صحافة دولية

أتلانتك كاونسل: هل أثر كورونا على حزب الله في سوريا؟

حزب الله ما يزال ينشط في سوريا لصالح نظام بشار الأسد- الإعلام الحربي التابع للحزب
حزب الله ما يزال ينشط في سوريا لصالح نظام بشار الأسد- الإعلام الحربي التابع للحزب

نشر موقع "أتلانتك كاونسل"، تقريرا تناول طبيعة تأثير فيروس كورونا على حزب الله في سوريا، لا سيما مع إغلاق المعابر الحدودية مع لبنان بسبب الوباء.

 

وتحت عنوان: "وسط الوباء، يدفن حزب الله مقاتليه الذين قتلوا في سوريا"، قالت معدة التقرير لليزي بورتر الصحفية التي تقيم في بيروت، إن لبنان أغلق في 19 آذار/ مارس حدوده بما في ذلك المعبر الحدودي مع سوريا ضمن جهوده لمنع انتشار فيروس كورونا. 


وقال مسؤول إعلامي للحزب للصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بقايا مقاتلين أعيدت من سوريا قبل بداية الإغلاق العام بسبب كورونا، ولكنه لم يقدم تاريخا محددا. وتم الاحتفاء وبشكل واسع بالجثث التي عادت على المواقع الإخبارية وفيسبوك المؤدية لحزب الله، بعد رفع الإغلاق، بما فيها صورة تظهر ثلاث جثث ملفوفة بقماش أخضر قبل الدفن.

 

وقالت أربعة مصادر للصحيفة، إن الحدود لم تغلق أمام حزب الله. 

 

اقرأ أيضا: موقع لبناني يتهم حزب الله بـ"الفساد" مستغلا سوريا للتهريب

 

ولكن عودة الجثث لا تقتصر على بقايا من قتلوا في الماضي، بل وذكرت وسائل إعلامية مقتل عدد من المقاتلين اللبنانيين منذ الإغلاق العام بسبب كوفيد-19، ما يشير لاستمرار مشاركة الحزب والتدريب في سوريا.

ومن هؤلاء جاد ياسين صوفان من جنوب لبنان، وأعلن عن وفاته في 10 تموز/ يوليو، وشيعت جثته في مزار السيدة زينب، جنوب دمشق قبل إعادتها للبنان.

وكان المزار الذي يتدفق عليه الحجاج الشيعة المبرر الذي استند عليه حزب الله للمشاركة في الحرب السورية قبل سبعة أعوام، متعللا بحمايته. ولم تعرف ظروف الوفاة، ولا مكانها، حيث اكتفى الحزب بالقول إن الشخص مات "وهو يقوم بواجب الجهاد". 

 

وقال مقاتل من حزب الله في بيروت للصحفية معدة التقرير: "الحدود مغلقة أمامك فقط". وأكدت المصادر تفاصيل العودة ومعظمها بقايا لمقاتلين قتلوا عام 2013 في معارك بسوريا مع المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية، قرب دمشق.

 

وما يزال النبش في المناطق التي استعادتها القوات الموالية للأسد عن جثث المقاتلين اللبنانيين التي لا تزال مفقودة في سوريا.  


وقال مواطن مؤيد لحزب الله في جنوب لبنان إن "الجيش العربي السوري وحزب الله يبحثان عن الجثث في الغوطة الشرقية وهناك جماعات أوكلت لها المهمة".

 

اقرأ أيضا: تحت ستار التصعيد.. مليشيات إيرانية تتمدد بالجنوب السوري
 

وقال: "لا تزال الجثث مفقودة في الغوطة الشرقية وريف حلف وعدد آخر في الصحراء، شرق سوريا، وهم يبحثون عنها. وبعضها تم تبادله في صفقات مع المعارضة المسلحة، وبعضها تم الكشف عنها في مناطق معينة وسؤال السكان المحليين كما حدث في الفترة الأخيرة". 

 

وقدمت المصادر روايات مختلفة عن نقل الجثث من سوريا إلى لبنان.

 

وقال مصدر إن الحزب استخدم المعبر الرئيس مع سوريا، فيما قال آخر إن الحزب يستخدم "طرقا خاصة" بعيدا عن نقاط التفتيش على الحدود.

 

ويفتح المعبر الحدودي مع سوريا يومين في الأسبوع لفتح المجال أمام المواطنين اللبنانيين للعودة إلى لبنان، و"لا توجد معلومات" عن عودة جثث تابعة لحزب الله كما يقول جهاز الأمن العام اللبناني الذي يدير المعابر. 


وقال مسؤول إعلامي في حزب الله: "يتعامل حزب الله مع بقايا المقاتلين الذين سقطوا في المعارك بنفسه، ولديه متخصصون في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة للقيام بفحوص الحمض النووي، والتأكد من الهويات".

 

ولم تكن وزارة الصحة اللبنانية قادرة على توفير معلومات عن الشروط والمعايير لإعادة البقايا البشرية عبر الحدود. 


وتعلق الكاتبة أن جنازات المقاتلين العائدين التي نظمها ومولها حزب الله، لم تكن متناسقة مع قواعد التباعد الاجتماعي.

 

ففي جنازة بلال حاطوم الذي عادت بقاياه في بداية نيسان/ أبريل، ظهر مشاركون بالكمامات، والتزموا بالتباعد الاجتماعي، لكن آخرين اجتمعوا قريبا من كفنه، الذي لف بعلم حزب الله الأصفر.


وقلل مقاتل حزب الله، "حسن"، الذي عاد من سوريا بداية العام الجاري، من أثر فيروس كورونا على الحزب، وقال: "لم يؤثر فيروس كورونا على حزب الله، وانتهت المعارك في سوريا، ومن كان هنا ظل هنا، ومن كان هناك ظل هناك".

 

وأضاف: "عندما يكون الوضع مستقرا سنعود إلى لبنان، وعندما يصبح متوترا نعود إلى سوريا".

 

اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: لهذا لا يرد حزب الله على القصف بسوريا

ولم تسجل سوريا ولبنان إلا حالات قليلة من اللإصابات بكورونا. وفرضت بيروت إغلاقا عاما، وبلغ عدد الإصابات حتى 13 تموز/يوليو 2.334 حالة، و36 وفاة من سكان يبلغ عددهم 6 ملايين نسمة.

 

وفي سوريا، لا تزال الأعداد بالمئات، مع أن هناك شكوكا في دقتها. وفي سوريا، تدرب حزب الله وقاتل إلى جانب القادة والمليشيات الأفغانية والسورية والإيرانية، وزاد من تجربته القتالية. وأصبحت التجربة جزءا من سرديات الحزب وانتصاراته. 

التعليقات (0)