ملفات وتقارير

ما جدوى مباحثات "البعثة الأممية" بين حفتر و"الوفاق"؟

ذكرت البعثة  أن وفدي حكومة الوفاق وقوات حفتر منخرطان في الجولة الثالثة من المحادثات (5+5)- الأناضول
ذكرت البعثة أن وفدي حكومة الوفاق وقوات حفتر منخرطان في الجولة الثالثة من المحادثات (5+5)- الأناضول

أثار إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن إجراء محادثات عسكرية جديدة بين قوات حكومة "الوفاق" الليبية وقوات "حفتر" مزيدا من التساؤلات عن جدوى هذه الخطوة في ظل استمرار الحرب والاشتباكات بين الطرفين وسط تقدمات ملحوظة لقوات الحكومة.

وذكرت البعثة في بيان لها، وصل عربي "21" نسخة منه، أن وفدي حكومة الوفاق وقوات حفتر، منخرطان في الجولة الثالثة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وأن البعثة اجتمعت بكل طرف على حدة عبر الاتصال المرئي.


وأكد البيان أن الاجتماعين أتاحا الفرصة للبعثة أن تناقش مع الوفدين آخر التطورات على الأرض وأن تتلقى ملاحظاتهما على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمته البعثة إلى الطرفين في 23 شباط/فبراير 2020، لكن البعثة دعت الطرفين إلى إنهاء التصعيد العسكري بالتزامن مع المباحثات.

"إنقاذ قوات حفتر"

من جهته، قال الضابط من الشرق الليبي، عقيد، سعيد الفارسي، إن "من يقف وراء هذه المفاوضات وعودتها الآن ليست البعثة الأممية بل الدول الداعمة لحفتر ومشروعه مثل روسيا وفرنسا، وهدفها الآن الحفاظ على ما تبقى من قوات "حفتر" حتى لا تنهار بشكل مفاجئ".

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى أن "هذه الدول تضغط الآن من أجل وقف إطلاق النار حتى تستطيع إيجاد مكان لـ"حفتر" في أية مفاوضات قادمة سواء سياسية أو عسكرية، لكن بعد تغير الوضع على الأرض لصالح قوات "الوفاق" ستتغير معه مطالب الحكومة، ومنها استسلام قوات "حفتر" وتسليم الهلال النفطي".

 

اقرأ أيضا: البعثة الأممية تعلن موافقة الوفاق وحفتر على استئناف الحوار

"ضغوطات وهدنة"

في حين رأى عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة أن "التوصل إلى نقطة مشتركة أو اتفاق في مفاوضات 5+5 يعتبر أمرا صعبا جدا لرفع سقف شروط كل طرف، لكن من منظور عسكري لا شك أن من يجلسون على الطاولة الآن هم أبناء مؤسسة عسكرية واحدة، ويدركون استحالة الحسم العسكري لأي من الأطراف".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "الجميع يعلم أن الأمور وصلت إلى درجة سيئة من التدخل الأجنبي مع وجود ضغوطات من دول مؤثرة هذه المرة على الطرفين لضرورة وقف هذه الحرب البائسة، لذلك لا أستبعد الوصول إلى هدنة قد تعقبها تطورات سياسية إيجابية، لكن يبقى ذلك رهين بجدية المجتمع الدولي، وقدرته على كبح جماح التدخلات الخارجية"، وفق رأيه.


"وهم ومحاولة إحراج"

عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد قال من جانبه إن "مما أثار انتباهي في إعلان البعثة أنها ما زالت تشير إلى مقترحها القديم الذي سبق أن قدمته عند بدء المباحثات العسكرية وسبق رفضه، وهو الآن لا يصلح حتى لأن يشار إليه، وما أشارت إليه البعثة من وجود تفاهم مبدئي غير صحيح والتواصل الذي قامت به البعثة لا يرقى إلى أن ينتج عنه أي تفاهم".

وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح أن "البعثة الأممية تسير على خطى رئيسها السابق (غسان سلامة) في محاولة "تسويق" الوهم لوضع الطرف المقصود في موقف حرج ومحاولة فرض نفس الرؤية التي حاول "سلامة" فرضها، والرامية إلى عقد مباحثات يكون للبعثة اختيار ثلث الأعضاء +1، ووضع جداولها ومخرجاتها".

وتابع: "لازلت أؤكد أنه لا جدوى من التفاوض مع عسكريين يمثلون "حفتر" على أي مستوى من المستويات، بل إن الواجب يملي على العسكريين أن يعلموا رفضهم الاستمرار تحت قيادة "مجرم حرب" يجلب "المرتزقة" من كل أنحاء العالم ويستجدي كل الدول بما فيها "إسرائيل" لمعاونته على قتل الليبيين"، كما قال.

التعليقات (0)