ملفات وتقارير

روسيا تستبق قانون "قيصر" بافتتاح طرق دولية شمال سوريا

وسائل إعلام النظام السوري أكدت افتتاح الطريق الدولي (M4) شمال شرق سوريا- جيتي
وسائل إعلام النظام السوري أكدت افتتاح الطريق الدولي (M4) شمال شرق سوريا- جيتي

تحاول روسيا استباق بدء الولايات المتحدة تطبيق قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، وذلك من خلال اتخاذ خطوات استباقية على الأرض، وفي مقدمتها إعادة افتتاح الطرق الدولية التي تربط مناطق سيطرة النظام، بالمعارضة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".


وفي التفاصيل، أكدت وسائل إعلام النظام السوري افتتاح الطريق الدولي (M4) شمال شرق سوريا، الذي يربط المحافظات الشرقية السورية (الرقة- الحسكة)، بحلب، أمام حركة المرور، وذلك بعد أن شهد المقطع الذي يصل الحسكة بالرقة منه، خلال اليومين الماضيين مرور أول قافلة مدنية منذ قيام تركيا بعملية "نبع السلام" خريف العام الماضي.


من جانب آخر، ووفق مصادر مطلعة، فإن من المُنتظر أن يبدأ العمل على افتتاح المقطع الذي تسيطر عليه المعارضة من الطريق الدولي "M4" (حلب- اللاذقية)، وذلك لاستكمال ربط المحافظات الشرقية بالساحل السوري.

 

اقرأ أيضا: الائتلاف السوري يشكل فريقا لمتابعة تنفيذ قانون "قيصر"

ويمتد الطريق الدولي (M4) من مدينة اللاذقية غربا، ويمر بإدلب، ويندمج بالطريق الدولي (M5) عند عقدة سراقب إلى مدينة حلب، ومن ثم يتجه شرقا إلى مدينة الباب، ومنها إلى منبج والرقة والحسكة وصولا إلى الحدود العراقية شرقا.


وتتطلع روسيا إلى الاستفادة من علاقتها بتركيا، لتجعل الطرق الدولية سالكة، وتحديدا في الأجزاء المارة بإدلب، وكذلك بالأجزاء المحاذية لمنطقة نبع السلام في ريفي الحسكة والرقة.

 

قانون قيصر

 
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد عماد شحود، أن التحركات الروسية تأتي استباقا لتطبيق قانون "قيصر"، حيث تعول روسيا على الاستفادة من استثناء الولايات المتحدة لمناطق سيطرة "قسد" من القانون، لتأمين بعض المواد الضرورية لمناطق النظام.


ولا يعني ذلك نجاحا للمخطط الروسي، بحسب حديث شحود لـ"عربي21"، موضحا "أن القانون الأمريكي يمنع تماما التبادل التجاري مع النظام السوري".


وتابع قوله: "ستشدد الولايات المتحدة على حركة المواد نحو مناطق النظام، سواء من الشمال السوري، أو من البلدان المجاورة (لبنان، الأردن، العراق)"، متسائلا حول الجدوى الاقتصادية التي تتطلع إليها روسيا من افتتاح الطرق الدولية في ظل العقوبات الأمريكية القادمة.


وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، قد أكد في وقت سابق، أن بلاده ستبدأ في حزيران/يونيو المقبل، بتطبيق قانون قيصر لملاحقة المتورطين مع نظام بشار الأسد.


وتعول المعارضة السورية كثيرا على مساهمة قانون "قيصر" في إنهاء الصراع في سوريا، وتتحدث عن نتائج وتبعات "قاتلة" على نظام الأسد، وخصوصا أن تأثيراته ستضرب البنية الاقتصادية للنظام، من رجال أعمال وشركات.


وحول ردود الفعل الأمريكية على افتتاح الطرق الدولية، أكد الباحث المتخصص بالشأن الأمريكي، عبد الرحمن السراج، أنه حتى الآن لا يوجد أي تعليق أمريكي على فتح الطرق في سوريا، خاصة بالنظر إلى أن المناطق التي فتحت الطرق الدولية فيها تسيطر المعارضة السورية المدعومة من تركيا على بعضها وتسيطر قوات النظام السوري على بعضها الآخر.


مفتاح لتدخل أمريكي

 
وأضاف لـ"عربي21" أن "افتتاح الطريق الدولي ( M4) الذي يربط الحسكة باللاذقية يحتاج إلى تنسيق مع القوات القريبة من بلدة تل تمر".

 

اقرأ أيضا: هل ينعش وقف إطلاق النار بإدلب المسار السياسي بسوريا؟

وتابع السراج بأن "السياسة الأمريكية ما زالت منكفئة وغير فاعلة، ومحكومة بالتجاذب بين الأطراف الداعمة لتدخل أكبر في الملف السوري لصالح المعارضة السورية، وبين وزارة الدفاع الأمريكية الداعمة لـ"قسد"، وربما تكون عملية فتح الطرق أو التفاوض بشأنها مفتاحا لتدخل أمريكي أكبر نسبيا في المستقبل القريب".


مؤشرات أخرى

 
وفي مؤشر آخر على استعجال روسيا اتخاذ خطوات على الأرض في الملف السوري، كشفت مصادر روسية عن تعيين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سفير موسكو لدى النظام السوري، ألكسندر يفيموف، ممثلا رئاسيا خاصا لتطوير العلاقات مع سوريا.

 

وأوضحت قناة "روسيا اليوم" أن بوتين أصدر الاثنين، مرسوما بتعيين يفيموف، السفير الروسي فوق العادة والمفوض لدى النظام السوري، ممثلا خاصا للرئيس الروسي لتطوير العلاقات.


وساد الجدل في الأوساط السورية حول دلالات وأبعاد القرار الروسي، واعتبره البعض إعلانا روسيا غير مباشر عن احتلال سوريا.


من جانبه، اعتبر وزير الاتصالات السابق في الحكومة السورية المؤقتة، محمد ياسين نجار، على صفحته في "فيسبوك"، أن دلالات القرار الروسي، هي عدم الثقة بالنظام الذي أصبح مكشوفا ومهتزا بعد خلافه مع رامي مخلوف، وكذلك لمتابعة الملف شخصيا من قبل الكرملين وبوتين، وارتفاع مستوى أهمية الملف السوري خلال المرحلة القادمة وقرب التضحية بعائلة الأسد.

التعليقات (0)