سياسة دولية

محمود ديكو.. الإمام الذي يقود الاحتجاجات ضد الفساد في مالي

يعد الإمام محمود ديكو قوة الحشد الحقيقية وراء تلك الاحتجاجات- مونت كارلو الدولية
يعد الإمام محمود ديكو قوة الحشد الحقيقية وراء تلك الاحتجاجات- مونت كارلو الدولية

برز اسم الإمام محمود ديكو، كأحد أبرز المؤثرين في تواصل الاحتجاجات في مالي، والتي تطالب برحيل الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا.

وتستمر حشود ضخمة في حملة احتجاجات جماهيرية في جميع أنحاء مالي، ضد الفساد والمحسوبية، وضعف الخدمات العامة، وسوء الممارسات في الانتخابات، وعجز الحكومة عن وضع حد للعنف، غير مكترثة بالمخاطر التي التي قد يتسبب بها انتشار فيروس كورونا.


وأفاد تقرير نشرته "بي بي سي" بأن الإمام محمود ديكو يعدّ هو قوة الحشد الحقيقية وراء تلك الاحتجاجات، فهو اللاعب الأساسي في هذا التحدي لرئيس يفتقد للطاقة والأفكار اللازمة لمواجهة المشاكل الضخمة التي لا تزال تتراكم في مالي، على الرغم من وجود ما يقرب من 15 ألف جندي دولي والتدفق المستمر للمساعدات الخارجية. 


وديكو كان لاعبا رئيسيا في الحياة العامة منذ عقد على الأقل، ولكن يظهر نفوذه اليوم أكثر من أي وقت مضى. ففي نيسان/ أبريل عام 2019 نظم احتجاجات أدت إلى إقالة رئيس الوزراء آنذاك سوميلو بوبيي مايغا.


وتعد قوة الحشد لدى الإمام ديكو هي التي أعطت قوة التفاوض لحلفائه السياسيين التقليديين.
ويوم الثلاثاء الماضي جلس زعماء معسكر الرئيس كيتا للتفاوض مع تحالف المعارضة المعروف باسم M5.

 

اقرأ أيضا: "الجماعات الجهادية" توسع عملياتها بدول الساحل الأفريقي

ولكن قبلها بيومين التقوا بالإمام لأول مرة، مدركين أنه يتمتع بنطاق من الشعبية قد يكون حاسما.

وأبدى وسطاء دوليون أيضا، من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى مالي والاتحاد الأوروبي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، اهتماما أيضا بالإمام ديكو.


ولد الإمام ديكو في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في منطقة تمبكتو، وكان في الأصل مدرسًا للغة العربية، ودرس في المملكة العربية السعودية وأصبح الزعيم الديني للمسجد في بادالابوغو، إحدى ضواحي باماكو وتطل على النهر.


وشغل منصب سكرتير المنظمة الدينية الحكومية الرئيسية حتى نهاية نظام الحزب الواحد وإقامة الديمقراطية قبل ما يقرب من ثلاثة عقود.


ويحظى الأمام ديكو بتأييد قوي بين أحزاب المعارضة، وفي نفس الوقت، بعض حلفائه المعارضين علمانيون، ويغذي الاحتجاجات الحالية الغضب على كل الأشياء الخاطئة، ولكن لا يعني ذلك أن هناك شهية شعبية واسعة لتحويل مالي إلى جمهورية إسلامية.


ويبدو أن احتمال استقالة كيتا، الذي أعيد انتخابه في عام 2018 بتفويض قوي، ضئيلا، ولكنه قد يوافق على التراجع إلى دور ذي طابع شرفي أكثر، بينما تنضم المعارضة إلى حكومة وحدة تخرج السلطة الحقيقية من يديه.

التعليقات (0)