ملفات وتقارير

ما هي القرارات التي أدت إليها مكافحة العنصرية في أمريكا؟

أعلنت العديد من العلامات التجارية الشهيرة اعتزامها إزالة الصور المرتبطة بالقوالب النمطية العرقية من أغلفة منتجاتها- الأناضول
أعلنت العديد من العلامات التجارية الشهيرة اعتزامها إزالة الصور المرتبطة بالقوالب النمطية العرقية من أغلفة منتجاتها- الأناضول

نشرت صحيفة "ايزفستيا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن إعلان العديد من العلامات التجارية الشهيرة اعتزامها إزالة الصور المرتبطة بالقوالب النمطية العرقية من أغلفة منتجاتها، عقب الحملة المناهضة للعنصرية التي تلت مقتل جورج فلويد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه العلامات ستشمل المنتجات التي تصور السود كطهاة أو قائمين بمهن أخرى في قطاع الخدمات. 

وأضافت الصحيفة أن حملة مكافحة العنصرية، التي اجتاحت نصف العالم على نطاق مماثل للحملة التي نددت بالتحرش الجنسي التي شهدها العالم، ترسخت أيضا في الأيام الأخيرة داخل أكبر الشركات المصنعة للسلع الاستهلاكية. وفي أعقاب الحركة الاحتجاجية "حياة السود مهمة"، بدأت بعض الشركات في تعديل مظهر منتجاتها الشعبية من أجل إزالة أي تلميحات تشير إلى العنصرية.

 

وكانت شركة "مارس المتحدة"، التي تمتلك العلامة التجارية للأرز الفوري ومجموعة صلصات "العم بن"، أول الشركات التي سارعت إلى إجراء بعض التعديلات. في الحقيقة، يعتبر الرجل الأمريكي من أصول أفريقية، الذي يرتدي ربطة عنق، شعار هذا المنتج. وفي الولايات المتحدة ذاتها، كان أرز هذه العلامة التجارية الأكثر مبيعا لعدة عقود. لكن في سنة 2020، اعتبر مواطنو الولايات المتحدة أن صورة العم بن تمثل ترسيخا للعنصرية، كما أن مناداته بالعم بدلا من السيد تشير إلى الأوقات المخزية للفصل العنصري. 

وذكرت الصحيفة أنه عند إعلان شركة مارس المتحدة عن نيتها في تغيير شعارها الذي يتجاوز عمره عشر سنوات، قالت: "لا مكان للعنصرية في المجتمع، ونحن متضامنون مع ذوي البشرة السوداء وشركائنا في الكفاح من أجل العدالة الاجتماعية". بينما لم تعلن الشركة عن الشعار الجديد لمنتجات هذه العلامة التجارية. 

بالإضافة إلى ذلك، توعدت شركة "الشوفان كويكر" بأنها ستعيد تسمية منتجاتها من الشراب والأطعمة، التي تحمل اسم "العمة جيميما"، معترفة بأن العلامة التجارية كانت تستند إلى الصورة النمطية العرقية. وتجدر الإشارة إلى أنه وقع استعارة اسم الشراب من أغنية "العمة المسنّة جيميما"، التي كان يؤديها العبيد ذات مرة، وكثيرا ما وقع انتقاد الصورة إشارة إلى الجنوب المعروف بمسألة انتشار الرق هناك.

وردا على جميع الاتهامات، حاول المسوقون تغيير صورة جيميما، مثل رسم طوق من الدانتيل الأبيض وأقراط من اللؤلؤ عليها، ولكن على خلفية حركة "حياة السود مهمة"، اعتبرت الشركة أنه من الأنسب تغيير الشعار برمته. ودون توجيه اتهامات لها بالعنصرية، قررت العديد من الشركات الأخرى مراجعة عبواتها. فعلى سبيل المثال، أبلغت شركة "بي أند جي فوود" عن إجراء تغييرات في علب حبوب القمح الفورية، التي ظل شعارها لسنوات عديدة يتمثل في رجل ذي بشرة سمراء يرتدي قبعة طهي. 

في السياق ذاته، أعلن منتجو شراب "السيدة بتروورث" عن بحثهم عن صورة جديدة كشعار للمنتوج. ومن المثير للاهتمام أنه لم يكن لمنتجات هذه العلامة التجارية أي صور على الإطلاق، غير أن البعض يرون أن شكل زجاجة شفافة تحتوي على شراب بني هو إشارة إلى النساء السود المسنّات، اللواتي خدمن النساء البيض في عصر العبودية. 

وبينت الصحيفة أن المعالم التاريخية تحولت إلى واحدة من الجبهات المناهضة للعنصرية، حيث دُمرت وكُسرت لا فقط الآثار المرتبطة مباشرة بالرق، ولكن أيضا الشخصيات التاريخية المذنبة بقمع الجماعات العرقية الأخرى، وذلك بحسب منظمي حركة "حياة السود مهمة". فعلى سبيل المثال، دُمر تمثال مكتشف أمريكا، كريستوفر كولومبوس، ورئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل.

على صعيد آخر، تمت إعادة تسمية آخر مطاعم سلسلة سيمبو المتبقية في سانتا باربرا، لا سيما أن هذا الاسم يشير إلى بطل كتاب الأطفال "قصة الأسود الصغير سامبو"، الذي كُتب في نهاية القرن التاسع عشر.

وأوردت الصحيفة أن شركة جونسون آند جونسون اضطرت إلى الإعلان عن وقف مجموعة "نيتروجينا" لتفتيح البشرة في آسيا والشرق الأوسط، موضحة أن البشرة الصحية أفضل بشرة، بغض النظر عن لونها. وقد واجهت شركة يونيليفر، التي تزود السوق الهندي بكريمات تفتيح البشرة، صعوبات مماثلة إثر توقيع أكثر من عشر آلاف شخص على عريضة موجهة إليها لطلب إزالة المنتج من معرض "فير آند لفلي" الحالي أو إعادة تسميته.

وقد يتمثل القرار الأكثر سخافة في تخلي إحدى الشركات التابعة لشركة "نستلي" عن إنتاج الآيس كريم ذي العلامة التجارية إسكيمو بي، معتبرة أن في ذلك إساءة إلى سكان الشمال الأقصى.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ أعلن عن تبرع بقيمة عشرة ملايين دولار للمنظمات التي تعمل من أجل تحقيق العدالة العرقية وتخصيص مايكل جورج، واحد من أشهر لاعبي كرة السلة السود الأمريكيين، مئة مليون دولار، بهدف المساواة العرقية.

التعليقات (0)