هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "فرض السيادة على الضفة الغربية وغور الأردن قد يشكل فرصة لتحسين علاقات إسرائيل والأردن، رغم تحذير الملك عبد الله الثاني أن الضم سيؤدي لصدام كبير مع إسرائيل، لكن بيان الملك يهدف، بجانب تحذيرات أخيرة من المسؤولين الأردنيين، كرئيس الوزراء عمر الرزاز ووزير الخارجية أيمن الصفدي، للتوضيح لإسرائيل بأنه من المتوقع أن تسوء العلاقات المستقبلية بينهما إن سعت لتنفيذ عملية الضم".
وأضاف
البروفيسور رونين يتسحاق، خبير الشؤون الأردنية، رئيس دراسات الشرق الأوسط بأكاديمية
الجليل الغربي، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل لديها أمل بتحسن العلاقات مع عمان، لكن الوقائع تؤكد أنها آمال
كاذبة، ويبدو أن العلاقات لن تتحسن، بل ستتدهور، تزامنا مع ازدياد الاتجاه المناهض
لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وضعف موقف إسرائيل بين الجمهور الأردني، رغم السلام
بينهما".
وأشار إلى أن "الاعتقاد السائد في الأردن أن سياسة الحكومة الإسرائيلية في ظل حكم بنيامين
نتنياهو تحرج الحكم الهاشمي عمدا، سعيا في النهاية لإقامة دولة فلسطينية في
الأردن، وحتى لو كان هذا الاعتقاد غير صحيح أو مبرر، فإن الحكومة الإسرائيلية لا
تكلف نفسها عناء إجراء أي مناقشات أو اتصالات مع النظام الهاشمي في الأردن،
وبالتالي تكثيف الانفصال بين الدولتين، وتعميق الشعور الأردني بالعداء تجاههم".
وأوضح
أن "قلق الأردن أن ضم الغور سيقضي على حل الدولتين الذي يدعمه الأردن والمجتمع
الدولي، وفي ظل اندلاع متوقع للمواجهات بالضفة الغربية، فقد يتم تعزيز وضع حماس، وتنهار
السلطة الفلسطينية، ما قد يهدد النظام الهاشمي، لذلك، فإن قلق الأردن أن التوتر
الأمني المتوقع الذي سيتصاعد بالضفة الغربية ضد إسرائيل سيخرجان عن السيطرة، وقد
يتسللان نحو الأردن، ويقوضان الاستقرار السياسي والأمني هناك".
وأكد أنه "في ظل هذه الظروف، من الواضح
تماما أنه إذا قررت إسرائيل تنفيذ ضم الغور، فمن المرجح أن يرد الأردن، صحيح أنه
من غير المتصور أن يلغى الأردن اتفاق السلام، رغم أن الملك عبد الله صرح بأن جميع
الخيارات مفتوحة، لكن يرجح تزايد التصريحات القتالية في عمان، واستدعاء السفير
الأردني للتشاور، وإعادة السفير الإسرائيلي لتل أبيب".
وأضاف
أنه "إضافة لذلك فإن الملك سيقرر تخفيضا كبيرا في العلاقات الإسرائيلية الأردنية،
وتجميد المشاريع الاقتصادية، وربما الإضرار بالسياحة الإسرائيلية، وباقي الخطوات
التي سيتم تفسيرها على أنها استجابة للشارع الأردني الغاضب".
وزعم
أنه "إن تم تنفيذ ضم الغور، فسيكون فرصة جيدة لإسرائيل لتحسين علاقاتها بالأردن،
ويجب على إسرائيل أن توضح بشكل علني أنها تواصل التمسك بسياسات مؤسسها دافيد بن
غوريون الاستراتيجية أواخر الخمسينات، التي أكدت على استقرار الأردن، ووجود مصلحة
إسرائيلية مهمة ببقاء الحكم الهاشمي".
وختم
بالقول إنه "في حالة عدم إصدار بيان إسرائيلي عن حكومة نتنياهو بهذا الخصوص،
وهذا المحتوى، فإنه سوف يلقي بظلال من الشك على نية إسرائيل أو أطراف أخرى لجعل
الأردن دولة فلسطينية، وعدم توفير ضمان لاستمرار حكم الملك عبد الله".