هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي؛ إن "إسرائيل واليونان ومصر تواجه بصورة مشتركة ما بات يعرف بـ"التحدي التركي"، ويضعها أمام اختبارات قاسية، مما قد يحمل تنبؤات مفادها أن تصاعد الصراعات في شرق البحر المتوسط، قد يصل درجة التدهور نحو مواجهة عسكرية".
وأضاف
عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في دراسة ترجمتها "عربي21"، أن "الاجتماع الحكومي الذي
شهدته إسرائيل في حزيران/ يونيو بحضور رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في
إسرائيل، له أهمية استراتيجية تفوق جائحة كورونا والسياحة، ففي الأسابيع التي تلت القمة،
ازدادت حدة التحدي الذي تواجهه إسرائيل وشركاؤها في شرق البحر المتوسط، خاصة اليونان
وقبرص ومصر، في مواجهة السلوك التركي الجامح".
وأشار
ليرمان، مساعد رئيس قسم السياسات الدولية بمجلس الأمن القومي، وتولى مسؤوليات عسكرية
في الجيش طيلة 20 عاما، أنه "على المستوى الإيديولوجي والسياسي، ومنذ هزيمة الحزب
الحاكم ببلدية إسطنبول، عمل الرئيس رجب طيب أردوغان على وضع الأجندة القومية
الإسلامية في مركز سياسته الخارجية، بما فيها استهداف إسرائيل، كما يتضح من مقارنته
بين إعادة افتتاح مسجد آيا صوفيا وتحرير المسجد الأقصى".
وأكد
ليرمان، رئيس دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أنه "على
المستوى الجيو-استراتيجي والاقتصادي، يركز أردوغان على تحديد خريطة ترسيم الحدود
الاقتصادية للمياه في شرق البحر المتوسط، وهي قضية ذات أهمية كبيرة لإسرائيل، لأنها
تنطوي على تدخل عسكري تركي بليبيا، وتثير مخاوف بشأن الاشتباكات العسكرية حول النشاط
الاقتصادي قرب شواطئ الطاقة".
وأكد
أنه "لأسباب واضحة، وقبل كل شيء، فإن التحدي الإيراني والجبهة الشمالية الذي يواجهها
هذه الأيام بالذات، تفضل إسرائيل ألا تكون شريكا عسكريا نشطا في إعداد المواجهة
العسكرية المحتملة بجانب اليونان أو مصر أمام تركيا، لكنها قد تساعد بتعزيز التعاون
الاستخباراتي، والمشتريات الأمنية، والتنسيق السياسي في واشنطن، وكل ذلك قد يحد من
جرأة أردوغان وتطلعاته الإقليمية".
وأشار إلى أن "إسرائيل تواجه جملة من التحديات على المستوى الإقليمي، وتحديدا في سوريا
ولبنان وليبيا والعراق واليمن، وباستثناء لبنان، حيث التأثير إيراني، فإن كل ما
تبقى من الساحات تنشط فيها تركيا بصورة فاعلة، لأنها تلقي بظلال طموحاتها
الاستراتيجية على مستقبل شرق البحر المتوسط، لا سيما اتفاقية الأتراك مع حكومة الوفاق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وما حددته من خريطة تقسيم المياه الاقتصادية في شرق البحر
المتوسط".
اقرأأيضا: اتفاق يوناني قبرصي لنقل غاز إسرائيل لأوروبا.. فماذا عن مصر؟
وأضاف
أن "المخاوف الإسرائيلية من الاتفاقية الليبية التركية سببها أنها تمنح
طرابلس حدودا بحرية مشتركة مع المياه الاقتصادية لأنقرة، ولن يكون لمصر حدود مشتركة
مع اليونان؛ وفيما تتجاهل الاتفاقية حقوق اليونان في جزيرة كريت، فإن القراءة
الإسرائيلية لها تحمل معطيات بأن أردوغان يسعى لإمكانية إعادة فتح مسألة مسار
الحدود في بحر إيجة مع اليونان".
وأشار إلى أن "الأسابيع الأخيرة تابعت إسرائيل تدهورا بعلاقات الجانبين، بسبب نوايا
تركيا لإجراء استكشاف للطاقة قرب جزيرة كريت، وصدور تصريحات حربية وتحذيرات متبادلة
من الضباط الأتراك واليونانيين، ورغم الذكريات الصعبة التي خلفها صراع قبرص عام
1974، فإن احتمال نشوب حرب بين الدولتين العضوين في الناتو كان يُنظر إليه منذ
سنوات على أنه فكرة وهمية، لكن الظروف الحالية قد تجعله احتمالا غير مستبعد".
وأوضح
أن "إسرائيل ترى أن "معركتها" ضد التطلعات التركية في شرق البحر
المتوسط،
تواجهها جملة عوامل إقليمية وقوية لها تأثير على ميزان القوى، فمصر تتعرض لضغوط
مزدوجة: من إثيوبيا بشأن قضية السد، وتهديد الإخوان المسلمين على الجبهة الليبية، وباتت
هاتان مسألتان ذات أهمية وجودية لنظام السيسي، مما يخلق احتمال حدوث صدام بين مصر
وتركيا".
وأكد
أن "المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، تفيد بأن اليونان تدعم بشكل كامل التحركات
المصرية في ليبيا، ولكن من المشكوك أنها ستكون قادرة على التدخل في مواجهة عسكرية
بجانبها ضد تركيا، أما عما يمكن أن تفعله إسرائيل، ففي حال تصاعدت الصراعات في شرق
البحر المتوسط لدرجة التدهور نحو صراع عسكري، فلن تتمكن من المشاركة بشكل مباشر في القتال ضد تركيا،
سواء مع اليونان وقبرص، أو مع مصر في ليبيا".
وأعاد
السبب في ذلك إلى أن "الجيش الإسرائيلي متيقظ لخوض صراع قد يندلع على الجبهة
الشمالية، ولمواجهة إيران وطموحاتها النووية، دون أن يعني أن إسرائيل ليس لها دور بميزان
القوى، ففي البعد الاستخباراتي، فإن الواقع المتغير في شرق البحر المتوسط يتطلب
تعديلات في الجيش الإسرائيلي، سواء في تخصيص الموارد، أو هيكل مجتمع المخابرات، بحيث
يبقى التهديد الإيراني والحالة الفلسطينية في سلم الأولويات".
وختم
بالقول بأن "تعميق التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي مع اليونان ومصر، عنصر
أساسي في الاستعداد الملائم للتحدي الذي تفرضه تركيا، بجانب الأنشطة العسكرية المشتركة،
والتركيز على تمارين القوات الجوية والبحرية، وبالاشتراك مع القوات الأمريكية، والتركيز
على تعزيز العلاقات، والحفاظ على توازن القوى الإقليمي، وتعزيز البحرية
الإسرائيلية في مواجهة التسلح البحري التركي".