هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت العملة السورية التدهور نحو مستوى قياسي غير مسبوق في تاريخ البلاد، إذ لامست عتبة الـ1650 ليرة للدولار الواحد.
وتحدثت "عربي21" مع عدد من الخبراء، اتفقوا على التحذير من تبعات قاسية على السوريين جراء تهاوي سعر صرف الليرة، وتحدثوا عن أسباب عدة وراء ذلك، من بينها صراع آل الأسد مع رجل الأعمال البارز وقريب العائلة، رامي مخلوف.
الأسد/مخلوف
وأشار الباحث بالشأن الاقتصادي السوري، يونس الكريم، إلى أسباب عدة تقف وراء انهيار سعر صرف الليرة السورية، ومنها تخوف أصحاب الثروة وأمراء الحرب من الصراع الدائر بين الأسد، وقريبة مخلوف.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" بالقول: "إن كان تدهور قيمة العملة السورية قد بدأ قبل صراع الأسد/مخلوف، فإن الصراع الأخير أثر في تثبيت الانهيار الحاصل".
وقال الكريم إن دخول إيران كذلك إلى ساحة الاستثمار النفطي في البلاد، زاد من مخاوف الصراع بين طهران وموسكو على المكاسب الاقتصادية في سوريا، وأدى إلى نشوء أجنحة اقتصادية متصارعة داخل بنية النظام.
كورونا ولبنان
بدوره قال الخبير في الشأن الاقتصادي السوري، سمير طويل، إن لانتشار فيروس كورونا، والأثر النفسي الذي أحدثه، دور بارز وراء انخفاض سعر صرف الليرة السورية.
وأضاف لـ"عربي21" أن الجائحة الفيروسية ضربت ما تبقى من قطاع اقتصادي في سوريا، وأوصلته إلى حافة الانهيار، مشيرا في هذا الصدد إلى تدهور الليرة اللبنانية الذي يعد من بين الأسباب التي أثرت على قيمة الليرة السورية.
وحسب طويل، فإن النظام ومصرفه المركزي يعانيان حاليا بالفعل من نقص كبير في السيولة، يرافقها ازدياد المضاربات في السوق السوداء.
قانون "قيصر"
وحسب المفتش المالي والمراقب الاقتصادي منذر محمد، فإن اقتراب دخول قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا، قد ضاعف من الأعباء الاقتصادية على النظام.
وكانت الإدارة الأمريكية قد حددت حزيران/يونيو المقبل، كموعد لدخول القانون حيز التنفيذ، وقال محمد: "من الواضح أن القانون الذي سيضع عراقيل على تدفق الأموال لسوريا، وتحديدا القطع الأجنبي، سيمثل ضربة قاضية لاقتصاد نظام الأسد".
وأضاف لـ"عربي21" أن غالبية المتعاملين مع النظام السوري باتوا يراجعون حساباتهم، خوفا من أن تطالهم العقوبات الأمريكية، وهذا ما سيؤدي حتما إلى مزيد من انهيار قيمة الليرة السورية، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: هل يلجأ نظام الأسد لطباعة فئة 5 آلاف ليرة.. ما التداعيات؟
الوضع الأمني
وثمة سبب آخر، يفسر تدهور العملة السورية، يشرحه الباحث الاقتصادي يونس الكريم بقوله: "ما يجري من توتر في الجنوب السوري، وكذلك عدم ثبات الهدوء في جبهات إدلب، وتعرض قوات النظام لهجمات مباغتة من قبل خلايا عناصر تنظيم الدولة في شرق البلاد، وغيرها من الأسباب المرتبطة بالوضع الأمني، تجعل من الليرة متأرجحة".
وتابع في هذا الصدد: "لا زال النظام يمارس سياسات ارتجالية في الشق الأمني والاقتصادي"، مشيرا أيضا إلى دور كبير للفساد في نخر بنية النظام.
المخدرات
من جانب آخر، أشار الكريم إلى مصادرة شحنات كبيرة من الحبوب المخدرة التي مصدرها مناطق النظام السوري، من قبل السلطات في مصر والمملكة العربية السعودية.
وقال إن "هذه الشحنات كان من المفترض أن يتم استلام ثمنها بالدولار الأمريكي، وهي أموال ضخمة، لكن الذي حدث أن هذه الشحنات تمت مصادرتها، وكان لذلك تأثير سلبي، فلم يتم تعويض هذه المبالغ (ثمن الشحنات) لا بالعملة الصعبة، ولا بالمواد المستوردة".
والشهر الماضي، أعلنت السلطات المصرية والسعودية عن ضبط شحنات من المواد المخدرة، مصدرها الأراضي السورية.
آثار مأساوية
بدوره، تحدث الناشط الإعلامي محمود طلحة، عن نتائج كارثية لانهيار سعر صرف الليرة السورية، على كل المناطق السورية، سواء الخاضعة للأسد أو المعارضة.
وقال لـ"عربي21" إن الفقر يزداد بشكل يومي بنسب مخيفة، موضحا أن "نسبة الفقر في سوريا تجاوزت الـ85 في المئة، وهي نسبة غير مسبوقة في البلاد".
وتصدرت سوريا قائمة الدول الأكثر فقرا بالعالم، بنسبة بلغت 82.5 في المئة، بحسب بيانات موقع "World By Map"العالمي.