هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشارت صحيفة "حرييت" التركية في خبر لها إلى
رفض أنقرة عرضا روسيا لوقف إطلاق النار، بليبيا، لافتة إلى أنها وضعت شروطا لقبول المباحثات
بهذا الشأن.
وقالت صحيفة "حرييت" في تقرير ترجمته "عربي21"،
إن ليبيا كانت البند الرئيس في المحادثة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،
ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 10 حزيران/ يونيو، حيث اتفقا على عقد لقاءات بين
البلدين لبحث الحلول بشأن الأزمة الليبية.
وفي ذات السياق هاجمت فرنسا الدور التركي في ليبيا،
ووصفته بـ"الدور العدواني"، معلنة أنها تريد إجراء محادثات مع الدول الأعضاء
في حلف شمال أطلسي.
مشاركة كل الأطراف الليبية
وكانت تركيا قد تدخلت في المعارك الأخيرة بين حكومة
الوفاق المعترف فيها دوليا وبين قوات اللواء خليفة حفتر، ودعمت حكومة السراج، وفي
نفس الوقت دعم مرتزقة "فاغنر" الروس قوات حفتر.
ودفع الخلاف الروسي التركي حول ليبيا وأيضا لغة الخطاب
الفرنسي الهجومي ضد تركيا للتساؤل حول امكانية حدوث توافق فرنسي روسي ضد أنقرة في
ليبيا؟
يشير المحلل السياسي الروسي، أندريه أونتيكوف، إلى أن
مبدأ روسيا الرئيسي هو مشاركة كل الأطراف الليبية في الحياة السياسية، مضيفا:
"ليس سرا بأن لفرنسا نفس المبدأ وهي تدعم خليفة حفتر، بالمقابل ليس سرا بأن تركيا
ترفض أي دور لحفتر في العملية السياسية، وهنا يكمن الخلاف بين تركيا والدولتين فلذلك
يجب أيجاد حل وسط في هذه المسألة".
وفي حديث لـ"عربي21"، عبر أونتيكوف عن اعتقاده بأنه "لا
يوجد مجال للحديث عن ضغط على تركيا، نعم هناك خلافات بين روسيا وتركيا في بعض القضايا
منها سوريا إضافة إلى ليبيا، ولكن النقطة الإيجابية أن هناك تنسيق ومشاورات مستمرة
على مختلف المستويات بين البلدين، بالتالي أعتقد أيضا أن تواصل روسيا مع تركيا حول
ليبيا سيستمر ويمكن الوصول لتفاهم بينهما وتوقيع اتفاقية تحترم مصالح الدولتين والدول
الأخرى".
وحول إمكانية تشكل تحالف سياسي فرنسي روسي ضد تركيا قال أونتيكوف: "لا
أستبعد ذلك ولكن بالطبع ليس ضد تركيا فالمواقف الروسية والفرنسية تجاه ليبيا متشابهة
بشكل كبير، بالتالي يمكن أن تشكل الدولتين جبهة موحدة، لكن هناك أيضا دول أخرى تدعم
تركيا منها أوروبية، لهذا لا أعتقد أن هناك مجال للحديث عن استخدام التوافقات بين الدول
ضد بعضها، مثل تشكيل جبهة روسية فرنسية ضد تركيا فهذا الأمر غير مقبول".
وأوضح بأنه "لصعوبة تشكيل تحالفات مضادة يجب إيجاد حلا ما عبر المشاورات
الثنائية والجماعية بين الدول المتورطة في ليبيا".
اللجوء إلى الناتو
لكن يبقى السؤال إذا كانت التفاهمات والمشاورات الروسية التركية ستمنع
موسكو من تشكيل تحالف مع فرنسا ضد أنقرة، ما الذي سيمنع فرنسا من البحث عن تعاون
مشترك مع روسيا أو حلف الناتو؟
عبر المحلل السياسي المقيم في باريس إسماعيل خلف الله عن اعتقاده بأن
"فرنسا ترى وتعلم بأن هناك علاقات بين موسكو وأنقرة، وبأنه ليس هناك مصلحة
لهما في التصادم العسكري على الأراضي الليبية، وبالتالي فهي ترى بأنهم ربما سيتوصلان
إلى التحضير لمرحلة ما بعد حفتر، وقد يكون التقسيم كالتالي الشرق الليبي لروسيا والغرب
لتركيا".
وأوضح خلف الله في حديث لـ"عربي21" بأن فرنسا في هذه الحالة ستلجأ
إلى الناتو بحجة أن تركيا تقوم بتوريد الأسلحة لحكومة الوفاق وتستغل عضويتها في حلف
الناتو في ذلك، وبهذا تخرق القرارات الدولية التي قضت بحظر توريد السلاح إلى ليبيا
وفقا لفرنسا".
وأشار إلى أن "باريس ستلجأ أيضا إلى تحريك الاتحاد الأوروبي على أساس أن
تركيا بلعبها حسب الحكومة الفرنسية في ليبيا وفي البحر المتوسط هي خطر مهدد للبيت الأوروبي".
وعبر عن اعتقاده بأن "فرنسا لو كان لها القدرة على إنشاء تحالف مع
روسيا ضد تركيا في ليبيا ستفعل ذلك، لكنها تعلم أن ذلك غير ممكن في الوقت الراهن لتقاطع
العلاقات التركية الروسية، خاصة أن موسكو ترى في قربها من أنقرة في العديد من الملفات
هي ورقة مناورة ضد حلف الناتو".
وأضاف: "اعتقد بأن فرنسا ستعمل على التنسيق مع موسكو وواشنطن للضغط على
تركيا كي توقف دعمها العسكري لحكومة السراج، أيضا ستعمل على دعم مبادرة القاهرة والدور
الإماراتي في ليبيا، فهي ترى بأن وجود تركيا هناك يشكل خطرا مهدد للشركات النفطية الفرنسية
هناك وعلى رأسها توتال".
ملفات ومصالح مشتركة
بدوره أكد أستاذ الإدارة والسياسات العامة صلاح الحنيني، على أن روسيا
يجمعها بتركيا ملفات عدة ومتشابكة كملفي سوريا وإيران وغيرها من المصالح الاقتصادية،
وهذا يدفعها لعدم التضحية بأنقرة لأنها حليف موثوق".
وتابع الحنيني في حديث لـ"عربي21": "أستبعد سعي باريس
لإنشاء تحالف مع روسيا ضد تركيا، خاصة أن السياسة الأوروبية سوف ترفض ذلك، حيث ترفض
اتباع هذا الأسلوب مع أنقرة، أيضا لن تقبل التقارب مع خصمها الأزلي روسيا".
وأكد أن "موقف فرنسا ضعيف بعد خسارة حفتر الأخيرة والذي كانت تعول
عليه كثيرا، أيضا يعتبر التدخل التركي شرعي، فهي تدخلت عبر اتفاقيات مع حكومة
الوفاق المعترف بها دوليا".
وخلص بالقول: "اعتقد أن تحالف موسكو وباريس ضد تركيا مستحيل، فموسكو
لن تضحي بأنقرة ومصالحها المشتركة معها، وباريس لن تستطيع الخروج عن الخط الأوروبي
الرافض للتعاون مع روسيا، أضف إلى ذلك أن تركيا عضو في حلف الناتو الذي يضم فرنسا
أيضا".
اقرأ أيضا: رفض تركي لعرض روسي بوقف إطلاق النار بليبيا.. وخطوط حمر