هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تلقى حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، هزيمة ثقيلة في الانتخابات المحلية، التي أجريت، الأحد.
والمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية كانت مزمعة في 22 آذار/ مارس الماضي، قبل تأجيلها جراء تفشي فيروس كورونا.
ولم يشارك في عملية التصويت، 60 بالمئة من الناخبين، حيث شارك فيها 16.5 مليون ناخب فقط، لاختيار 5 آلاف مرشح.
وبلغ عدد رؤساء البلديات ومساعديهم، الذين جرى اختيارهم في الجولة الأولى (أجريت منتصف آذار/ مارس) والثانية من الانتخابات، 34 ألفا و967.
تقدم حزب الخضر
وبحسب إحصاءات أولية، فقد تعرض حزب ماكرون للهزيمة بمعظم المدن الكبرى، حيث نجح منافسه حزب "الخضر" في الفوز بمدن بوردو ومارسيليا وستراسبورغ وغيرها.
اقرأ أيضا: انتخابات بلدية في فرنسا.. وتوقعات بفشل حزب ماكرون
وفاز رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، برئاسة بلدية مدينة لوهافر، بعدما ترشح بشكل مستقل، رغم انتمائه لحزب "الجمهورية إلى الأمام".
وفي باريس، أُعيد انتخاب الاشتراكية "آن هيدالغو" على رأس بلديتها، بعد حصولها على نسبة 47.7 بالمئة من الأصوات.
أما في مدينة "بيربينيا"، فكان الفوز من نصيب "لويس أليوت"، مرشح حزب "الجبهة الوطنية" (يميني متطرف) بقيادة ماري لوبان.
وثبّت الخضر أنفسهم عبر هذه الانتخابات كأكبر قوّة يسارية في فرنسا، تواصلا لعملية إعادة ترتيب المشهد السياسي في عدة دول أوروبية حيث يحقق أنصار البيئة تقدما مع ازدياد أهمية قضية المناخ.
يذكر أنه يوجد وزراء خضر في السويد وفنلندا والنمسا، ويحققون صعودا في ألمانيا.
ويأتي البروز الجديد لليسار في صورة الأحزاب البيئية في وقت صار فيه قسم من الرأي العام ينظر إلى حزب ماكرون باعتباره ينفّذ سياسة قريبة من اليمين، وذلك بعد أن حقّق نجاحه بتبنّي سياسة وسطية.
أي أثر على ماكرون؟
ويبرز تساؤل الآن حول أثر نتائج الانتخابات على توجه إيمانويل ماكرون في العامين الأخيرين من ولايته، فهل سيتعامل مع الخضر؟ وهل سيبقي رئيس الوزراء الذي انتصر في لوهافر؟
والرئيس الفرنسي، الذي يجري مشاوراته ولكنه لا يكشف عن نواياه، يملك وحده مفاتيح تعديل وزاري محتمل.
ولمّح ماكرون إلى أن أزمة فيروس كورونا المستجد ستغيّر الأوضاع بشدة.
ويجب أن يؤمّن الرئيس توازناً هشا بين رغبة الجناح اليساري في حزبه في تبني توجه بيئي، والخيارات الليبيرالية التي طبعت بداية ولايته.
وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة انشقاقات لنواب من حزب "الجمهورية إلى الأمام" أدت إلى خسارته الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.