هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى العوامل التي يمكن أن تجعل من مؤتمرات الفيديو مصدرا للاستنزاف النفسي للمستخدمين.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أزمة فيروس كورونا أثّرت على سير عمل
الشركات بشكل كامل، حيث وجدت نفسها مجبرة على العمل عن بعد، باستثناء الحالات
الأساسية، لتجنب توقف نشاطها. وقد أرسل هذا الشكل الجديد من العمل الآلاف من
الموظفين إلى منازلهم وأجبرهم على تكييف مساحة عمل جديدة في مقر سكناهم، والتي يجب
مشاركتها مع بقية أفراد العائلة.
أنقذت التكنولوجيا
الموقف لدرجة أنه من الممكن حتى عقد اجتماعات عبر الفيديو والحصول على نتائج جيّدة
كما لو كان اللقاء مباشرا بين الموظفين. مع ذلك، يحذر بعض الخبراء من أن استخدام
أدوات لعقد المؤتمرات عبر الفيديو يزيد من مستويات التوتر لدى الموظفين.
مضاعفات غياب التواصل
غير اللفظي
وفقًا للاستنتاجات التي
توصل إليها جيانبيرو بيتريغليري، أستاذ مساعد في معهد إنسياد الأوروبي لإدارة
الأعمال، وماريسا شوفلر، أستاذة في جامعة كليمسون، من المغري التفكير في أن
الاجتماع الذي يتم عقده عبر مؤتمر الفيديو يمكن أن يكون البديل المثالي للاجتماع
المباشر وجها لوجه مع الموظفين، لكن جسم الإنسان في الحقيقة يفك شفرة الحركات غير
اللفظية بطريقة مختلفة تمامًا.
أشار هذان الخبيران إلى
مفاتيح التواصل المفقودة في مؤتمر الفيديو، مثل نغمة الصوت وجزء من تعابير الوجه
والإيماءات الجسدية. بسبب عدم وضوح كل هذه التفاصيل عبر مكالمة الفيديو، يضطر
المشارك إلى أن يكون منتبها بشكل أكبر، الأمر التي قد ينتج عنه الشعور بالإرهاق
خاصة إذا كان الاجتماع يضم العديد من المشاركين.
ونقلت الصحيفة عن ياغو
دي لا سييرفا، أستاذ إدارة الأشخاص في المنظمات في معهد الدراسات التجارية العليا
الإسباني، أن "اللغة غير اللفظية هي العنصر الأول في الاتصال الشفهي، وهي
تعادل أكثر من ثلثي ما تريد مشاركته، فهي تمنحك التفسير والمعنى. أما الاجتماع
الذي يعقد عن طريق التداول بالفيديو، يكون محدودا للغاية".
من جانبها، صرّحت
إغناثيا أروابارينا، أستاذة مشاركة في قسم علم النفس الاجتماعي في جامعة منطقة
إقليم الباسك، أنه "عندما يكون أحد مكونات التواصل غائبًا أو محدودًا، كما
يحدث في مؤتمرات الفيديو، يضطر المرسل والمتلقي إلى بذل المزيد من الاهتمام والجهد
للتعبير عن أنفسهم وفهم بعضهم البعض بشكل صحيح".
صمت غير مريح والتعب
النفسي الناجم عن فترة الحجر الصحي العام
لن يكون من المنصف أن
نعزو الإجهاد الذي نشعر به إلى مؤتمرات الفيديو، ولكن الحجر الصحي العام نفسه
يجعلنا نشعر بنوع من اللامبالاة، وإلى تغيير البيئة بالنسبة لأولئك الذين يعملون
عن بعد.
أوضح لا سييرفا
"نحن قلقون، خاصة أننا نواجه عجزا هائلا في القدرة على الانتباه وهو ما يجعلنا
ننتقل من شيء إلى آخر لأننا لا نستطيع التركيز. ويعني هذا الموقف أنه في منتصف الاجتماع
المنعقد عبر مؤتمر الفيديو في البيوت، يميل الحاضرون إلى تفقد هواتفهم المحمولة
ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعلنا في النهاية نحصل على نتائج أقل لأننا
مشتتو الانتباه والفكر".
وأوردت الصحيفة أن
الصمت يعتبر ظرفا آخر مسببا للضغط خلال مؤتمرات الفيديو. خلال عقد اجتماع وجهاً
لوجه، تتم إدارة هذه الأمور بشكل طبيعي ودون الحاجة إلى فرض أي شيء؛ وهو ما لا
يحدث خلال الاجتماعات أمام الكاميرا، حيث يتم فقط رؤية وجوه المشاركين.
في الواقع، كل من حضر
مؤتمرًا من هذا النوع يعرف جيدًا أن تدخلات المشاركين لا ترد بشكل طبيعي إلا إذا
كان هناك مشرف يعطي الكلمة لكل فرد. في هذه الحالة، إما أن يتم تداول الكلمة من
موظف إلى آخر أو أن يتخلل الاجتماع العديد من الفواصل الصامتة غير المريحة.
مؤتمرات الفيديو جاءت
لتبقى
ذكرت الصحيفة أن
مؤتمرات الفيديو بالطبع أداة جديدة. وتلعب شركة زوم دورا رائدا في السوق، حيث
انتقل عدد مستخدمي التطبيق من عشرة إلى 300 مليون مستخدم يوميًا في غضون بضعة
أشهر، وخلال هذا الشهر وحده، نمت قاعدة المستخدمين بنسبة 50 بالمئة.
من جهته، يدعو ديريك باندو،
رئيس التسويق في شركة زوم، إلى التخطيط الجيد قبل عقد مؤتمر الفيديو. وحسب باندو
"من القواعد الأساسية الجيدة قبل جدولة الاجتماع التفكير فيما إذا كان الأمر
يستحق حقا عقد اجتماع أو اللجوء إلى استخدام البريد الإلكتروني السريع أو دردشة أو
أن إجراء مكالمة مدتها 30 ثانية كاف لتوصيل رسالتك وليس الأمر صعبًا مثل اجتماع
مكالمة الفيديو".