.05 دولار)، أما "الليبي" فيصل إلى 4.25 دينار لكل كيلو (5.99).
وللوقوف على مدى توفر الأضاحي هذا العام في قطاع غزة المحاصر، أوضح مدير عام الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، حسن عزام، أنه "يتوفر في القطاع نحو 30 ألف رأس من الأغنام و18 ألف رأس من العجول والأبقار".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "كمية الأضاحي المتوفرة تغطي احتياجات القطاع، بناء على إحصائيات العام الماضي، حيث ذبح 12 ألف رأس من الأبقار والعجول تقريبا ونحو 14 ألف رأس من الأغنام".
وتوقع عزام، زيادة عدد الأضاحي لهذه العام، بذبح 15 ألف رأس من الأبقار والعجول ومثلها من الأغنام، وهذا يعود إلى استعداد العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية لتنفيذ مشاريع الأضاحي، لافتا إلى أن عدد الأضاحي وصل في القطاع قبل فرض الحصار وتدهور الوضع الاقتصادي، إلى نحو 30 ألف رأس من الأغنام و20 ألف رأس من العجول والأبقار.
ونوه إلى أن الأضاحي من العجول والأبقار تصل إلى القطاع عبر المعابر التي يتحكم فيها الاحتلال الإسرائيلي، أما الأغنام فمعظمها تصل إلى القطاع من مصر عبر معبر رفح البري، مؤكدا أن الوزارة تقوم بإجراء فحص طبي لجميع الحيوانات الواصلة إلى القطاع المحاصر.
اقرأ أيضا: "إمبراطور" للبيع بسوق للأضاحي بإسطنبول بـ6.5 ألف دولار (صور)