صحافة دولية

عائلة الجبري تبدأ حملة بأمريكا للإفراج عن أبنائها بالسعودية

الجبري كان مسؤولا سابقا في الاستخبارات السعودية ومقربا من محمد بن نايف- موقاع سعودية
الجبري كان مسؤولا سابقا في الاستخبارات السعودية ومقربا من محمد بن نايف- موقاع سعودية

بدأت عائلة المسؤول السابق في الإستخبارات السعودية، سعد الجبري حملة للضغط في الولايات المتحدة لتأمين الإفراج عن اثنين من أبنائها اعتقلتهما السلطات السعودية في آذار/مارس الماضي.


وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" ترجمته "عربي21"، فإن العائلة تقوم بمحاولات للتأثير على الحكومة الأمريكية والكونغرس لممارسة الضغط على الرياض.


وينسب للجبري الفضل في تعزيز الحرب ضد تنظيم القاعدة، وإقامة علاقات قوية مع وكالات الاستخبارات الغربية، واعتقل الأمن السعودي كلا من ابنه عمر 21 عاما وسارة 20 عاما في مكان مجهول كرهائن من أجل الضغط على الجنرال للعودة من منفاه في كندا.


ونقلت الصحيفة عن خالد الجبري، نجل المسؤول السابق قوله، إن العائلة لا تعرف إن كان أخوه وأخته على قيد الحياة، ولكنه يعتقد أنهما محتجزان "كرهائن" لإجبار والده على العودة إلى المملكة من كندا.
 ونفى خالد الذي يعمل أخصائيا في أمراض القلب مزاعم أن والده مطلوب في قضايا فساد، وأكد أن الإتهامات ذات "دوافع سياسية".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: أولاد الجبري كانوا أول ضحايا حملة تطهير ابن سلمان

وأشار إلى أن عائلته تم استهدافها بسبب علاقة والده القريبة مع وزير الداخلية وولي العهد السابق محمد بن نايف والذي كان منافسا لولي العهد الحالي، محمد بن سلمان.


 ولفتت الصحيفة إلى أن القضية باتت تستقطب اهتماما كبيرا نظرا لعلاقات الجبري التاريخية مع الحكومات ووكالات الاستخبارات الأجنبية مثل "سي آي إيه"، و"أم أي 6"، حيث أعادت القضية الإهتمام من جديد في حكم محمد بن سلمان الإستبدادي والذي تأثرت سمعته بشكل كبير عندما قام عملاء سعوديون باغتيال جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر، فضلا عن قيامه باعتقال العشرات من الأمراء ورجال الأعمال والأكاديميين والمدونين والناشطين.


وفي محاولة لتأمين الإفراج عن عمر وسارة قامت العائلة بالتواصل مع الحكومتين الأمريكية والكندية وجولات على أعضاء الكونغرس.


وقال خالد الجبري: "مضت ثلاثة أشهر ولا رد من السعودية" و"لا نعرف إن كانا على قيد الحياة أم لا". وظل الرئيس دونالد ترامب من أشد الداعمين لمحمد بن سلمان في وقت تزايدت فيه الإنتقادات للأمير السعودي، خاصة الحرب في اليمن وحرب أسعار النفط التي شنها مع روسيا. 


وقال تيم ريزر، المستشار البارز للسناتور الديمقراطي باتريك ليهي للصحيفة، إن أعضاء الكونغرس "يشعرون بالقلق من اختفاء هذين الشابين بعد اعتقال القوات الأمنية السعودية لهما، ويبدو أنه يجري استخدامهما كرهائن لإكراه والدهما على العودة إلى السعودية حيث لن يعرف مصيره أحد"، في حين قال مكتب السناتور الجمهوري ماركو روبيو، إنه واع بالقضية وأنه على تواصل مع العائلة.


ورفضت السلطات السعودية التعليق على القضية. ويتهم بعض الناشطين الجبري بأنه قاد حملات قمع سابقة أثناء عمله في وزارة الداخلية، إلا أن المسؤولين الغربيين يرون أنه لعب دورا رئيسيا في تحديث وإعادة إصلاح جهاز المخابرات السعودية في بداية القرن الحالي.


 ويعيش الجبري في منفى اختياري منذ عام 2017 بعدما جرى عزل الأمير محمد بن نايف، ورئيسه في وزارة الداخلية والذي كان مقربا منه.


 وكان الجبري، 61 عاما وبقية أفراد العائلة في تركيا عندما سمع الأخبار، وحاول عمر وسارة مغادرة السعودية ولكنهما منعا من مغادرة المطار، وجرى اعتقالهما في آذار/مارس بعد أيام من اعتقال الأمير محمد بن نايف.

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: هل يستطيع محمد بن سلمان التعلم من أخطائه؟

وقال خالد الجبري، إن عمه اعتقل في مداهمة بعد ستة أسابيع من اعتقال شقيقه وشقيقته.

 

ونقلت الصحيفة عن محللين وأشخاص على معرفة بما يجري في البلاط الملكي قولهم، إن اعتقال الأمير محمد والأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك كان بمثابة رسالة أن أي أحد ليس بعيدا عن يد الأمير محمد ولن يتم التسامح مع عدم الولاء. 


وقال خالد الجبري إن "سبب (استهداف العائلة) هو اعتقاد محمد بن سلمان أن والدي يمثل تهديدا". 
وعزل سعد الجبري من منصبه بصفة وزير عام 2015 بعدما عارض قرار محمد بن سلمان شن حرب في اليمن. 


وكان آخر اتصال له مع ولي العهد في أيلول/سبتمبر عندما قدم المشورة للحكومة في موضوع الغارات التي ضربت المنشآت النفطية والتي نسبت إلى إيران. 


وبحسب الجبري، فقد رد ولي العهد بشكر الجبري قائلا: "لا أستغرب هذه النصيحة من رجل كرس شبابه وحياته لخدمة بلده". ومنح الرد "بصيص أمل" ولكن مضت أشهر ثم جرى اعتقال سارة وعمر.

 

ويقول خالد الجبري: "كل شيء يتعلق بنا مرتبط برؤية محمد بن سلمان عن محمد بن نايف، رغم تجريده من كل شيء".

التعليقات (0)