ملفات وتقارير

انتقادات لرئيس برلمان اليمن بسبب مواقفه من وحدة بلاده

اتهم سياسيون البركاني بالصمت إزاء ما يجري من مخططات لتقسيم اليمن
اتهم سياسيون البركاني بالصمت إزاء ما يجري من مخططات لتقسيم اليمن
وجه سياسيون ومراقبون انتقادات واسعة لرئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، على خلفية مواقفه من مساعي التقسيم والتفتيت الذي يعمل عليها المجلس الانتقالي، وخصوصا فيما يتعلق بسيطرته مؤخرا على أرخبيل سقطرى جنوب البلاد، ومواقفه من ملف المليشيات المسلحة المدعومة من حكومة أبوظبي.

ونظر اليمنيون بتفاؤل لتفعيل مجلس النواب من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وانتزاع هذه الورقة من يد جماعة الحوثي في صنعاء، إلا أنهم أصيبوا بخيبة آمل، حيال الحياد الذي التزم به البركاني الذي اختير بتوافق جميع الكتل البرلمانية في 13نيسان/إبريل 2019، أمام قضايا تمس الوحدة الوطنية وسيادة اليمن على أراضيه.

وأثار الموقف الذي أبداه رئيس البرلمان اليمني، من وحدة الصين، في أيار/ مايو الماضي، حفيظة قطاع واسع من اليمنيين، طالما انتظروا موقفا مماثلا منه أمام مؤامرات تقسيم اليمن، وآخرها مساعي انتزاع جزيرة سقطرى (الواقعة في المحيط الهندي)، وفق مراقبين.

وأواخر أيار/ مايو الماضي، نشر البركاني ما دار بينه وبين السفير الصيني لدى اليمن.

وكتب رئيس البرلمان اليمني عبر تويتر قائلا: "بلادنا تدعم وحدة الصين وسلامة أراضيها وحقها في اتخاذ الإجراءات الدستورية التي تتفق، وعملها الوطني على أرضها في جميع أرجاء الصين بما في ذلك جزيرة هونغ كونغ والبر الصيني بكامله، وبسط نفوذها على جغرافية الصين الواسعة وجزرها ومياهها إلى ما بعد بحر الصين".


"مرتهن للإمارات"

واتهم الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة البركاني بأنه "مرتهن للإمارات".

وتابع في حديث لـ"عربي21": يعتقد (البركاني) واهما مثل العديد من قيادات المؤتمر ـ حزب كان يقوده الرئيس الراحل، علي صالح ـ أن أبوظبي قادرة على إعادة الحزب للسلطة مرة أخرى إذا ما انبطح أكثر وقدم التنازلات".

ويعتقد الزرقة أن "السعودية والإمارات جلبتاه (البركاني) لمنصب رئاسة البرلمان، تحسبا لوفاة هادي (الرئيس اليمني)".

"عدم احترام منصبه"

من جهته، قال الصحفي والكاتب اليمني، مأرب الورد إن موقف رئيس البرلمان اليمني مما يجري في بلده، جراء ما تقوم به مليشيات الإمارات من تقويض للسلطة الشرعية وتقسيم البلاد، يكشف "عدم احترامه لمنصبه".

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "صمته (البركاني) مخيب للآمال، مقارنة بموقفه الداعم لوحدة الأراضي الصينية".

وأشار الورد إلى أن "البركاني لم يلتزم بمسؤوليته الدستورية، كونه رئيس السلطة التشريعية في اليمن".

وتابع الصحفي اليمني قائلا: "على البركاني أن يدرك أن انتخابه رئيسا للبرلمان جاء في ظرف لم يكن يحلم به، لافتا إلى أنه إذا لم يقم بدوره، سيكون مثله مثل الآخرين الذين تخلوا عن دورهم ومسؤولياتهم في هذه المرحلة".

وأردف: "التاريخ لن يرحم أحد".

وحسب الصحفي الورد، فإنه "مثلما تبنى الموقف القوي من وحدة الصين، ننتظر قيامه بالدور والموقف نفسه فيما يتعلق بالوحدة اليمنية التي تتعرض للتقسيم بشكل علني".

وقال: "كان يفترض أن يكون اهتمام رئيس البرلمان بجزيرة سقطرى أكبر، عقب السيطرة عليها من قبل مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا، وكذلك أيضا، من الوجود الإماراتي في مدينة المخا (على البحر الأحمر)، الخاضعة لهيمنة إماراتية غير مباشرة من خلال مليشيات محلية موالية لها".

ويواجه البرلمان انتقادات من نخب سياسية يمنية ومن أعضاء في البرلمان ذاته، بعد تجاهله لكثير من الملفات والأحداث التي شهدتها اليمن، وخصوصا في المحافظات المحررة التي تتساقط واحدة تلو الأخرى بيد مليشيات مسلحة، مدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية وشريكتها، دولة الإمارات.

وشهد الأسبوع الماضي، أجواء ساخنة داخل البرلمان، عقب تصريح أدلى به عضو البرلمان مفضل الأبارة، قال فيه إن البرلمان لم يتمكن من إصدار بيان حول أحداث سقطرى بسبب اصطدامهم بما وصفها "كتلة الإمارات"، في إشارة إلى أعضاء حزب المؤتمر (جناح القاهرة وأبوظبي). 

وقال النائب مفضل الأبارة: "كان هناك توجه لدى الكثير من أعضاء مجلس النواب لإصدار بيان، وتبني موقف قوي تجاه ما حدث ويحدث في أرخبيل سقطرى من إسقاط لمؤسسات الدولة".

وأضاف في  تصريح للتلفزيون الرسمي، الذي يبث من الرياض، أن جهود أعضاء المجلس اصطدمت بموقف مناهض في البرلمان.

وتابع: "للأسف الشديد اكتشفنا في مجلس النواب أن "كتلة الإمارات" هي أكبر كتلة في المجلس" (في إشارة لأعضاء المجلس الموالين لنجل صالح المقيم في أبوظبي، أحمد).

ودفع تصريح النائب الأبارة، وهو عضو في المجلس عن حزب الإصلاح، كتلة حزب المؤتمر بالمجلس، إلى الرد عليه بهجوم عنيف على لسان مصدر مسؤول في الكتلة التابعة للحزب. 

وأدان المصدر في كتلة المؤتمر بالبرلمان، تصريحات زميلهم الأبارة التي وصف فيها "كل الكتل وأغلبيتها التي لم تخضع وتساير توجهات حزبه، بالكتلة الإماراتية، بحجة رفض إصدار بيان حول الأحداث من سقطرى".

وقال البيان إن تصريحات الأبارة جاءت "دون مراعاة للدستور والقانون والمصلحة الوطنية، ودون مراعاة أن بعضا من قيادات المؤتمر العليا تحت العقوبات والإقامة الجبرية في عاصمة دولة الإمارات"، في إشارة إلى نجل صالح.

وهاجم  المصدر بحزب المؤتمر، حزب الإصلاح قائلا: "كان الأحرى بالتجمع اليمني للإصلاح ووسائله الإعلامية وقيادته المقيمة في فنادق الرياض وفي ضيافة السعودية، أن ترعى المعروف وتتذكر العهود قبل أي تصريح وتلويح ضد البرلمان ودول التحالف العربي ومعاداة بعض دوله، أو أن تنتقل إلى إسطنبول مقر قيادتهم ودولة خلافتهم المزعومة".

وفي 22 حزيران/ يونيو الجاري، أصدر رئيس مجلس النواب اليمني، قرارا بتشكيل لجان تقصي حقائق بشأن الأحداث التي شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى، وذلك بعد 3 أيام من سيطرة ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" عليها.

 

من جهته وجه القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر اليماني، انتقادات لاذعة للقيادي البارز في حزبه ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني على خلفية قراره تشكيل لجنة تقصي حقائق فيما جرى في سقطرى.

فيما هاجم وزير النقل اليمني المستقيل، صالح الجبواني، رئيس مجلس النواب.

وقال الجبواني في تسجيل مصور: "بعدما جرى في سقطرى من قبل ما يسمى "المجلس الانتقالي"، وأعلن "إدارة ذاتية"، بينما رئيس مجلس النواب يشكل لجنة تقصي حقائق".

وبحسب الجبواني، فإن البركاني "يطمح أن يصبح رئيسا لليمن، بتنصيب من الإمارات، وسوف يتنازل عن اليمن وعن سقطرى".

 https://twitter.com/YaserAlyamani/status/1274777850894262275   

0
التعليقات (0)

خبر عاجل